لاشين: الضابط اللي يغلط "هكسر رقبته"
اللواء فاروق لاشين مدير أمن الجيزة الحالي والمحال إلي محكمة الجنايات بتهمة إطلاق النار علي المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير وقت أن كان مدير أمن القليوبية.
ونفي »لاشين« إصداره أي تعليمات لضباطه باستخدام القوة لفض تظاهرات القليوبية أو قتل المتظاهرين، مؤكداً أن أولاده شاركوا فيها، وأن تجربته في إدارة أحداث يناير يجب أن تدرس.
وكشف »لاشين« خلال حواره لـ»الوفد الأسبوعي« عن رفض وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي استدعاءه للاجتماع الذي عقد ليلة 28 يناير وتم قصره فقط علي مدير أمن القاهرة والجيزة ومدير أمن الدولة، واصفاً أحداث 28 يناير بأنها فوق مستوي التصور.. وإلي نص الحوار:
اللواء فاروق لاشين مدير أمن الجيزة أنت متهم بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير عندما كنت مدير أمن القليوبية.. فما تعليقك؟
- بداية، تم تكليفي بمنصب مدير أمن القليوبية منذ أول يناير الماضي، وقد توافرت للقيادات الأمنية معلومات تفيد بأن يوم 25 يناير سيشهد مظاهرات في عدد من محافظات مصر، فقمت بعقد اجتماع لقيادات أمن الدولة والأمن العام والأمن المركزي وقيادات من المديرية، وتم التشديد علي أن دور الأمن في المظاهرات السلمية يقتصر علي التأمين فقط بدون أني احتكاكات معهم، ورفضت طلبات من ضباط بحمل السلاح الشخصي أثناء المظاهرات، وتم تكليف أفراد الخدمات بالتواجد واليقظة أثناء التظاهرات.
مر 25 و26 يناير دون وقوع أي تشابكات بين الأمن والمتظاهرين، حيث قلت للضباط: إن مصر مثل »البالونة« وأي »شكة الدبوس« ستجعلها عرضة للانفجار، ومش لازم يكون الانفجار بسبب الشرطة.
لكن الاتهام الموجه لك عن أحداث مساء 28 يناير؟
- يوم 27 يناير توافرات المعلومات عن مظاهرة حاشدة في اليوم التالي بعد صلاة الجمعة في ميدان المحطة بمدينة بنها وستكون أعدادها أكبر من المعدل الطبيعي، وسيشارك فيها كل الأطياف السياسية وبالفعل، عقدت اجتماعاً جديداً شددت فيه علي ضرورة الاحتواء الكامل وضبط النفس مع المتظاهرين، بالإضافة إلي أنني قمت بتأدية صلاة الجمعة مع المتظاهرين بمسجد المحطة، وتم فرض كردون أمني كبير لحماية المتظاهرين، وبعد المغرب طاف المتظاهرون شوارع بنها وتم تفريقهم في العاشرة مساء دون طلقة واحدة ولا استخدام مياه ولا قنابل غاز.
وماذا بعد 10 مساء؟
- كنت وصلت مكتبي وبدأت تتوالي البلاغات عن محاولات لإثارة الشغب واقتحام أقسام الشرطة »شبرا أول وثان والخانكة« في توقيت متقارب فكانت التعليمات بالدفاع عن الأقسام حسب التعليمات الأولية أي دون استخدام القوة إلا أن القوات اضطرت إلي استخدام القنابل المسيلة للدموع للدفاع عن الأقسام وتفريق الحشود الهائلة من المتظاهرين.
وهل حدثت اتصالات بينك وبين الوزير حبيب العادلي؟
- لا، ولكن بدأت المواجهات الضاربة فكان من الطبيعي أن يدافع كل ضابط عن قسمه في حدود التعليمات الصادرة مني شخصياً باستخدام المياه والغاز، ومع ازدياد حدة المواجهات بين الطرفين، خاصة بعد تسلح المعتدين بالأسلحة النارية والبيضاء وإصابة العديد من أفراد الشرطة ووفاة عدد آخر، لجأت للعقلاء من المواطنين للحديث مع هؤلاء الأشخاص وتهدئة الأجواء.
من أين أتي هؤلاء بالسلاح؟
- أقسام القاهرة سقطت مبكراً فتم اقتحامها والاستيلاء علي الأسلحة، بالإضافة إلي أن الشارع يعج بالسلاح، فكانت التعليمات إلي كل قيادة أن تتعامل برؤيتها علي حسب الحالة الأمنية لديها، خاصة بعد اقتحام عدد من الأماكن العامة مثل السنترالات وأحياء المحافظة.
