بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

قروش الحزب الحاكم؟


السياح الأجانب يشتكون من أسماك القرش المتوحشة التي تهاجمهم في مياه البحر الأحمر، وتمزق أجسامهم وتحولها إلي اشلاء.. يقع كل ذلك عند شواطئ مدينة شرم الشيخ، التي اصبحت من أشهر مدن مصر كلها.. وهذه الهجمات تتوالي، تضرب في مناطق مختلفة سواء عند شواطئ المدينة أو عند مياه محمية رأس محمد.. ولا أحد يعرف كيف يوقفها عند حدها حتي الآن.

تمامًا مثل الحزب الحاكم، في مصر.. فالحزب يضرب في كل مصر.. ويمزق أشلاء هذا الوطن.. ووحوش الحزب الحاكم أكثر شراسة من أسماك القرش، وكما الوضع مع أسماك القرش.. نجد وحوش الحزب الحاكم لا أحد يعرف كيف يوقفها عند حد..

** بل الغريب أن أعمالهم تزداد توحشًا فترة بعد أخري.. نقصد انتخابات بعد انتخابات.. إذ تمتد يد الحزب الحاكم كل انتخابات لتسلب من الوطن أكثر مما سلبت في الانتخابات السابقة.. وأقرأوا نتائج الانتخابات في العشرين سنة الماضية.. فهو يسلب كل مرة أكثر مما سلب في سابقتها.. والأرقام لا تكذب.. وأعرفوا كم حصل هذا الحزب أي »القرش المتوحش« في انتخابات 1990 ـ ثم كيف صعد في انتخابات 1995 التي ابتدع فيها حكاية أو لعبة »وطني مستقل« فإذا سقط الأول ونجح الثاني أعلن انضمامه علي الفور لهذا الحزب.. واستمرأ »القرش الوطني« هذه اللعبة فوجدنا وفي انتخابات 2000 يلعبها بأكثر »حرفنة« وهكذا.. حتي جاءت الانتخابات الأخيرة لنجده يكاد يستولي علي كل مقاعد البرلمان ويعيد إلي الذاكرة لعبة انتخابات الـ 5 تسعات!! أي يفوز فيها الحزب الحاكم بنسبة 99.999٪ من الأصوات..

فهل يا تري هناك فرق بين هجمات أسماك القرش المتوحشة في شرم الشيخ.. وهجات وحوش الحزب الحاكم في هذه الانتخابات.. في كل مدن مصر وقراها.. بل لماذا هذا التوقيت الغريب بين هجمات أسماك القرش.. وهجمات وحوش الحزب الحاكم.. أليست هذه مصادفة لا تتكرر؟!

** ولكن إذا كانت الحكومة قد حاولت أن تخدع السياح الأجانب ضمن سلوكها للدفاع عن السياحة في شرم الشيخ بادعاء أنها استطاعت اصطياد سمكة قرش.. ثم سمكة أخري وخرج كل الاعلام الحكومي يصفق ويزمر علي هذا النجاح العظيم.. في اصطياد أسماك القرش المتوحشة التي هاجمت السياح في الأسبوع الماضي.. ثم فجأة ظهرت سمكة قرش أخري هاجمات قتلت سائحة ألمانية أمام واحد من أشهر فنادق شرم الشيخ.. وصمتت الحكومة بعد هذا الهجوم المباغت من أسماك القرش.. فلا وزير السياحة تكلم للخفيف من أثر هذا الهجوم علي السياح الاجانب عاشقي رياضات الغطس والغوص والسباحة بين عجائب الدنيا تحت المياه.. أو التزحلق فوق المياه، وهي معركة شرسة للغاية لإنقاذ السياحة الشتوية إلي شرم الشيخ. التي

باتت تنافس السياحة الثقافية في الأقصر وأسوان.. لأن السياحة إلي شرم الشيخ تتعدد مراتها.. أما السياحة للأقصر فهي مرة واحدة في العمر.. لا أكثر.. ولا وزير البيئة تكلم.. لأن الوزيرين لو تكلما فماذا يقولان!! تمامًا كما تكلم رئيس الحكومة فقال جملتين لا أكثر تعقيبًا علي المعركة الانتخابية.. ثم صمت بعدها!!

** أما هذا الخبير الذي ادعي أن إسرائيل وراء هجمات القرش في شرم الشيخ.. وأنها زرعت أجهزة أخري في هذه الأسماك لتهاجم السياح عندنا.. فهذا من أشد عيوبنا وهو أن نعلق كل شيء، يحدث لنا علي إسرائيل.. وإذا كان ذلك صحيحًا فلماذا لا نقوم نحن أيضًا بزراعة أجهزة مماثلة في أسماك قرش.. وندفعها إلي شاطئ إيلات لتهاجم شواطئ إسرائيل هناك.. أو لماذا لا تعلن شركات سياحة مصرية عن برامج سياحية إلي شرم الشيخ بأسعار مخفضة للغاية ونطرحها في أسواق العالم.. وبالطبع سوف تجذب هذه الاعلانات سياح إسرائيل الذين يهوون السياحة في سيناء والغوص في مياه شرم الشيخ بحكم أنهم من عشاق التخفيضات.

** ونقول للحكومة المصرية وحزبها الحاكم، وكذلك لذلك الخبير، والنبي بلا وكسة. وكفاية أن الحزب الحاكم سرق أصوات الشعب في أكبر انتخابات لأكبر برلمان في تاريخ مصر. وجري بالنتيجة بعد أن ألقي بعض الفتات للمعارضة.. وسقطت منه بعض المقاعد بينما هو يهرول بما سرق، بعيدًا عن الانظار..

** لقد سرقت أسماك القرش المتوحشة الموسم السياحي الشتوي الذي تنتظره شرم الشيخ.. تمامًا كما سرقت الحكومة وحزبها الحاكم أصوات الأمة كلها.. فهل حرام أن نقارن بين أسماك القرش وتوحشها.. وبين أسماك القرش المسماة سابقًا بالحزب الحاكم.

** ويا حبيبي.. كلهم لصوص.. في مياه البحر الأحمر.. أو في كل تراب مصر.. ولا فرق بين قروش البحر وقروش البر.