حكم الساحر فى الإسلام
يلجأ النّاس إلى السحر والشعوذة بسبب قلّة إيمانهم بالله تعالى وضعف نفوسهم، وذلك لتحقيق غاياتٍ بعيدة المنال، فأصبح المسلمون والنّاس كافة يسرعون كلّما ضاقت بهم ضائقةٌ إلى أبواب السحرة، ناسينَ متجاهلين باب الله الذي لا يغلق، وقد أجمع العلماء استنادًا إلى الكتاب والسنّة على حرمة السحر، فلمّا كانت تطبق الأحكام الشرعية على الأرض كان حكم الساحر أن يُضرب عنقه بالسيف، وذلك من قبل الوالي أو الأمير الذي يرعى شؤون المؤمنين، والساحر لا تقبل توبته، فقد تضعف نفسه ويعاودُ الإفساد ونشر السحر بين الناس، فيضرب عنقه و يقتل درءً للمفسدة، وردعًا لمن يحاول أن يحذو حذوه ويتّبع خطوات الشيطان[٦].
وقال تعالى "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)
القول في تأويل قوله تعالى : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين } يعني بقوله : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين } الفريق من أحبار اليهود وعلمائها الذين وصفهم الله جل ثناؤه بأنهم نبذوا كتابه الذي أنزله على موسى وراء ظهورهم , تجاهلا منهم وكفرا بما هم به عالمون , كأنهم لا يعلمون . فأخبر عنهم أنهم رفضوا كتابه الذي يعلمون أنه منزل من عنده على نبيه صلى الله عليه وسلم , ونقضوا عهده الذي أخذه عليهم في العمل بما فيه , وآثروا السحر الذي تلته الشياطين في ملك سليمان بن داود فاتبعوه ; وذلك هو الخسار والضلال المبين . واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } . فقال بعضهم : عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا بين