بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تأملات في سورة المسد

بوابة الوفد الإلكترونية

لقد بلغتْ بلاغة القرآن الكريم الآفاق، فقد أنزله الله -سبحانه وتعالى- وتحدَّى به العرب أهل الفصاحة والبلاغة والبيان، قال تعالى في سورة يوسف: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.

 

فكان كتابًا بلسان عربي فصيح، ولهذا كان لا بدَّ على علماء البلاغة والبيان أن يغوصوا في أعماق آيات هذا الكتاب الحكيم ويستخرجوا منها الدُّرر والنفائس ويوقِنوا حقَّ اليقين أنَّ هذا الكتاب من عند الله العليم.

 

وكان لسورة المسد نصيب من بلاغة القرآن الكريم وبيانه ككلِّ السور والآيات القرآنية، حيث يقول الله -تبارك وتعالى- في سورة المسد: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ.

 

فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}و إنَّ مقصد الآية القرآنية الرئيس هو ذمُّ أبي لهب وزوجتِه، واللمحة البيانية

النحوية في قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}[٦]، فكلمة "حمَّالة" في الآية السابقة تُعرب مفعولًا به لفعل محذوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وتقدير الجملة هو: "أذمُّ حمَّالةَ الحطبِ"، وهذا ما يُسمَّى في القرآن الكريم بالقطع، وللقطع دلالة خاصة في الآيات القرآنية، فهذه الكلمة تنصب على الذم وتنصب على القطع بغرض الذم.

 

وهذا يعني أنَّ الله تعالى ذمَّ زوجة أبي لهب في هذه الآية الكريمة مرتين اثنتين، الأولى باستخدام أسلوب القطع المذكور آنفًا، والثانية لاستخدام صيغ المبالغة "حمَّالة" والتي هي على وزن فعالة.