وكيف تعاملتم مع الأحداث؟
- ما حدث يوم 28 خارج نطاق التصور فلم يحدث أن شهدت مصر تلك الأحداث من قبل يوم 28 كان بداية لتحقيق مطالب شعب »تعبان ومطحون من زمان«.
هل كنت مؤيداً للثورة وأنت تمثل وزارة الداخلية المحسوبة علي النظام؟
- نعم أيدتها فأنا واحد من أفراد الشعب وتضررت مما تضرر منه المواطنون ولست محسوباً علي النظام، كنت ترساً في نظام مؤسسي قائم إلا أنني لم أكن صاحب قرار، وكنت استشعر انفجار وغضب المواطنين منذ أن كنت مديراً لمباحث القاهرة.
أثناء عملك بمباحث القاهرة هل رفعت تقارير للوزير عن حالة احتقان الشارع؟
- بالطبع رفعت تقارير لأعلي المستويات، لكن لم يسمعني أحد، بالإضافة إلي أن سوء الأوضاع بمصر لا يخفي علي أحد فهناك بطالة وغلاء وفساد، فضلاً عن أن حالة الاحتقان الشديدة بعد تزوير الانتخابات معروف لجميع القيادات الأمنية والسياسية؟
- هل حدث اجتماع بينك وبين الوزير قبل يوم 28 يناير؟
- لم يدعن »العادلي« لحضور اجتماع عقد مساء 27 يناير، وضم كلاً من الوزير ومدير أمن الدولة والأمن العام والأمن المركزي ومديري أمن القاهرة والجيزة ومدير الإدارة العامة لقوات الأمن، إلا أنه أثناء الأحداث كان الاتصال دائماً بيني وبين مكتب الوزير وقوات الأمن العام.
< لكنك="" مازلت="" متهماً="" بقتل="">
- حتي الآن أنا لا أعرف لماذا تمت إحالتي للجنايات، ويعلم الله أنني لم أصدر قراراً بقتل أو إطلاق النار علي المتظاهرين، لكن ظهر نوع من الخلل الأمني بسبب انسحاب عدد من التشكيلات من أماكنها واختفاء كثير من جنود الأمن المركزي، ولم تكن هناك تعليمات بفض التظاهرات بالقوة، لأن ذلك يمثل انتحاراً وكيف يمكن لي الاعتداء علي مظاهرة يشارك فيها أبنائي.
هل أولادك شاركوا في المظاهرات فعلاً؟!
- نعم أولادي شاركوا في مظاهرات التحرير وكنت سعيداً بهم واشجعهم علي الاستمرار، لكن لم يضرن ما حدث من وقائع تعدي علي المنشآت العامة ومحاولات اختطاف الثورة وتغيير مسارها والالتفاف علي مطالبها.
ما رأيك في إدارة وزارة الداخلية للأحداث وهل كانت علي مستوي الحدث؟
- ما حدث يوم 28 فوق مستوي التصور والأمن ظلم في هذه الأحداث، والجهاز كان »متقطع« في البلد وشغال في كل حتة من خدمة رئيس وتأمين مواكب وإشراف علي إصلاح ماسورة مجاري انفجرت، بالإضافة إلي أن القوات تم انهاك قواها أيام 25 و26 و27 وأحداث يوم 28 كانت ثقيلة عليهم فمع الشعور بالإرهاق والتعب تم ترك الأماكن فحدث الفراغ الأمني.
هناك الشرطة فعلاً أنها فتحت السجون وتسببت في حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر أثناء الثورة؟
- هذا الكلام غير صحيح فماذا يعني اقتحام الأقسام والاعتداء علي السجون في وقت واحد، التفسير الوحيد أنه عمل مرتب من جماعات منظمة إذا كان هناك انسحاب فإنه كان عشوائياً من جنود الأمن المركزي بعدما »شافوا الويل« ما حدث في 25 يناير للشرطة يمثل تماماً نكسة 1967 التي حدثت للجيش.
كيف توليت مسئولية مديرية أمن الجيزة؟
- أنا جيت من القفص من تهمة إطلاق النار علي المتظاهرين إلي مديرية أمن الجيزة مكلفاً بعمل أؤديه لكنه شيء في منتهي الصعوبة أن تكون متهماً ومسئولاً عن أمن المواطن.
