بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

ماذا لنا في‮ ‬القيامة؟

حدث القيامة مر عليه قرابة ألفي‮ ‬عام وفي‮ ‬كل سنة‮ ‬يحتفل المسيحيون بهذا العيد في‮ ‬الشرق وفي‮ ‬الغرب وإن اختلفنا في‮ ‬التوقيتات،‮ ‬إلا أن الهدف والمراد واحد وفي‮ ‬هذا العام‮ ‬يلتقي‮ ‬الشرقيون والغربيون في‮ ‬ذات التوقيت‮.‬

وقد‮ ‬يسأل سائل ما الهدف من الاحتفال طوال هذه السنوات،‮ ‬هل هي‮ ‬احتفالات للذكري‮ ‬أم هناك فوائد حياتية تستحق الاحتفال بها وفي‮ ‬هذا المقال ألخص ما لنا في‮ ‬القيامة في‮ ‬كلمات ثلاث‮.‬

أولاً‮: ‬القيامة والغفران‮.‬

ثانياً‮: ‬القيامة وتغيير الإنسان‮.‬

ثالثاً‮: ‬القيامة والضمان

إن الدارس لحياة السيد المسيح‮ ‬يعرف أنه مختلف عما عداه فهو المكتوب عنه أنه بلا خطية وكونه كاملاً‮ ‬ظافراً‮ ‬علي‮ ‬كل محاولات إبليس الذي‮ ‬حاول الإيقاع به ولكنه فشل في‮ ‬كل تجاربه الشيطانية حتي‮ ‬شهد عنه الروح القدس أنه حمل الله الكامل،‮ ‬لذا بكماله استطاع أن‮ ‬يقدم نفسه ذبيحة تكفيرية ليرفع خطية العالم‮.‬

والمسيح مارس‮ ‬غفران الخطايا لكل من جاءه نادماً‮ ‬سمع منه القول مغفورة خطاياك‮.‬

فهو الطريق إلي‮ ‬الخلاص من الخطية والدليل الحي‮ ‬لإرشاد البشرية إلي‮ ‬طريق الحياة الأبدية الطريق الذي‮ ‬يبدأ بالغفران للتائبين ومن‮ ‬يسلك في‮ ‬هذا الطريق لن‮ ‬يهلك‮.‬

فلو لم‮ ‬يقم المسيح ما كان هناك رجاء في‮ ‬حياة أخري‮ ‬لكن بالقيامة انتصر المسيح علي‮ ‬الموت والظافر المنتصر‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يعطي‮ ‬المؤمنين حياة أفضل دليل حياة لحياة أفضل‮.‬

حاول أحد المؤمنين أن‮ ‬يشرح لأحد حاخامات اليهود أهمية معرفة المسيح المخلص ولكنه صمم علي‮ ‬رفضه وفي‮ ‬يوم كان‮ ‬يسير ذلك الشخص مع صديقه اليهودي‮ ‬المتدين وأرادا الذهاب إلي‮ ‬عنوان في‮ ‬مدينة القدس ومرا علي‮ ‬قبور الآباء من الأنبياء ومنهم إبراهيم وداود الملك،‮ ‬فقال المسيحي‮ ‬للحاخام هل‮ ‬يمكن أن تسأل أحد من أنبيائنا ونحن نعرف قبورهم التي‮ ‬يرقدون فيها،‮ ‬فرد الحاخام قائلاً‮ ‬كيف تسأل‮ ‬يا أخي‮ ‬من الموتي‮.‬

وهنا سأل المسيحي‮ ‬ولكن هنا قبر المسيح قال الخالي‮ ‬حيث لا‮ ‬يرقد فيه أحد لأنه قام كما قال‮.‬

قال نعم بالصواب أجبت أنه قام فهو حي‮ ‬لذلك،‮ ‬فالمسيح المقام الحي‮ ‬له كل القدرة علي‮ ‬أن‮ ‬يغفر وأن‮ ‬يشفع وأيضاً‮ ‬سيدين في‮ ‬الآخرة،‮ ‬ففي‮ ‬القيامة‮ ‬غفران خطايانا‮.‬

