بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مستشفي‮ ‬طنطا الجامعي‮ ‬مقبرة للمال العام‮ ‬


قصة هذا المستشفي‮ ‬يمكن أن تصلح سيناريو لفيلم سينمائي‮ ‬يتم تصنيفه في‮ ‬قائمة أفلام سينما الواقع،‮ ‬وتصلح لأن تصنف في‮ ‬قائمة أفلام سينما الخيال وإذا كانت هناك ما بين الواقع والخيال مساحة قد تبدو للبعض واسعة بل متوازية لا‮ ‬يلتقيان معها أبدا فإن حكاية ذلك المستشفي‮ ‬كسرت كل الحواجز وتخطت كل المسافات ومازالت مستمرة‮ .. ‬إنه مبني‮ ‬مستشفي‮ ‬طنطا الجامعي‮ ‬التعليمي‮ ‬الذي‮ ‬أطلق عليه في‮ ‬بداية وضع حجر أساسه عام‮ ‬1983‮ ‬اسم المستشفي‮ ‬الفرنساوي‮.. ‬تكلف بناؤه‮ ‬250‮ ‬مليون جنيه وتوقف عند المرحلة الأولي‮ ‬بطاقة‮ ‬465‮ ‬سريرا عام‮ ‬2006‮ ‬ومازال حتي‮ ‬الآن رغم مرور‮ ‬5‮ ‬سنوات‮ ‬ينتظر التجهيزات الطبية‮.‬

ترجع قصة إنشاء المستشفي‮ ‬إلي‮ ‬عام‮ ‬1950‮ ‬عندما أعلن الدكتور طه حسين وزير المعارف في‮ ‬حكومة مصطفي‮ ‬النحاس عن إنشاء كلية طب بطنطا لتكون نواة للجامعة وشكل لجنة من عميدي‮ ‬طب قصر العيني‮ ‬والاسكندرية ووكيل وزارة الأشغال لبحث تحويل المستشفي‮ ‬الأميري‮ »‬مستشفي‮ ‬جامعة طنطا الرئيسي‮ ‬حاليا‮« ‬الذي‮ ‬وضع الملك فؤاد حجر أساسه عام‮ ‬1931‮ ‬إلا أن اللجنة أكدت في‮ ‬تقريرها عدم صلاحية المبني‮ ‬لأن‮ ‬يكون كلية للطب الثانوية‮ »‬كلية التربية حاليا‮« ‬لتكون كلية طب علي‮ ‬أن تتبع جامعة الاسكندرية وفي‮ ‬عام‮ ‬1972‮ ‬صدر قرار جمهوري‮ ‬بإنشاء جامعة طنطا‮ .. ‬وقتئذ فكر الدكتور عبدالحي‮ ‬مشهور رئيس الجامعة الاسبق في‮ ‬إنشاء المستشفي‮ ‬التعليمي‮ ‬التقي‮ ‬بالسفير الفرنسي‮ ‬في‮ ‬مصر وطلب منه قرضا قيمته‮ ‬300‮ ‬ألف فرنك وأقنع الدكتور كمال الجنزوري‮ ‬وزير التخطيط آنذاك بالفكرة وتم وضع المستشفي‮ ‬في‮ ‬خطة الدولة ووضع حجر الأساس له في‮ ‬عام‮ ‬1983‮ ‬بحضور الدكتور فؤاد الدين رئيس الوزراء الأسبق والدكتور مصطفي‮ ‬كمال حلمي‮ ‬وزير التعليم العالي‮ ‬الأسبق وكان من المفترض الانتهاء من إنشائه خلال أربع سنوات،‮ ‬وجاء الدكتور شوقي‮ ‬خاطر رئيسا للجامعة ليبدأ جولة جديدة من المفاوضات مع الدكتور ظافر البشري‮ ‬وزير التخطيط الأسبق حتي‮ ‬نجح في‮ ‬تدبير الموارد المالية اللازمة

ليدخل المستشفي‮ ‬حيز التنفيذ الفعلي‮. ‬

كان من المقرر إنشاء المستشفي‮ ‬بطاقة‮ ‬1000‮ ‬سرير علي‮ ‬أن‮ ‬يضم مستشفي‮ ‬للجراحات وآخر للباطنة وثالث للنساء والأطفال إلا أنه مع تعثر الإنشاء وتغير المسئولين علي‮ ‬كافة المستويات وبمرور السنوات حتي‮ ‬بلغوا نحو‮ ‬6‮ ‬رؤساء وزراء تعليم عال و6‮ ‬رؤساء جامعة،‮ ‬تم الاكتفاء بتقسيم المبني‮ ‬إلي‮ ‬مراحل وانتهت المرحلة الأولي‮ ‬منه في‮ ‬عام‮ ‬2006‮ ‬بطاقة‮ ‬465‮ ‬سريرا وانتظرت الجامعة وقتئذ تدبير تمويل للجهيزات الطبية دون جدوي‮ ‬ومازال‮ ‬ينتظر حتي‮ ‬الآن‮.‬

الدكتور هاني‮ ‬هلال وزير التعليم العالي‮ ‬السابق كان قد أصدر تصريحات‮ ‬غاية في‮ ‬الغرابة عندما تولي‮ ‬الوزارة وزار جامعة طنطا،‮ ‬رفض تجهيز المستشفي‮ ‬وأكد أنه‮ ‬غير مسئول عن علاج المرضي‮ ‬وحاول مرارا وتكرارا ضم كافة المستشفيات الجامعية علي‮ ‬مستوي‮ ‬الجمهورية إلي‮ ‬وزارة الصحة بحجة أنها تمثل عبئا علي‮ ‬ميزانية الوزارة إلا ان محاولاته باءت بالفشل بل انه سعي‮ ‬إلي‮ ‬لطرحها أمام المستثمرين ليكتوي‮ ‬بنارها الفقراء،‮ ‬وفشل أيضا وعندما طرح الدكتور نادر المليجي‮ ‬عضو مجلس الشوري‮ ‬السابق عن دائرة كفر الزيات القضية للمناقشة في‮ ‬المجلس اندهش من تصريحات الوزير عندما قال إن الميزانية لا تسمح‮ »‬وعايزين تجهزوها اشحتوا عليها من صندوق نذور السيد البدوي‮« ‬

المستشفي‮ ‬الآن خاو علي‮ ‬عروشه ومهجور فمن‮ ‬ينقذه؟‮!‬