بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تحالف "نتنياهو" و"ليبرمان" مغامرة غير محسوبة

بوابة الوفد الإلكترونية

وصفت مجلة "تايم" الأمريكية تحالف كل من "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الاسرائيلى وزعيم حزب الليكود و"افيجدور ليبرمان" وزير الخارجية وزعيم حزب "اسرائيل بيتنا" فى الانتخابات المقبلة، بأنه مؤامرة كبرى تحمل العديد من المخاطر.

وقالت المجلة: "إن ذلك قد يكون من نتاج اندفاع أحد السياسيين المذعورين، أو قد يكون رهانا ذكيا بانجراف إسرائيل القوى والثابت إلى اليمين السياسي الذى اجتاز عتبة حاسمة" .
وفي كلتا الحالتين، فقد أذهل قرار رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" بتحالف حزبه "الليكود" الذى ينتمى إلى يمين الوسط مع حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني ذى الأصول الروسية بزعامة المتشدد وزير الخارجية، أفيجدور ليبرمان، حملة الانتخابات الاسرائيلية التى لم تبدأ رسميًا حتى الآن.
فقد أدلى "نتنياهو" و"ليبرمان" بإعلانهما المشترك يوم الخميس وسط موجة من التطورات التي ادت إلى تعقيد المسار الحالي نحو إعادة انتخابهم .
وبعد أن أظهرت استطلاعات الرأي منذ أسابيع قليلة "نتنياهو" وكأنه يقف وسط حقل أقزام، أظهرت استطلاعات أخرى حديثة مؤخرا أن حزبه - وفي النظام البرلماني، الذى يصوت فيه الناخبون للأحزاب وليس للأشخاص، فإن حزب الليكود يعانى أمام أحزاب اليمين واليسار.
فالبنسبة لليمين، عاد السياسى "أرييه درعي" ذو الكاريزمية المتشددة لحزب شاس، بعد أن أمضى 22 شهرا في السجن لتقاضيه رشاوى.
وبعد سنوات طويلة بعيدا عن السياسة، جاء "درعي" ليعيد صياغة جدول الأعمال فورا في حزب "شاس" الذي يمثل اليهود المتدينين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وذلك بالتأكيد على العدالة الاقتصادية وهى القضية الأساسية المحلية في الحملة الانتخابية، والتى تمثل نقطة الضعف لـ "نتنياهو".

في الوقت نفسه، كشفت الاستطلاعات أن حزب "الليكود" سيحل فى الانتخابات وراء ما يسمى نظريا "حزب السوبر" الذى يضم جميع المرشحين الرئيسيين البارزين المرتبطين باتجاه "الوسط"، مثل "تسيبي ليفني" و"شاؤول موفاز" من حزب "كاديما"، الى جانب الصحفي السابق "يائير لابيد"، وفي أعلى القائمة، "إيهود أولمرت"، رئيس الوزراء السابق الذى خرج من السلطة في 2008 بسبب اتهامات بالفساد، ورغم أن "أولمرت" تمكن من التخلص من معظم الاتهامات في يوليو ولكن بقت بعض التهم القليلة، ولكنها تكفي لمنعه من العودة إلى السياسة، حتى الآن على الأقل.
وقالت المجلة إن تحرك "نتنياهو" على خط النار ما هو إلا ضربة وقائية، فالتحالف مع "ليبرمان" ما هو إلا تحالف للتصويت الانتخابى، وليس تحالف الحزبين أنفسهما، ولكن تحالف مرشحيهم، الذين سوف يظهرون على قائمة انتخابية واحدة في انتخابات يناير.
وهذا الترتيب يستفيد منه "نتنياهو" شخصيا. ويتفق والمحللون على أنه، حتى لو جمع الليكود وإسرائيل بيتنا أصواتا إجمالية أقل كقائمة واحدة مما قد يمكن ان يجمعه كل حزب على حدة، فسوف يكون ذلك بالتأكيد أكثر مما يمكن ان يجمعه حزب الليكود بمفرده، وبالتالي يخرج "نتنياهو" من الانتخابات على قمة فصيل له أكبر عدد من المقاعد في الكنيست، مما يؤهله للعودة رئيسا للوزراء.
ولكن الامر غير الواضح، هو ما إذا كان جيدا لـ "نتنياهو" سيكون جيدا لحزبه وحزب "إسرائيل بيتنا" فإذا كان احتضان "ليبرمان" سيبعده عن طريق "نتنياهو"، فإن "ليبرمان" المعروف بعنصريته ضد الفلسطينيين الذين يشكلون 20٪ من السكان وغيرهم من الأقليات فى إسرائيل، يمكن أن يمثل خطرا على نتنياهو نفسه.
وهناك فروق كبيرة فى التوجهات والمبادئ بين

