بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الأوروبي‮: الحلول الجزئية في سوريا لن تنهي الأزمة‮ ‬

أكد الاتحاد الاوروبي ان لجوء الرئيس السوري بشار الاسد الي الحلول الجزئية بهدف ترضية الشعب وانهاء المظاهرات‮ ‬،‮ ‬ليست الطريق الصحيح الي انهاء الازمة الدائرة والطاحنة بالبلاد‮ ‬،‮ ‬وقال اعضاء البرلمان الأوروبي إن الأسد‮ ‬يقوم باتخاذ قرارات جزئية،‮ ‬متشبها في ذلك بالرئيس السابق المصري حسني مبارك‮ ‬،‮ ‬والذي كان‮ ‬يخرج علي الشعب بين وقت وآخر إبان اندلاع المظاهرات لاصدار قرار او اكثر بغية التهدئة‮ ‬،‮ ‬متجاهلا ان الشعب‮ ‬يسعي للتغيير الديمقراطي الكامل‮ . ‬واكد البرلمان ان الشعب السوري‮ ‬يحتاج حلولاً‮ ‬جذرية لانهاء الاوضاع المتردية‮ ‬،‮ ‬وعلي رأس ذلك انهاء العنف والقمع السياسي‮ ‬،‮ ‬واطلاق الحريات‮ ‬،‮ ‬واخلاء سبيل المعتقلين‮ ‬،‮ ‬ووقف اعمال التعذيب‮ ‬،‮ ‬واجراء تحقيقات عاجلة فيما جري للمتظاهرين علي مدي الايام الماضية من قتل وتعذيب‮ . ‬فيما كشف تقريرسياسي هولندي ان بشار الاسد علي‮ ‬يقين بأن وضعيته في سوريا تختلف عن وضعية القذافي في ليبيا‮ ‬،‮ ‬وهي فروقات‮ ‬يعتمد عليها الاسد كدعائم لضمان استمرار بقائه في السلطة رغم اعمال العنف الدموي التي‮ ‬يواجه بها الثوار والمعارضين‮ ‬،‮ ‬وتتمثل هذه الفروقات في‮ :‬

اولا‮: ‬قيام الاستخبارات السورية ورجال الأمن السري بالسيطرة عبر الرقابة علي الدبلوماسيين السوريين بالخارج‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يسود الرعب لدي هؤلاء الدبلوماسيين‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يجرؤ احدهم علي اعلان انشقاقه عن الاسد كما حدث مع القذافي‮ ‬،‮ ‬والا ستتم تصفيته بسرعة والانتقام من عائلته‮.‬

ثانيا‮ : ‬وجود انشقاقات في صفوف المعارضة السورية‮ ‬،‮ ‬كما تفتقر المعارضة الي وجود‮ ‬قائد فذ‮ ‬،‮ ‬كما ان الاوضاع في اكبر مدينتين في‮ ‬البلاد‮ ‬،‮ ‬دمشق وحلب‮ ‬،‮ ‬لا تزال هادئة نسبياً‮ ‬وهي عوامل مبشرة للاسد بأنه سيستعيد زمام الأمور بيده‮. ‬

ثالثا‮ : ‬نظام الاسد‮ " ‬وفقا للتقرير‮ " ‬ليس مكروهاً‮ ‬تماما من كل الشعب السوري بذات القدر الذي كانت

عليه الانظمة في مصر وتونس وليبيا‮ ‬،‮ ‬فالشعب السوري اختار الاستقرار الطويل‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬مقابل التخلي‮ ‬عن الحريات المدنية وحرية الصحافة والانتخابات الحرة‮ ‬،‮ ‬علاوة علي ذلك‮ ‬،‮ ‬قابل الأسد أولي‮ ‬موجات الغضب بسرعة‮ ‬،‮ ‬بعمل تنقيحات سياسية بالغاء قانون الطوارئ الذي استمر بالبلاد‮ ‬50‮ ‬عاماً‮ ‬،‮ ‬كما اعاد‮ ‬صياغة حكومته‮ ‬،‮ ‬وأعاد النظر في اوضاع السكان اقتصاديا‮ ‬،‮ ‬كما اعلن رفع الرقابة علي الإنترنت‮. ‬

رابعا‮ : ‬وجود ضمانات لدي الأسد بأن الغرب لن‮ ‬يستخدموا معه الضغوط العسكرية علي‮ ‬غرار ما‮ ‬يحدث الآن في ليبيا‮ ‬،‮ ‬وضماناته‮ ‬يستمدها من ثقته ان الغرب‮ ‬يخشون رحيله‮ ‬،‮ ‬كما تخشي اسرائيل تماما رحيله وتراقب بقلق الاحداث‮ ‬،‮ ‬حتي لا‮ ‬يخلفه نظام راديكالي اسلامي‮ ‬،‮ ‬وان‮ ‬يسعي النظام الجديد الي تعزيز العلاقات مع ايران العدو اللدود لاسرائيل والغرب‮ ‬،‮ ‬كما ان‮ ‬الترسانة الكبيرة من الصواريخ والاسلحة الكيماوية السورية‮ ‬،‮ ‬يمكن أن تقع في‮ ‬أيدي‮ ‬رئيس سوري جديد أقل دقة وحكمة من الاسد‮ ‬،‮ ‬كما ان رحيله سيؤدي الي انتقال‮ ‬الاضطرابات إلي الأردن ولبنان والاراضي‮ ‬الفلسطينية،‮ ‬لذلك لا‮ ‬يوجد في الواقع‮ ‬مؤامرة صهيونية لإخراج الاسد من الحكم‮.‬