وجه كئيب ونظرة شاردة
يومان وتعاد إلى الأذهان ذكرى الثورة ، وكيف استطاع المصريون هزيمة الطاغوت فترك كرسى الحكم طواعية ونزولا على رغبة الشعب الشعب الذى قال ( إرحل ) وكفى إستنزافا للروح والطاقات
، وهاهى الأيام تدور بمرارتها ن فحلوها الذى تذوقناه فى الثمانية عشر يوم الأولى فقط ماعدا حلوا بعدما بات الحصاد كله صبار ، وحل الضباب على ضفاف الوادى ، ومصر تموج بالأحقاد ، من منا لايشعر بالألم من هول الكوارث والأوجاع التى تنوء الجبال بحملها ، الحوادث البشعة التى تحصد الأبرياء كل لحظة ، الإنهيارات الأرضية ، الغلاء الفاحش ، الجرئم التى ترتكب وماكانت بتلك الغلظة ، روح لإنتقام والتشفى السائدة تنبئ بأن المنظومة الأخلاقية والسلوكيات المتحضرة التى جبل عليها المصريون باتت فى خطر ،كل ذلك كفيل بإطفاء فرحة الإحتفال بالثورة ، فلا تسمع إلا هذه المفردات ( ربنا يستر على البلد ، اللى خايف على نفسه وعلى أولاده يفضل فى بيته ، مصر هتولع ، الدم هيبقى للركب ، اللى نازلين الميادين كلهم مسلحين والبلد هتكون فوضى ويمكن تنهار وتضيع مصر ) هؤلاء يرتأون أن الثورة فشلت فشلا ذريعا ، وأبسط الأشياء التى تبعث على الأسى أن يقنن لكل فرد ثلاث خبزات فى اليوم ، لاحليب للرضع والصغار ، لاقطعة لحم للطلاب ، لافاكهة أو خضروات للمرضى وكبار السن ، الدواء بات للأغنياء ، فهل ترى الحكومة أنه( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) وعليه أن يتضور جوعا فى بلد النيل ؟ أم يقتات من الصناديق مشاركا القطط والكلاب ليجد مايسد رمقه ؟ كل هذا يوحى بأننا من