ثانياً‮: ‬في‮ ‬القيامة تغيير لحالنا‮:‬

إن من تغفر خطاياه‮ ‬يذوق مراحم الله ويختبر نعمة الصفح والطهر والنقاء وشتان الفرق بين حياة النجاسة وحياة الطهر والقداسة‮. ‬فالإنسان الخاطي‮ ‬عبد لشهواته وضعيف أمام إغراء الخطايا وبريق المال والجاه والسلطان بل وقاسي‮ ‬القلب بلا رحمة لا‮ ‬يشفق علي‮ ‬مريض ولا‮ ‬يرحم جائعاً‮ ‬ولا‮ ‬يرثي‮ ‬لمتألم حزين‮. ‬إنه‮ ‬يشبه الخنزير الذي‮ ‬لا‮ ‬يحتمل النظافة ولا‮ ‬يطيق الطهر والعفاف بل لا‮ ‬يبالي‮ ‬بكل أنواع القذارة

والهوان،‮ ‬لكن الذي‮ ‬تمتع برحمة الله ونعمته فحياته تتغير ويعرف قيمة النفس الغالية التي‮ ‬أراد الله لها أن تتعفف عن الشرور والغرور وفظائع الأمور‮.‬

إنها تلك النفس التي‮ ‬تعرف قيمتها فلا‮ ‬يغرها المال ولا‮ ‬يخدعها‮ ‬غرور الكراسي‮ ‬أو مباهج الدنيا‮.‬

وهذا هو ما نناله بلقاء المسيح المقام الذي‮ ‬علمنا أنه ماذا‮ ‬ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه‮. ‬إننا نعيش هذا الواقع متزامناً‮ ‬مع حقيقة القيامة كيف خدع الشيطان الإنسان ببريق الذهب والسلطان فسقط من الكرامة إلي‮ ‬الهوان ومن المجد إلي‮ ‬تراب الأرض ومن التوقير والاحترام إلي‮ ‬قيود الحرية والوصول إلي‮ ‬درجة العبودية لكن هناك أملاً‮ ‬ورجاء في‮ ‬التوبة الحقيقية والندم الحقيقي‮ ‬علي‮ ‬الماضي‮ ‬المهين لحياة أفضل فيها‮ ‬غفران وأمان بتوبة حقيقية ونوال نعمة الله المغيرة وهذا ما‮ ‬يأتي‮ ‬بنا إلي‮ ‬الكلمة الأخيرة‮.‬

ثالثاً‮: ‬الأمان والضمان

نحن نعلم أنه لا أمان لنا طالما كان الشيطان هو المحرك لغرائزنا وشهواتنا ومهما حاولنا أن نعبر بالندم فلا‮ ‬ينفع الندم بعد العدم‮. ‬إنما الأمان الوحيد والضمان الأكيد هو في‮ ‬نعمة الله القادرة علي‮ ‬إقامتنا من طين الخطايا حيث الاغتسال الحقيقي‮ ‬والحياة التقية التي‮ ‬ترفض الرجوع إلي‮ ‬الماضي‮ ‬بكل ما جرنا إليه‮.‬

هذا هو فعل القيامة،‮ ‬فالجسد المائت لا‮ ‬يستطيع الحركة ولا‮ ‬يقدر علي‮ ‬الخروج من القبر فهو مكبل بأكفان العالم وغرور المال والمركز وكلها سلاسل تجرنا إلي‮ ‬الوراء،‮ ‬بل وتغوص بنا إلي‮ ‬أعماق الجحيم،‮ ‬ولكن عندما نعود إلي‮ ‬القادر والقوي‮ ‬والحي‮ ‬والغني‮ ‬فإنه‮ ‬يستطيع أن‮ ‬ينتشلنا من أعماق المعاصي‮ ‬والخطايا إلي‮ ‬حياة جديدة تتناسب مع حياة المسيح المقام الذي‮ ‬وحده قادر علي‮ ‬أن‮ ‬يمسك باليد المرتعشة ويقيمنا إلي‮ ‬مستوي‮ ‬حياة القيامة في‮ ‬حياة جديدة‮.‬