بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

عبدالفضليل شوشة‮ .. "قراقوش‮" ‬جنوب سيناء


علي‮ ‬مدار السنوات الماضية وقعت جنوب سيناء ضحية الإهمال وتعطلت فيها كل مشروعات التنمية وانهارت البنية الأساسية والخدمية وذلك علي‮ ‬يد اللواء عبدالفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء الذي‮ ‬تولي‮ ‬المسئولية في‮ ‬أوائل‮ ‬يناير الماضي‮ ‬وبعدها توقفت الحياة‮.

فمنذ أن جاء الي‮ ‬المحافظة والقرارات التي‮ ‬يتخذها المحافظ في‮ ‬شتي‮ ‬المجالات أوقفت عجلة التنمية حتي‮ ‬الآن‮.. ‬المحافظ فرض الاتاوات علي‮ ‬كل أنحاء المحافظة من أجل زيادة رصيد صندوق الاستثمار من جيوب المواطنين‮.. ‬وذلك كان المنهج الذي‮ ‬يدار به في‮ ‬جميع دواوين المحافظة في‮ ‬عهد اللواء عبدالفضيل شوشة الذي‮ ‬تولي‮ ‬المسئولية خلفا للواء هاني‮ ‬متولي‮ ‬المحافظ السابق حيث انعدمت خطط التنمية في‮ ‬المحافظة وأصبح لا وجود لها بحجة عدم اتخاذ قرار فوقي‮ ‬يخدم المحافظة‮.‬

وكشفت السيول الماضية التي‮ ‬تعرضت لها جنوب سيناء عن مدي‮ ‬الإهمال الشديد وعجز المحافظ عن التصدي‮ ‬لتلك الكارثة وكشفت أيضا عن مدي‮ ‬التراخي‮ ‬في‮ ‬توفير بدائل للمتضررين من السيول من أبناء المحافظة حتي‮ ‬الآن ومازال المواطنون‮ ‬يعانون الأمرين في‮ ‬الحصول علي‮ ‬بدائل لمساكنهم التي‮ ‬دمرتها السيول‮.‬

كما أن كارثة أسماك القرش الأخيرة التي‮ ‬تعرضت لها شرم الشيخ لم‮ ‬يتعامل معها المحافظ بذكاء ولكنه حاول الهروب من المشكلة بغلق الشواطئ وتدمير السياحة والشركات السياحية العاملة في‮ ‬شرم الشيخ التي‮ ‬توجهت الي‮ ‬دول أخري‮.‬

فقرارات المحافظ العشوائية دمرت السياحة في‮ ‬شرم الشيخ وشردت الآلاف من العمال وبفضل سياسات المحافظ حُرم السياح من البحر ومن الغوص فقد أدار منظومة السياحة متفردا دون الرجوع الي‮ ‬الخبراء والمتخصصين في‮ ‬مجال الغوص‮.‬

وتأتي‮ ‬تلك الخطوة بعدما نشبت عدة خلافات بين المحافظ وبعض الخبراء في‮ ‬مجال الغوص بسبب القرارات التي‮ ‬يطلقها المحافظ دون الرجوع اليهم‮.‬

وفي‮ ‬مجال الإسكان عجز المحافظ عن إصدار قراراته ببناء عدة وحدات سكنية بالمحافظة كما حدث في‮ ‬المحافظات الأخري‮ ‬حتي‮ ‬أن أصحاب المنازل المنهارة في‮ ‬السيول أبوصوير برأس سدر لم تصدر لهم أي‮ ‬نوع من التعويضات ولا إقامة مبان فمازالوا‮ ‬يسكنون العراء وقد استولي‮ ‬بعض موظفي‮ ‬المحليات علي‮ ‬نسب التعويضات التي‮ ‬صرفت لهم من قبل الدولة وبعض الجمعيات الأهلية‮.‬

وعندما أراد المحافظ أن‮ ‬يقوم بعمل واحد‮ ‬يخدم المحافظة أصدر قرارا بإلغاء‮ ‬مشروع هيئة الأوقاف المصرية لإنشاء‮ ‬8200‮ ‬وحدة سكنية جاءت تلك الخطوة بعد الضغوط التي‮ ‬مارسها عليه المهندس طارق كامل مدير الإسكان بجنوب سيناء الذي‮ ‬أقنعه بضرورة إشراف مديرية الإسكان علي‮ ‬عمل هيئة الأوقاف نظير نسبة‮ ‬3٪‮ ‬من قيمة الأعمال البالغة حوالي‮ ‬مليار جنيه وبهذا القرار قد قامت هيئة الأوقاف بإلغاء المشروع تماما وضاعت‮ ‬8200‮ ‬وحدة إسكان علي‮ ‬أبناء جنوب سيناء لتصبح مشكلة الحصول علي‮ ‬شقة أمرا مستحيلا لأن المحافظ أراد حل مشكلة فزادها تعقيدا‮.‬

