بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تعرف على تأملات فى سورة المجادلة

التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين والحديث عمّا ذكر أهل العلم في إعجاز القرآن الكريم، يصل للخوض فيما فتح الدكتور فاضل السامرائي لنفسه من الأبواب في دراسة الإعجاز البياني للقرآن الكريم، ومن خلال خوض أبحاثه في هذا المجال، كان له بعضًا من التأملات في سورة المجادلة واللمسات البيانية فيها، تأتيكم كما وردت عنه تباعًا فيما يأتي: اللمسة البيانية في تكرار لفظ الجلالة {الله} في جميع آيات السّورة، على خلاف باقي السّور، وعلى الرغم من وجود سور أطول من هذه السّورة لم يذكر فيها لفظ الجلالة، بعيدًا عن ذكر أحد صفاته العظيمة -سبحانه وتعالى-، وذلك لما تقتضيه مضامين الآيات من ذكر لله -جلّ في علاه-.[٢] في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ

إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}،[٣].

 

تحديد أعداد المتناجين -الثلاثة والخمسة- ليس من باب التقيّد بالعدد، وإنّما كان ذلك في القوم الذين نزلت بهم الآية الكريمة، وهو عرضٌ للواقع، واللمسة البيانية الأخرى أنّ التناجي لا يكون أقلّ من شخصين، فبدأ في الثلاثة لقوله تعالى: {وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ}،[٣] وبذلك استوفى التناسب بين عرض الواقع وبيان أصل النجوى.