تعرف على قصة بلعام بن باعوراء المذكورة فى سورة الأعراف
التأمل فى قصص القرآن من اسباب زيادة الايمان وقال تعالى فى سورة الاعراف
{واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث }.
اختلف فى تعيين الرجل المذكور ، فقال ابن مسعود وابن عباس : هو بلعام بن باعوراء ، وقيل تاعم ، وهو من بنى إسرائيل ، عاش فى زمن موسى عليه السلام وكان بحيث إذا نظر رأى العرش ، وهو المعنى بقوله تعالى {واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا} ولم يقل آية ، وكان فى مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه ثم صار بحيث إنه كان أول من صنف كتابا فى أنه ليس للعالم صانع .
معنى هذا أنه كان صالحا ثم ضل ، وهو معنى الانسلاخ ، أى نزع الله منه العلم الذى كان يعلمه والإيمان الذى كان يلبس ثوبه .
وقيل : نزلت فى أمية بن أبى الصلت الثقفى، وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مرسل رسولا فى ذلك الوقت ، وتمنى أن يكون هو ذلك الرسول ، فلما أرسل الله النبى صلى الله عليه وسلم حسده وكفر به ، وهو الذى قال فيه الرسول "آمن شعره وكفر قلبه " وهناك أقوال أخرى ذكرها القرطبى فى تفسيره ، وليس لواحد منها سند صحيح يوثق به ، وقال : إن القول الأول أشهر وعليه أكثر المفسرين .
ولو أن هذا الرجل بقى على الهدى لأماته الله مؤمنا ورفع شأنه ، ولكنه اتبع هواه وسار مع
وقال القتيبى : كل شيء يلهث فإنما يلهث عن إعياء أو عطش ، إلا الكلب فانه يلهث فى حال الكلال وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة ، وحال الرى وحال العطش ، فضربه الله مثلا لمن كذب بآياته ، فقال : إن وعظته ضل وإن تركته ضل ، كقوله تعالى{وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون } الأعراف : 193 .
وهذا المثل فى قول كثير من أهل العلم بالتأويل عام فى كل من أوتى القرآن فلم يعمل به . هذا من أحسن ما قيل فى تفسير هذه الآية، والأقوال كثيرة فى كتب التفسير وهى اجتهادية ليست قاطعة، وتكفينا العبرة من المثل.