بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

فواز العجمي يكتب :الجيش المصري خط أحمر

بوابة الوفد الإلكترونية

تناقلت الأنباء من جمهورية مصر العربية أن هناك بعض القوى تدفع بالجيش المصري للقيام بانقلاب عسكري لإسقاط الرئيس الدكتور محمد مرسي وحكومته، وبعضهم يقول إن تدخل الجيش الآن أصبح ضرورة لخلاص مصر من هذه الفوضى العارمة التي عطلت الحياة الاقتصادية وأدخلت البلد في حالة من الركود والفقر والبطالة والعوز.

ورأي آخر يقول يجب أن يتدخل الجيش الآن لاستعادة الثورة مسارها الذي انحرفت عنه عندما سيطر الإخوان المسلمون على سدة الحكم واستبعدوا الثوار الآخرين.
إن هذه المحاولات وهذه الرغبات لبعض القوى المصرية بدفع الجيش المصري للتدخل في الحياة السياسية رغم حسن نوايا بعضها لا يمكن أن تخدم مبادئ ثورة 25 يناير المجيدة التي أطاحت بنظام حسني مبارك الدكتاتوري الفاسد لعدة أسباب ولعل أهمها أن هذه الثورة قامت ضد الدكتاتورية والاستبداد وإقامة دولة مدنية ديمقراطية والجيش لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلعب دوراً ديمقراطياً بحكم عقيدته العسكرية التي تتمثل بالأمر والأمر المطاع وهذا يتنافى مع الحياة المدنية الديمقراطية وهذا ما لمسناه في كل الانقلابات العسكرية العربية عندما جاء العسكر إلى الحكم واستبدوا وظلموا واحتكروا السلطة والشواهد كثيرة ومنها العسكري السادات.. والعسكري حسني.. والعسكري .. عبدالله صالح.. والعسكري حافظ الأسد.. والعسكري البشير وغيرهم من حكامنا العرب ما عدا تجربة واحدة وهي ثورة 23 يوليو المجيدة التي قادها قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر عندما ثار الضباط الأحرار وصنعوا ثورة حقيقية انتهت بدولة مدنية لا يمكن أن نقول عنها ديمقراطية لأن أعداء الأمة العربية وضعوا العصي في دواليبها منذ أن انتصرت ولم تكمل مسيرتها نحو الديمقراطية المنشودة.
الآن يجب ألا يدفع بعض الإخوة المصريين بالجيش

المصري للقيام بانقلاب عسكري لأن ذلك يتعارض مع روح ثورة 25 يناير في الديمقراطية والحياة المدنية مهما كانت الدوافع الحسنة وغير الحسنة لأن إقحام الجيش المصري في هذه المرحلة لا يمكن التنبؤ بنتائجه ويمكن أن تكون هذه النتائج كارثية - لا سمح الله -، وبالتالي فإننا نعرض هذا الجيش لخطر لا نعرف مداه سواء مع شعبه أو مع بعض الفرق العسكرية الأخرى التي يمكن أن تؤيد مثل هذا الانقلاب أو ترفضه وهذا يعني احتمال الاقتتال بين وحدات هذا الجيش وهذا أخطر ما يمكن أن يواجه الجيش المصري وهو هدف غربي – صهيوني في القضاء على آخر جيش عربي قوي بعد أن تم القضاء على الجيش العراقي بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، وبعد أن استنزف الجيش العربي السوري.. وهذه الجيوش العربية الثلاثة المصري والعراقي والسوري هي الجيوش التي يحسب العدو الصهيوني ألف، بل مليون حساب لها وتدميرها أو القضاء عليها أو حلها أو استنزافها هو خدمة للعدو الصهيوني وحلفائه من الغرب، لهذا نقول إن الجيش المصري خط أحمر.

نقلا عن صحيفة اشرق القطرية