بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أسطورة عادل القاضى

 

لم يكن حفل تأبين عادل القاضى بنقابة الصحفيين امس حفل تأبين عاديا بالمعنى التقليدي للكلمة، لكنه كان تظاهرة حب وباقة ورد ورسالة عرفان وتقدير، واستفتاء على شعبية  الفقيد الراحل الزميل عادل القاضي من بعض زملائه واصدقائه ومحبيه الذين عرفوه عن قرب طوال مسيرته الصحفية الثرية التى امتدت زهاء ربع قرن تقريبا .

لقد لخصت السيدة الفاضلة هالة سالم حرم الفقيد عادل القاضى شخصيته فى كلمة واحدة اصابت فيها كبد الحقيقة وأوجزت فأنجزت حين ذكرت بوضوح :"  لم اكن اعرف انه اسطورة الا بعد وفاته "، وبالفعل كان عادل اسطورة حقيقية على المستوى السياسى والمهنى والاخلاقى والانسانى .

لم يغلق الراحل عادل القاضى عقله امام اى تيار سياسى، وكان منفتحا على الجميع فى موزاييك سياسي فريد، كان  ليبراليا وقريبا من الإخوان المسلمين ومحبوبا من الناصريين ومحترما من الشيوعيين، عكس الكثيرين الذين يؤمنون بفكر واحد ويعادون التيارات السياسية الاخرى، إنه  صحفى فريد من نوعه، يذكرنا ببعض الرموز السياسية القومية المصرية امثال احمد الخواجة نقيب المحامين الاسبق وممتاز نصار النائب المستقل والذين لم يختلف حولهما اى حزب سياسي وكذا الامر مع المرحوم عادل القاضى .

على  المستوى المهنى، حقق عادل القاضى الكثير من النجاحات فى الصحف المصرية والخليجية، ابتداء من الوفد الى المدينة ثم  البيان  والاتحاد والمصرى اليوم ومحيط واسلام اون لاين والوفد الالكترونى واون اسلام، لكن القدر لم يمهله لخوض تجربة الاعلام الفضائي، وعلى المستوى الاخلاقى والانسانى، كان عادل صحفيا نبيلا عف اللسان  يتحلى بأخلاق الفرسان والامراء، كأنه جاء فى زمان غير زمانه، ليعيد الينا معانى الصداقة والوفاء والاخلاص التى افتقدناها جميعا .

لقد رثا الكثيرون عادل القاضى بدموعهم قبل كلماتهم، وكان افضل رثاء للفقيد الراحل – فى اعتقادى – ماكتبه الزميل العزيز عادل صبرى  رئيس تحرير بوابة الوفد الالكترونية، انها مرثية  قبل الاوان، او مرثية ابن الى والده او اب الى ولده، كتبها عادل صبرى الى صديق عمره عادل القاضى بدموعه ودمائه وقلبه وعقله فى وقت واحد .

و فى حفل تأبين عادل، أعجبتنى لمسة الوفاء من الزميل مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم عندما خصص جائزة قدرها  5000 آلاف جنيه سنوية بنقابة الصحفيين لتكريم الفقيد الراحل، كما أعجبتنى لمسة الوفاء من بوابة الوفد الالكترونية بإعداد كتاب عن عادل القاضى يتناول

سيرته الصحفية، وتناول الزميل هشام جعفر رئيس مجلس ادارة دار مدى للاعلام  جانبا مهما فى مسيرة عادل القاضى الصحفية، والمتعلق بفترة عمله بالاتحاد خلال غزو العراق عام 2003، وكشف عن وجيعة عادل فى انحياز الصحيفة لخطة تدمير العراق على حساب ثوابت الامة العربية المتمثلة فى وطن واحد الى  الخليج الثائر والمحيط الهادر، و كان عادل القاضى يتحايل على ذلك المخطط بنشر اخبار وتقارير توازن الكفة وتنحاز للعروبة والقومية العربية وتقف ضد المخططات الاسرائيلية – الامريكية .

فى اعتقادى ان تكريم عادل القاضى يجب ان يشمل ايضا اطلاق اسمه على الشارع الذى كان يقطنه فى المحلة الكبرى او القاهرة، هذا اقل تقدير له، لانه  يستحق  ذلك عن مسيرته الصحفيه الخالدة، ولأنه شهيد الثورة المصرية التى شارك فيها بعرقه وقلمه ووقته ونالته بعض الاصابات من قنابل المولتوف لتظاهره  ضد نظام مبارك السابق، كما لعب الفقيد الراحل دورا كبيرا فى وأد الفتنة بقرية صول فى اطفيح بالجيزة وتم تكريمه هناك عرفانا بهذا الدور الوطنى .

مصر بعد ثورة يناير غير ما قبلها، واذا كنا فى مراجعة كبرى لمجمل السياسات السابقة على المستوى الاقتصادى والسياسى والاجتماعى  والتاريخى والوطنى، فيجب ايضا إعادة النظر فى اسماء الشوارع، هناك اسماء شوارع لاجدوى لها او عفا عليها الزمن، واقل تكريم لشهداء ثورة يناير هو اطلاق اسمائهم على الشوارع التى عاشوا فيها، لاننا مدينون لهم بحياتنا ومستقبلنا ومستقبل اولادنا .وعادل القاضى هو شهيد الثورة بلا منازع ... حلم بها وشارك فيها وكتب عنها ومات من اجلها ..

[email protected]