حزبى الليكود واسرائيل بيتنا، فحزب "الليكود" لديه تاريخ طويل جدا فى تبنى الديمقراطية الأوروبية، وهى نفس  المعانى التى يؤيدها اليهود المتدينون، واليهود من أصل شمال أفريقي على وجه الخصوص، من حيث كونها جوهرا أساسيا. وبالتالى فإن هؤلاء سيجدون أنفسهم فى صراع مباشر مع حزب "إسرائيل بيتنا"، فهو الحزب الذى يتبنى المفاهيم الروسية ومنها أكل لحوم الخنزير، الأمر المحرم عند آخرين فى إسرائيل.

فقد جاء الليكود في الواقع إلى حيز الوجود باعتباره مزجا بين الأحزاب اليمينية، بما في ذلك حركة "حيروت" برئاسة "مناحيم بيجن"، وفي اللغة العبرية، تعنى كلمة "الليكود" نفسها "التجميع" .
ويقول "ابراهام ديسكين"، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، إن التحالف مع "اسرائيل بيتنا" يحمل مخاطر فقدان ثلاث مجموعات صوتت سابقا لليكود، أول وأهم تلك المجموعات "الوسطيين" الرافضين لـ"ليبرمان" اليميني المتطرف، وثانى هذه المجموعات يأتي اليهود المتدينون من أصول السفارديم، الذين قد يتحولون إلى حزب "شاس" عندما يواجهون كراهية ليبرمان المتشدد للحاخامات الارثوذكس المتشددين، الأكثر صرامة فى القواعد مثل منع الزواج المدني، على سبيل المثال،  والذى يعتبره المهاجرون الروس العلمانيون إلى حد كبير عائقا أمام استيعابهم في المجتمع الإسرائيلي، ثالثا: "إذا كان الجناح اليمينى المتطرف سيصبح أكثر ارتياحا، لهذا التحالف، فإن المستوطنين الذين هم لأسباب دينية لا يصوتون لـ "ليبرمان"، على الرغم من تصويت بعضهم لـ"الليكود ، سكيونون مترددين.
في الوقت نفسه، فإن بعض الناخبين فى حزب "اسرائيل بيتنا" لا يفضلون التصويت لـ "نتنياهو"، الذي أدت تحالفاته السابقة مع الأحزاب الدينية المتشددة، بما في ذلك حزب "شاس"، لحماية عدوهم اللدود.
وقال وزير الليكود "ميخائيل ايتان" للصحفيين: "إن هذا الاندماج خطأ لأنه سيصد الناخبين عن التصويت"، بعض الناخبين من الليكود لا يحب "ليبرمان" والعكس، بعض الناخبين من "اسرائيل بيتنا" لا يحب "نتنياهو"، وهو ما سيفقد التحالف مجموعة كبيرة من الاصوات.
ويرفض "ايتان" وغيره من أعضاء الليكود التحالف مع "ليبرمان"، ويعتبرونه مغامرة غير محسوبة. وحتى لو نجح التحالف فى الانتخابات فإن أى محاولة من قبل  "نتنياهو" لمنح حقيبة الدفاع لـ "ليبرمان" تعنى تعريض أمن إسرائيل للخطر حسب رأى "تسيبى ليفنى".