أن نستر العورات، وننفر من الفضائح!
إننا جميعًا، وبدون استثناء: نعيشُ مستترين بستر الله السِّتِيرِ الحيى الحليمِ، ولا أحدَ منَّا يُطيق أن يُنزعَ عنه سترُ الله تعالى، وبالمثل: لا يجوزُ لأحدنا أن يسعى فى نزع الستر عن غيره، ومن يفعل ذلك: فليُراجع إيمانه المتذبذب، وعقيدته الواهنة!
وقد جاء تحذيرُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شديدًا صارمًا: {يا معشرَ من أسلمَ بلسانه، ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبه: لا تؤذوا المسلمين، ولا تُعيروهم، ولا تتبعوا عوراِتهم، فإنه من تتبع عورةَ أخيه المسلم: تتبع اللهُ عورتَه، ومن تتبع اللهُ عورتَه: يفضحه ولو فى جوف داره!}
وكلما قوى إيمانُ أحدِنا: كلما مال إلى السِّتر على نفسه، وعلى إخوانه من بنى البشر، ونفر من فضيحة نفسه، أو فضيحتهم، وكره هتك عرضه، أو أعراضهم، وفى هذا الصدد أودُّ أن نتذكرَ التوجيهاتِ النبويةَ
{من أتى منكم من هذه القاذوراتِ: فليستتر بسِتر الله، فإنه من تبدُ لنا صفحتُه: نُقِم عليه كتابَ اللهِّ}.
{كُلُّ أُمَّتِى مُعَافى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَن يَعمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصبِحَ وَقَد سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ، عَمِلتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَد بَاتَ يَستُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصبِحُ يَكشِفُ سِترَ اللَّهِ عَنهُ}
وقال (صلى الله عليه وسلم) موجهًا من جاء يشهد على من ارتكب فاحشةً: {هلا سترتَ عليهما ولو بثيابك؟!}
فاللهم استرنا بسترك الجميل؛ فى الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد.