فضل قراءة سورة المنافقين
التدبر فى كتاب الله من صفات اهل الايمان ووردَ في فضل سورة المنافقون الحديث الذي رواه أبو هريرة وهو: "أنَّ مروانَ استَخلف أبا هريرةَ على المدينةِ. وخرج إلى مكةَ. فصلَّى لنا أبا هريرةَ الجمعةَ، فقرأ بعدَ سورةِ الجمعةِ في الركعةِ الآخرةِ: "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ"، قال: فأدركتُ أبا هريرةَ حين انصرف، فقلتُ لهُ: إنَّك قرأتَ بسورتيْنِ كان عليُّ بنُ أبي طالبٍ يقرأُ بهما بالكوفةِ، فقال أبو هريرةَ: إني سمعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقرأُ بهما يومَ الجمعةِ. وفي روايةٍ: استخلفَ مروانُ أبا هريرةَ، بمثلِه. غيرَ أنَّ في روايةِ حاتمٍ: فقرأ بسورةِ الجمعةِ، في السجدةِ الأولى. وفي الآخرةِ: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ" [٦]، وكذلكَ وردَت عدةُ أحاديث موضوعةٍ لا أصلَ لها في فضل السورة كالحديث الذي رواه أبي بن كعب أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "منْ قرأَ سُورةَ المنافقينَ برئَ مِن النِّفاقِ" [٧]، وعلى المسلمِ أن يلتزمَ بما جاءت به السورةُ وأن يعمل بمضمونها وإلا فلا أجر ولا عبرةَ بقراءةٍ دونَ عملٍ [٨].
ورأس المنافقين في المدينة كان عبد الله بن بن أبي بن سلول رأس المنافقين في المدينة المنورة، وقد كانوا يجتمعون عنده ويتبعونه، وهو الذي قالَ بعد غزوة بني المصطلق: "لئِنْ رجَعْنَا إلَى المدِينَةِ ليخْرِجَنَّ الأعَزُّ منْهَا الأذَلَّ" [٣]، وقد نزلت سورة المنافقين في قوله هذا، وكان عبد الله بن أبي بن سلول مهيأً لزعامة الأوس والخزرج قبل