أما مشكلة تقنين الأوضاع وواضعي‮ ‬اليد لأبناء بدو سيناء أصبح معطلا بفضل قرارات المحافظ التي‮ ‬منعت وحرمت أبناء جنوب سيناء من الحصول علي‮ ‬أراضيهم وحقهم فيها،‮ ‬وفي‮ ‬عهد المحافظ أهملت جميع التجمعات البدوية والوديان الجبلية التي‮ ‬أصبحت محرومة من جميع الخدمات‮.‬

وأكد أبناء هذه الوديان أن المحافظ لا‮ ‬يعلم شيئا عن هذه الوديان وأن أبناءها محرومون من أي‮ ‬نوع من الخدمات ولم‮ ‬يحصلوا حتي‮ ‬علي‮ ‬أبسط أنواع الخدمات مثل أبناء مدينة جنوب سيناء فضلا

عن عدم وجود وتوفير فرص عمل لأبنائهم في‮ ‬مجال السياحة‮.‬

وارتكب مسئولو المنحة الأوروبية بالمحافظة مخالفات مالية وإدارية في‮ ‬المبالغ‮ ‬التي‮ ‬وصلت الي‮ ‬جنوب سيناء برغم وجود مستندات ومناقشات طويلة في‮ ‬جلسات المجلس الشعبي‮ ‬المحلي‮ ‬لجنوب سيناء والذي‮ ‬كان‮ ‬يحضره المحافظ شوشة واتهمه مسئولو المنظمة الأوروبية بجنوب سيناء بالإهمال والاستيلاء علي‮ ‬أموال المفوضية البالغة‮ ‬62‮ ‬مليون‮ ‬يورو ولم‮ ‬يقم بالتحقيق في‮ ‬الأمر وإحالة المخالفين الي‮ ‬النيابة رغم وجود مستندات‮.‬

وواصل المحافظ الحالي‮ ‬إصدار جزاءات تعسفية وإجراءات‮ ‬غير قانونية ضد الموظفين بالرغم من عدم وجود أي‮ ‬نوع من المخالفات صادرة ضدهم لأنهم واجهوه بالمشاكل وأكدوا له أن جميع المصالح معطلة ولا‮ ‬يوجد أي‮ ‬نوع من التنمية ولا أي‮ ‬نوع مشروعات قومية بالمحافظة‮ ‬يقومون بالعمل من أجله‮.‬

وتحولت جنوب سيناء علي‮ ‬أيدي‮ ‬عبدالفضيل شوشة الي‮ ‬خرابة وأهملت المرافق الأساسية‮. ‬فالصحة داخل‮ ‬غرفة الإنعاش رغم وجود عدة مستشفيات كبري‮ ‬بالمحافظة مثل طور سيناء وشرم الشيخ ورأس سدر إلا أنها مجرد مبان ضخمة لا‮ ‬يوجد بها خدمات ولا أدوية بالإضافة الي‮ ‬النقص الشديد في‮ ‬الأطباء وهيئة التمريض‮.‬

كما‮ ‬يوجد في‮ ‬مدينة طور سيناء مركز طبي‮ ‬تكلف إنشاؤه‮ ‬5‮ ‬ملايين جنيه لمنطقة توشكي‮ ‬ولم‮ ‬يتم افتتاحه الي‮ ‬الآن‮. ‬كما أن هناك إهمالا كبيرا في‮ ‬مشروعات الإسكان خاصة في‮ ‬مدينة نويبع التي‮ ‬يوجد بها‮ ‬96‮ ‬وحدة إسكان لم‮ ‬يتم تسليمها الي‮ ‬الآن رغم أن تكلفتها بلغت‮ ‬60‮ ‬مليون جنيه‮.‬

قرية الحجاج أمر‮ ‬يثير تساؤلات عدة بعد إهدار‮ ‬10‮ ‬ملايين جنيه في‮ ‬بنائها،‮ ‬والغريب أن المحافظ رفض الكشف عن المبالغ‮ ‬التي‮ ‬تحصلها المحافظة من المحاجر معللا بذلك أنها أمن قومي،‮ ‬والإفصاح عنها‮ ‬يعتبر تدخلا في‮ ‬شئون خاصة لا‮ ‬يستطيع أي‮ ‬مواطن معرفة مصير تلك المبالغ‮.‬

وكذلك أيضا الأموال التي‮ ‬تدخل في‮ ‬حساب صناديق الإسكان وصناديق هيئة تنشيط السياحة بالمحافظة التي‮ ‬بلغت قيمتها مليار جنيه ولا‮ ‬يدري‮ ‬المواطنون أين هذه المبالغ‮ ‬بحجة أنها من اختصاص المحافظ فقط وهو الذي‮ ‬يملك التصرف فيها كما‮ ‬يشاء في‮ ‬حين أن هذه المبالغ‮ ‬يتم تحصيلها بالقوة الجبرية من المواطنين والفنادق وأصحاب المحلات كإتاوات إجبارية‮.‬