بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

رسالة مفتوحه الى بعض اساتذة القانون فى مصر


>> السادة  الزملاء
>> منذ متى سمعتم  عن  بيان سياسى  يحدد نطاق تطبيق نص  قانونى تدعون انتم انه دستورى الطبيعة ؟
>> فى اى كلية حقوق درستم انه يجوز لرئيس الجمهورية  التقرير بالارادة المنفردة بانقضاء كافة الدعاوى المنظورة حاليا امام القضاء  ضد القرارات و القرارات بقوانين التى اتخذها و باثر رجعى  منذ ٣٠ يونيو الماضى؟  اين هى النصوص التشريعية التى يستند لها رئيس الجمهورية  فى اتخاذ قرارات ٢٢ نوفمبر المعدومة  قانونا ؟ و اين هى الاحكام القضائية التى تبين حكم القانون الوضعى المصرى فى  جواز تحصين اعمال الرئيس من رقابة القضاء ؟

>>  ان النصوص الدستورية القائمة  تنطق بالعكس تماما  ( مثال ذلك نص المادة ٤٧ من الاعلان الدستورى الصادر فى ٣٠ مارس ٢٠١١) فكيف تاتى لكم اباحة المحظور و تزكية الفاسد؟
>> منذ متى  اقر القانون المصرى  لقرارات السلطه التنفيذيه اثارا رجعية تمس بالحقوق المكتسبة و بحق المواطن فى اللجوء الى قاضيه الطبيعى - دستوريا كان هذا القاضى ام اداريا ؟

>> ان التغافل او الصمم لا يجدى . اما كان من الاولى بكم ان تقدموا النصح السديد بما درستم  ام ان علم القانون فى مصر اصبح  تراثا لحقبة قد مضت و ركاما  لفترة قد زالت . صحيح ان الفارق شاسع بين الاسماء التى برقت فى مصر لاكبر رجال القانون  فى جميع الحقب  و العصور  و ذلك الافلاس العلمى  الحالى الذى تعانيه مصر اليوم من بعض اساتذة القانون الذين اعتادوا من شهور الدفاع عن القرار الباطل و عن العمل المعدوم.
>>  عار عليكم يا اساتذة القانون  فى مصر الصمت على البغى.
>> عار عليكم تبريره باسباب بلهاء واهية  و كان ليس فى مصر من يفهم فى القانون شيئا. 
>> عندما اعطيت نص الاعلان الدستورى الاخير - الذى اثنى عليه البعض منكم و ايد مشروعيته اخرون على استحياء - لطلاب السنه الثالثه باحدى كليات  الحقوق الفرنسية للتعليق عليه من وجهة النظر الدستورية  - لم اكشف للطلبه مصدره و فوجئت بضحك  و سخرية فى القاعة  اعقبتها تعليقات الطلاب  و تحليلاتهم  االتى تتلخص  فى ثلاثه نقاط . 
>> -انتهاك جسيم لحق التقاضى لا مكان له فى دوله قانونية
>>   -انتهاك جسيم لمبدا عدم التدخل فى شئون العدالة-
>> -  عدوان غاشم ضد القضاء 

>> صحيح اننى لم اجد حاليا فى دوله كبيرة مثل مصر  امثال هذه القرارات التى يعطيها اساتذه القانون كنموذج  لما لا يجب ان يرتكب و ذلك لتدريب الطلاب عليها  حتى يستخلصوا بانفسهم و فقا للمبادئ القانونية التى تعلموها الفرق بين ما هو مشروع و ما هو معدوم قانونا .

>> و الواقع ان نص الاعلانات الدستورية الاخيرة ( اعلان اغسطس و اعلان نوفمبر )  تمثل  تركيزا كاملا لكافة اوجه عدم المشروعية و الانعدام القانونى

التى تصلح لتدريب الطلبة على حالة فريدة من تركيز السلطات فى يد شخص واحد. و ليس للرئيس اصلا اى اختصاص دستورى فى اصدارها و هذا ليس عملا سياديا . انه خطا علمى فادح ان نكيف هذا العمل على هذا النحو لان الامر لا يعدو ان يكون اعتداء من السلطة التنفيذية على اختصاصات السلطة القضائية و استقلالها.  
>> ان الادعاء  بان العكس هو امر طبيعى خلال الفترات الانتقالية لهو ايضا خطا اخر لان نشاة المؤسسات تم وفق
>> قواعد دستورية تم احترامها و ليس ثمة ما يبرر قانونا الانتكاسة و العوده الى الفوضى او العربده او القرصنه غير الدستورية بانتهاك كافة القواعد و المبادئ القانونية العامة.       

>> اما عن البدعة الاخرى التى تقصر التحصين على القرارات السيادية ففيما عطا التصطيق على المعاهدات و العلاقات الخارجية و اعلان الحرب لم يعد لنظرية اعمال السياده وجود فى الدولة الحديثه.  فليعلم الجميع ان نظرية اعمال السياده بالمعنى الذى تدرسوه فى مصر قد اختفت من فرنسا  و اكاد اقول ايضا من مصر اللهم الا بعض الاستثناءات القليلة.  و على اى حال فان قرار انقاذ و تخصين التاسيسية  من الحل القضائى  بينما الطعون لازالت منظورة امام القضاء فانه عنل لا يمت بصله لاعمال السيادة و كذلك ايضا الابقاء على مجلس الشورى  رغم  بطلان قانون الانتخاب الذى سمح بوجود هذا الكيان القانونى الفاسد و غير الدستورى. ان  الابقاء على هذه الاوضاع  الفاسده ليس عملا سياديا  على اى نحو كان .

>> لو كتب ذلك طالب حقوق فى ورقة اجابه لرسب رسوبا لا تجدى معه شفقه او درجات رافه

>> ان واجب رئيس الدولة هو الحفاظ على الدستور و القانون و احكام القضاء من المساس و ليس التغول
>> الغاشم على الدستور و الانتهاك الجسيم  لقواعد الاختصاص.
---
>> كلية الحقوق جامعة لاروشل الفرنسية