بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تعرف على معني قول الله ( والشعراء يتبعهم الغاوون)

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان وقال تعالى  {والشعراء يتبعهم الغاوون . ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لا يفعلون }سورة الشعراء.

 

وقال القرطبي هذه الآية نزلت كما يقول المفسرون فى عبد الله بن الزبعرى ونافع بن عبد مناف وأمية بن أبى الصلت ، وقيل نزلت فى أبى عزة الجمحى . والذين استثناهم الله بعد هاتين الآيتين فى قوله {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون } هم حسان بن ثابت وعبد الله ابن رواحة وكعب بن مالك وكعب بن زهير ومن على شاكلتهم ممن يقولون الحق .

 

وجاء فى كتب التفسير أن حسان بن ثابت لما نزلت هذه الآية أذن له النبى صلى الله عليه وسلم بالرد على المشركين فقال " انتصروا ولا تقولوا إلا حقا، ولا تذكروا الآباء والأمهات " كما أذن لكعب فيه وقال "إن المؤمن يجاهد بنفسه وسيفه ولسانه ، والذى نفسى بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل " .

 

إن الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح ، والحسن والقبح يتبعان الغرض من إنشاده ، والمعانى التى يحتويها ، والملابسات التى تحوطه والآثار التى تترتب عليه . فالآيات ذمت عدم ثبات الشعراء على مبدأ واحد، وتكسبهم بالشعر دون اهتمام بصدق ما يقولون وكذبه ، ومدحت الآية الأخيرة من يتقون الله فى أقوالهم واستهدفوا الدفاع عن الحق والتبرئة مما ينسب إليهم من باطل .


وثبت فى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم سمع أبياتا كثيرة من شعر أمية ابن أبى الصلت ، وقال "كاد أمية بن أبى الصلت أن يسلم " وروى البغوى فى معجم الصحابة وابن عبد البر فى الاستيعاب بإسناد ضعيف من حديث النابغة ، واسمه قيس بن عبد الله . أنه أنشد الرسول صلى الله عليه وسلم شعرا فدعا له بقوله "لا يفضض الله فاك " وروى الحاكم أنه قال ذلك للعباس عندما استأذنه فى مدحه .


وكان الرسول إلى جانب سماع الشعر والثناء على قائله يثيب عليه ويجازى عند الاقتضاء . فقد روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم لما قسم الغنائم يوم حنين ، ولم يعط العباس بن مرداس مثل ما أعطى أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية

وعيينة بن حصن -قال شعرا يمدح به نفسه ويبين استحقاقه كغيره ، أتم له الرسول مائة من الإبل ، وقال العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء : إن زيادة "اقطعوا عنى لسانه " ليست فى شىء من الكتب المشهورة . وذكر السفارينى فى كتابه "غذاء الألباب "ج ا ص ا15 هدية الرسول إلى كعب بن زهير على قصيدته "بانت سعاد" عندما سمع قوله :


إن الرسول لسيف يستضاء به * مهند من سيوف الهند مسلول وهى بردة لم يستطع معاوية أن يشتريها منه ، فاشتراها من ورثته ، ثم قال : وأما خبر "الشعر مزامير الشيطان " وخبر "إنه جعل له كالقرآن " فواهيان . وعلى فرض ثبوت ذلك فالمراد به الشعر المحرم . . . وأن عائشة رضى الله عنها كانت أعلم بالشعر والفريضة من غيرها .

 

وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى حسان "والله لشعرك عليهم أشد من وقع السهام فى غلس الظلام وتحفظ بيتى فيهم " فقال : والذى بعثك بالحق نبيا لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين ، ثم أخرج لسانه فضرب به أرنبة أنفه وقال والله يا رسول الله إنه ليتخيل لى أنه لو وضعته على حجر لفلقته ، أو على شعر لحلقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيد الله حسانا بروح القدس "سمع النبى صلى الله عليه وسلم الشعر من وفد بنى تميم ورد حسان عليهم .


ويمكن الرجوع إلى إجابتين سابقتين عن الشعر وعن شعر الغزل لتكمل الصورة عن الشعر.