بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

من أجل ماذا نحرق الوطن ونحترق ؟

أصبح من الأمور المخجلة ، بل من الأمور التى تبعث على الغثيان ، أن نسمع عن فتن طائفية هنا أو هناك ، سئمنا ومللنا هذا السيناريو الكئيب ، والوطن يعج بالمشاكل والأزمات التى تحتاج منا إلى التكاتف من أجل مصلحة الوطن أقباطه ومسلميه ، أصبحنا على أعتاب ثورة جديدة بعدما عاد الميدان بمنصاته وثواره ،

تظلله الأعلام ، عادت إلى  التحرير شعاراته التى تطالب الرئيس بتنفيذ الوعود ، وأولها حق الشهيد وهو دين فى رقبته ، الشهيد المسلم والمسيحى ، منذ يومين كنا قد أعدنا ذكرى العام الأول على مذبحة ماسبيرو التى راح ضحيتها العديد من الأقباط ، والى الآن لم نعرف من المتسبب الرئيسى فى إطلاق الرصاص الحى على الشهداء ؟ من أمر بسحق جماجمهم أسفل المدرعات ؟ مشهد أدمى كل مصرى مؤمن بالمواطنة وبحق الأقباط أن يرفعوا اللافتات الرافضة لحرق وهدم الكنائس ، من منا لم يهتز قلبه فرحا وانتشاء عندما صلى الجميع سويا منذ بدايات الثورة الأولى ؟ كانت التراتيل مع تكبير الآذان ، هاهى قبطية تصب الماء لسلفى كى يتوضأ ، مشهد أعاد الينا أجواء  ثورة1919  ، فمن الذى أربك الحسابات الآن ؟ ونجح فى زرع الشقاق ؟ من الذى يسعى لهدم الوطن وهو على حافة الهاوية إقتصاديا وإجتماعيا ؟ كلما التأم الجرح عاد من يذكى النيران  يسكب مزيدا من البنزين لحرق الأخضر واليابس ، لم نهنأ كثيرا بعد الثورة ، لم نجن أى ثمار إلا الفتن والأحقاد والضغائن ، فبعد فتنة كامليا وعبير  ، جاءت فتنة العامرية وأطفيح وامبابة ، مرورا بفتنة القميص ثم تهديد أقباط رفح وإطلاق النيران  ، أما التهجير القسرى فأصبح أهم مايميز المرحلة ، واليوم أزمة جديدة تمر بها إحدى قرى محافظة  المنيا ، فتنة طائفية جديدة ، قامت على أثر توصيل أحد المسلمين كابل كهرباء من أحد أعمدة الإنارة الذين اشتبكوا مع مسيحيين بالسلاح الأبيض والرشق بالحجارة ، وتطوت المشاجرة وسقط العديد من المصابين ، هرعت سيارات الأمن المركزى ، حتى لايتم التعدى على المنازل أيضا ، بعض الجنود أصيبوا وتم تدمير سيارة إطفاء ،وسيارة أمن مركزى  أصبح كل منا يتصيد للآخر هفوة ، غابت المحبة وارتحل التسامح ، الكل يجاهر بالتعصب الكامن فى النفوس خاصة فى

الآونة الأخيرة ، لاننكر أن بعض الدعاة المتشددين بآرائهم التى تشجع على إقصاء الآخر والكيل له ، تدعو إلى هجرة الأقباط إلى أمريكا ودول أوروبا  له مردود سلبي ،  بدأنا نحصد ثماره ، خاصة مع انتشار الجهل ، الوطن الآن فى أمس الحاجة لوحدة أبنائه ، لايمكن أن يكون القبطى عدوا ، فهو ليس أقلية بل شريك أصيل داعم للثورة المجيدة سالت دماؤه فى التحرير ، وفتحت أبواب كنيسة قصر الدوبارة أبوابها لتضميد جراح الجميع دون تفرقة ، الدم واحد ، العدو الحقيقى يتربص بنا على حدودنا الشرقية ، يتحين الفرصة ليشفى غليله ، ينتظر اللحظة كالحية تلدغ وتبث السموم ، بالأمس أستضافت احدى القنوات الفضائية أم الشهيد ( مينا دانيال ) التى شكرت الله كثيرا أن مينا ضحّى من أجل الحرية والكرامة ، قالت أن مينا الآن يهنأ فى الجنة مع إخوانه من الشهداء المسلمين ، وقالت أن والدها توفى ولم تكمل بعد عامها الأول ،  ففتحت عينيها على الحاج (محمد ) الذى رعى مصالح أسرتها وكان بمثابة راع للأسرة ، وأردفت أن علاقتها بجيرانها المسلمين علاقة أبدية ، معا فى السراء والضراء لم تشعر لحظة بالتمييز، يوم استشهاد مينا وقفوا جميعا إلى جوارها يخففون الآلام ، بكى المسلمون شهيد مصر وفخرها ، كلماتها نوجهها لدعاة الفتنة فى كل الربوع ، نقول كفى صراعات ، نحن فى مفترق طرق السفينة إن هوت فلن تفرق بيننا ، من أجل ماذا نحرق الوطن ونحترق ؟