كيف يشعر المواطن في الجيزة بوجود الأمن؟
- كانت هناك فجوة بين المواطن والشرطة تم تلافيها بنسبة 90٪ من خلال التواجد المكثف للضباط وأفراد الشرطة في الشارع، بالإضافة إلي تيسير خدمات المرور والأقسام، والعمل علي إعادة تأهيل أقسام الشرطة المحروقة وإنشاء نقاط شرطة جديدة وزيادة الخدمات والأكمنة بالشوارع لتحقيق الانتشار داخل الشارع، بالإضافة إلي تأمين الطرق السريعة.
لكن ماذا عن فكر رجال الشرطة الذي لا يناسب العهد الجديد؟
- منذ قدومي لمديرية أمن الجيزة وبدأت بالتركيز علي العمل بمنهج وفكر جديد لدي أفراد الشرطة لتغيير المفهوم السيئ الراسخ لدي المواطن عن ضباط الشرطة.
ما تفسيرك لكراهية الشعب للشرطة؟
- بالفعل هنك حالة من الكراهية بين الطرفين بسبب رواسب تراكمت خلال 30 عاماً ومن الطبيعي أن يكره المواطن جهاز الشرطة لأنه جهة تنفيذ القانون، وكذلك سوء تعامل بعض ضباط الشرطة مع المواطن، و»الكلام ده موجود في العهد القديم يعني خلص«، أما الآن لا رجوع للعهد البائد وجهاز الشرطة الآن يتعافي بأسس مختلفة عما مر به خلال 30 سنة ويجب أن يعلم كل أفراد الشرطة أن الأمن رسالة وليس وظيفة.
لكن تجاوزات رجال الشرطة مازالت مستمرة في حق المواطنين؟
- لن أقبل بأي تجاوزات من أفراد الشرطة وهقطع رقبة أي ضابط مخطئ، ويجب علي أفراد وضباط الشرطة أن يغيروا سلوكهم تجاه المواطنين.
لو خرجت مظاهرات من جامعة القاهرة بعد إلغاء الحرس الجامعي ما هو التصرف من الداخلية؟
- التظاهر حق مكفول للجميع لكن لو طلب مني رئيس الجامعة التدخل سأتدخل، أما التظاهرات لو خرجت من الجامعة إلي الشارع فسيتم التعامل معها كأي مظاهرة سلمية أخري.
متي يعود الأمن بكامل قوته ويعود الانضباط إلي الشارع؟
- مديرية أمن الجيزة تعد أكبر المديريات التي عادت للعمل بنسبة تتجاوز 90٪ ونحن الآن بصدد العمل علي استكمال مقوماتنا ومنشآتنا ونأمل مساندة المواطن للضباط للخروج من الكبوة وأزمة الثقة التي يمر بها رجل الشرطة.
< هناك="" ظاهرة="" غريبة="" داخل="" الوزارة="" تتمثل="" في="" عدم="" وجود="">
- العديد من قيادات الداخلية ظلمت خلال تولي حبيب العادلي الوزارة، بسبب المجاملات وانعدام معايير اختيار القيادات لشغل مناصب الوزارة، وأنا واحد من الذين ظلموا في عهده، »أنا طلع عيني في الشغل، ولسه ماسك مدير أمن من 4 شهور فقط وهطلع معاش العام القادم، العادلي اعتمد علي سياسة دفن الكفاءات لصالح أفراد يثق فيهم فقط دون النظر لكفاءتهم.
هل أنت خائف من التهمة الموجهة إليك؟
- »هو أنا عملت غلط ولا أهدرت دم مصري«، عشان اتحاكم، إدارة الأحداث في القليوبية تدرس مش توصل لمحكمة الجنايات، بالإضافة إلي ثقتي في عدالة القضاء المصري، أقسم بالله لو في مواطن في القليوبية ذم في شخصي أعدموني أمام المحكمة.. وبعدين دلوقتي الشرطة بتتحاسب علي كل تصرفاتها يعني لو »شلنا« سلاح تبقي غلط لو »مشلناش« إحنا برضو غط لو ضربنا المتظاهرين إحنا غلطانين لو مضربناش برضو احنا غلطانين، قولوا لنا نعمل إيه نشيل »مصاصة«!
اتهامك بقتل المتظاهرين ألم يمثل لك حرجاً في التعامل مع المواطن؟
- الاتهام سبب لي حرجاً نفسياً، معقولة دي تبقي مكافأة نهاية الخدمة محاكمة!