مفهوم سنة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم
تعدّ سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي -كما مرَّ سابقًا- وقد فصلت كثيرًا في أحكام القرآن الكريم التي أصدرها القرآن بشكلها العام وجاءت السنة وشرحتها وبسَّطتها وبينتها للناس أجمعين، وفي الحديث عن مفهوم سنة رسول الله يمكن القول إنَّ للسنة النبوية تعاريف كثيرة نشأت من تعدد علوم السنة واختصاصاتها، فمنهم من عرفها بالمعنى اللغوي ومنهم من تناول تعريف السنة بالمعنى الاصطلاحي وعرفها المحدثون وعرفها الفقهاء وغيرهم، ويُعرف مفهوم سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- على أنَّه كلُّ ما وردَ عن رسول الله من أقوال أو أفعال أو تقارير أو صفات خَلْقِيَّة أو خُلُقيَّة، وهذا التعريف هو تعريف علم الحديث ذاته، ويُعرَّف مفهوم سنة رسول الله أيضًا على أنَّه كلُّ ما صدر عن رسول الله غير القرآن الكريم، مما قاله أو فعله أو أقرَّه أو أمر به.
وقيل أيضًا في تعريف سنة رسول الله إنَّها ما ثبت عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- وما لم يكن فرضًا
وما جاء عن رسول الله من أفعال كطريقة أداء الصلاة، وما جاء عنه من تقارير وموافقات ومنهيات، أي الأشياء التي كان يحبذها ويوافق عليه والأشياء التي كان ينهى عنها، والصفات هي طباعه الخُلُقية فهي إرادية ويُجب أن يتمثلها الإنسان في حياته، وأن يتطبع بأخلاق وأطباع النبي، وخَلْقية وهي الصفات الجسمانية غير الإرادية.