بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

وجه كئيب ونظرة شاردة

يومان وتعاد إلى الأذهان ذكرى الثورة ، وكيف استطاع المصريون هزيمة الطاغوت فترك كرسى الحكم طواعية ونزولا على رغبة الشعب الشعب الذى قال ( إرحل ) وكفى إستنزافا للروح والطاقات

، وهاهى الأيام تدور بمرارتها ن فحلوها الذى تذوقناه فى الثمانية عشر يوم الأولى فقط ماعدا حلوا بعدما بات الحصاد كله صبار ، وحل الضباب على ضفاف الوادى ، ومصر تموج  بالأحقاد ، من منا لايشعر بالألم من هول الكوارث والأوجاع التى تنوء الجبال بحملها ، الحوادث البشعة التى تحصد الأبرياء كل لحظة ، الإنهيارات الأرضية ، الغلاء الفاحش ، الجرئم التى ترتكب وماكانت بتلك الغلظة ، روح لإنتقام والتشفى السائدة تنبئ بأن المنظومة الأخلاقية والسلوكيات المتحضرة التى جبل عليها المصريون باتت فى خطر ،كل ذلك كفيل بإطفاء فرحة الإحتفال بالثورة ، فلا تسمع إلا هذه المفردات ( ربنا يستر على البلد ، اللى خايف على نفسه وعلى أولاده يفضل فى بيته ، مصر هتولع ، الدم هيبقى للركب ، اللى نازلين الميادين كلهم مسلحين والبلد هتكون فوضى ويمكن تنهار وتضيع مصر ) هؤلاء يرتأون أن الثورة فشلت فشلا ذريعا ، وأبسط الأشياء التى تبعث على الأسى أن يقنن لكل فرد ثلاث خبزات فى اليوم ، لاحليب للرضع والصغار ، لاقطعة لحم للطلاب ، لافاكهة أو خضروات للمرضى وكبار السن ، الدواء بات للأغنياء ، فهل ترى الحكومة أنه( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)   وعليه أن يتضور جوعا فى بلد النيل ؟ أم يقتات من الصناديق مشاركا القطط والكلاب ليجد مايسد رمقه ؟ كل هذا يوحى بأننا من

إتجه بالثورة بعيدا عن المسار، فهذا هو حال العيش ، أما الحرية فكبلت بقوانين وضعت خصيصا لتكميم الأفواه وقصف الاقلام ، وأين العدالة والكرامة الإنسانية ؟ فالمصرى يعانى فى الغربة التى لم يختارها بإرادته لكنه دفع إليها قسرا ، يعانى فى بلاد الثلج والنفط ، ويعانى التهجير داخل الوطن ،يعانى أقباط مصر الذين لم يعد أمامهم أى مخرج أمام كم الفتن الطائفية المفتعلة التى زادت عن الحد ، العلاقة بين النسيج الواحد أصبح يشوبها الكثير من التوتر والقلق والعنف وفقدت التهدئة معناها ، لأن السيناريو بات محفوظا عن ظهر قلب ، إفتعال الأزمات ثم يهرع الكل للخلاص من ( الكفار ) وإن لم يرحلوا فعلى الأقل لاينعمون باى أمان ليضطروا للرحيل ، أما الجزية فباتت أمرا ملحا فى عرف المتشددين الذين لايستنكرون ترديد هذه العبارات فى القنوات الدينية ، مما يوغر الصدور ويعمق الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ، عامان على الثورة أصيب معظمنا بإكتئاب شديد ، غابت البسمة بفعل الخوف ، نتطلع إلى المجهول بنظرة شاردة .