بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

علي جمعة : الإسلام أرسى قواعد وأسسًا للتعايش مع الآخر

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الإسلام أرسى قواعد وأسسا للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن‏،‏ بحيث يصبح المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه‏،‏ بما يضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه دون تفريط في الثوابت الإسلامية‏.

 

أضاف جمعة، عبر موقعه الرسمي، أنه على نهج تلك الأسس ووفق هذه الثوابت يمضي المسلمون قدما في رسم الحضارة الإسلامية لمعايشة المستجدات التي تطرأ عبر التاريخ‏، كما يظل الرسول صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة في كل شيء‏،‏ مصداقا لقول الله تعالى‏: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ) [الأحزاب:21]، ‏وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أربعة نماذج للتعايش مع الآخر داخل الدولة الإسلامية وخارجها‏.

أوضح جمعة، أن أول هذه النماذج هو نموذج مكة،‏ وكان المقام فيها مقام الصبر والتعايش،‏ والثاني نموذج بقاء المسلمين في الحبشة‏، والمقام فيها مقام الوفاء والمشاركة،‏ والثالث نموذج المدينة في عهدها الأول‏، والمقام فيها مقام الانفتاح والتعاون‏، أما النموذج الرابع فهو نموذج المدينة في عهدها الأخير‏، والمقام فيها مقام العدل والوعي قبل السعي‏.‏

 

وذكر جمعة، أنه لا يخرج بقاء المسلم في مجتمعه وتعايشه مع كافة النظم والأديان كافة عن هذه الصور الأربع‏،‏ ومن ثم يجب علينا أن نعي حقائقها‏،‏ لندرك أنها صالحة للمسلم في كل عصر بحسب حاله‏، مستفيدا من سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته على كل حال‏، ‏إذ قد أقامه الله تعالى في هذه المقامات كلها‏.‏

 

وتابع: والحقيقة أن هذه المقامات

أصبحت أساسا أصيلا في تكوين شخصية المسلم‏,‏ وامتدت إلى أعماقه حتى صار الصبر والتعايش والانفتاح والتعاون والوفاء والمشاركة والعدل والوعي بالشأن والزمان والسعي على بصيرة جزءا لا يتجزأ من تلك الشخصية‏,‏ بل إن هذه المقامات هي أصل دين الله الذي ارتضاه للبشر عبر العصور وكر الدهور‏.‏

 

وقال جمعة، أن الذي نحاول أن ننتهي إليه أن النماذج الأربعة في التعايش مع الآخر فردا كان أو دولة هي نماذج قائمة لا يعتريها إبطال أو تعطيل،‏ وواقع وحال الأفراد أو الجماعات هو الذي يحدد للمسلم في هدي أي نموذج يمكن أن يتواصل ويتعاون ويحقق السلام الاجتماعي والتعايش مع الآخر‏.‏

 

وأكمل: "على ألا يغيب عن أذهاننا أن هذه النماذج لا يدخلها النسخ بمعنى رفع أحكامها كلية،‏ إذ النسخ لا يقع في الأحكام التي وردت في كتاب الله تعالى،‏ فهو صالح لكل زمان ومكان،‏ وهو الكلمة الأخيرة من رب العالمين إلى الناس‏، ونحن في احتياج إلى كل ما أمر به ونهى،‏ أو أرشد ونبه‏،‏ فليس هناك نسخ لأحكامه،‏ لا بالكتاب ولا بالسنة‏.