مقاصد سورة الذاريات
تبدأ سورة الذاريات مشيرةً ببديع كلام الله تعالى إلى بديعِ صنعه وخلقه، فيقسمُ الله بالرياح والسحب وغيرها دلالةً على عظَمِ هذه الآيات التي صنعها الله تعالى، قال تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}.
وتعرِّجُ الآيات بعد ذلك على أنَّ الكفَّار لن يكونَ لهم استقرارٌ ولا ثباتٌ، فهم في حيرتهم يتقلَّبون بين الكذب والأباطيل، وأخبرهم الله أنَّ العذاب سيأتيهم لا محالة، قال تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}،وأنَّهم سينالون جزاءهم بنار جهنَّم التي كانوا يكِّبونَ بوجودها في حياتهم الدنيا.
ومن مقاصد سورة الذاريات أيضًا أنَّها تصفُ المؤمنين الذين يداومون على ذكر الله تعالى ولا يغفلونَ عنه، وتعدِّد الآيات بعض صور الإحسان الذي يقومون به، قال تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}.
وتدعو السورة المسلمين إلى النظر في
وتشيرُ بعد ذلك إلى جانب من قصةِ نبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وقصَّة نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- معَ فرعون وبني إسرائيل، وتذكرُ حادثة غرق فرعون وجنوده في البحر، قال تعالى: {وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ}،وتتحدُّث عن قوم عاد وثمود وعن أحد جوانب قصة نبيِّ الله نوح -عليه السلام-.