بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

رأي‮ ‬الوفد: حوار فشل قبل أن‮ ‬يبدأ



بدأ الحوار الوطني‮ ‬بمقر مجلس الوزراء أول أمس،‮ ‬وتمت إذاعته علي‮ ‬الهواء مباشرة‮.. ‬وكان المتحدثون في‮ ‬أولي‮ ‬الجلسات من أهل الثقة وأكثرهم من أهل الإعلام،‮ ‬وغاب عن هذه الجلسة أهل السياسة الشرعيون الذين طالبوا بالتغيير عبر عدة عقود‮.. ‬لم‮ ‬يشارك الوفد في‮ ‬هذا الحوار‮.. ‬ولا أحد‮ ‬يعرف كيف‮ ‬يتم تجاهل أعرق الأحزاب السياسية‮ ‬المصرية في‮ ‬جلسة افتتاح الحوار بينما هو الحزب الذي‮ ‬ظل منذ عودته للحياة السياسية المصرية‮ ‬يطالب بحياة ديمقراطية سليمة،‮ ‬ودولة مدنية حديثة،‮ ‬وتحديد سقف زمني‮ ‬للرئاسة،‮ ‬وتداول السلطة،‮ ‬وحرية العمل الحزبي‮.. ‬وحينما قامت ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬تحقق جانب كبير من هذه المطالب التي‮ ‬كانت واضحة في‮ ‬تاريخ الحزب‮.‬

‮* ‬فكيف‮ ‬يبدأ حوار وطني‮ ‬بدون الوفد؟‮!‬

كل الذين حضروا الجلسة الأولي‮ ‬من الحوار شخصيات محترمة‮.. ‬وهم كتاب وصحفيون ورجال أعمال وإخوان مسلمون‮.. ‬وهؤلاء تلقوا الدعوة للحوار حول مستقبل الوطن بينما لم تتم دعوة أكبر حزب سياسي‮ ‬ليطرح رؤيته في‮ ‬الحوار؟‮! ‬أليس هذا التجاهل والتصنيف هو نفس ما كان‮ ‬يفعله النظام السابق؟‮! ‬أليس هذا سبباً‮ ‬كافياً‮ ‬للتفكير في‮ ‬سوء نية القائمين علي‮ ‬إدارة هذا الحوار؟‮! ‬كيف‮ ‬يتصور أن تغيب الأحزاب الشرعية عن حوار حول مستقبل الوطن؟‮! ‬من‮

‬يتحدث إذن عن النظام الانتخابي‮ ‬وتقسيم الدوائر الانتخابية وقانون مباشرة الحقوق السياسية؟‮! ‬الذين شاركوا في‮ ‬الانتخابات وعانوا من التزوير أم الذين قرأوا عنها وشاهدوا أخبارها في‮ ‬التليفزيون؟‮!‬

خرج الحوار متعجلاً‮.. ‬فكان الخطأ التنظيمي‮ ‬فادحاً،‮ ‬فلا أحد عرف جدول الأعمال،‮ ‬والحضور تسلموا أوراق المؤتمر قبل دخولهم القاعة حسبما كشف بعض المتحدثين‮.. ‬ألا‮ ‬يستحق حوار حول مستقبل مصر تنظيماً‮ ‬يليق بأهمية الموضوع المطروح؟‮! ‬هل كان المطلوب إظهار الحوار تليفزيونياً‮ ‬وإعلامياً‮ ‬فقط،‮ ‬أم المطلوب الخروج من هذا الحوار بخريطة طريق محددة وواضحة المعالم؟‮!‬

طالما أن هناك حوارا،‮ ‬فلا‮ ‬يمكن تجنيب فئة من فئات المجتمع‮.. ‬وطالما كان هناك انتقاء لمن شاركوا في‮ ‬الحوار،‮ ‬فهذا إعلان مبكر عن فشل الحوار قبل أن‮ ‬يبدأ‮.‬

مصر تحتاج حواراً‮ ‬حقيقياً‮ ‬له جدول أعمال محدد،‮ ‬ويمثل فيه الجميع دون استثناء‮.‬