أي إسلام هو الحل؟.. حل ماذا؟
- 1 -
قال الشاب لأبيه: هل هناك فرصة أن يساهم الإسلام فعلاً في إنقاذ العالم انطلاقا من كل هذه التغيرات في منطقتنا هكذا؟.. قال أبوه: إيش عرفني؟.. قال الشاب: أنت تعرف أنني أحب الإسلام حباً جماً.. قال أبوه: وأنا كذلك.. قال الشاب
: هل تعلم يا أبي أن محمد إقبال قدم تفسيرا لحكمة أن نبينا هو آخر الأنبياء بأن في ذلك رسالة للبشر أنه قد آن الأوان أن يتحملوا مسئوليتهم مباشرة دون انتظار عون جديد من السماء بنبوة جديدة.. قال أبوه: من هو محمد إقبال هذا؟ هل هو ضمن الهيئة الاستشارية للرئيس الدكتور مرسي؟.. قال الشاب: محمد إقبال يا أبي!! محمد إقبال، قال أبوه: آه، إقبال!! حسبتك تقول الشاويش عبعال في مسرحية ريا وسكينة.. قال الشاب: أنت تمزح يا أبي، محمد إقبال شاعر الهند وفيلسوف الإسلام ومنشيء باكستان، قال أبوه: أكثر الله خيره، ونحن مالنا؟ قال الشاب: ما عليك يا أبي، أنا أريد أن أشكرك يا أبي أنك ولدتني مسلماً.. قال الأب: ماذا تقول يا ابني؟ ما هذا، ثم إني لم ألدك، أمك هي التي ولدتك.. قال الشاب: أنا لا أمزح يا أبي أنا أريد أن أتصور أنه قد آن الأوان ليسهم هذا الدين العظيم في مواجهة الدين الجديد الذي يكتسح العالم.. قال الأب: أي دين جديد ألم تقل حالا أن الإسلام هو آخر الأديان، قال الشاب: ألم تسمع يا أبي تصاريح أوباما الأخيرة، وهو يبشر شعبه والعالم أنه سيواصل جهوده لينشر القيم الجديدة في منطقتنا فالعالم، وكأن المسألة أصبحت نشر قيم من مبعوث العناية المالية لقيادة البشرية إلي ما يريدون.. قال الوالد: والله العظيم ما أنا فاهم حاجة، عن ماذا تتكلم، وأنا مالي؟.. قال الشاب: أتكلم عن الدين العولمي الجديد.. قال الأب: تقصد النظام العالمي الجديد.. قال الشاب: يا أبي! يا أبي! إن ما ينشرونه الآن بالثورات والحروب والقروض هو دين كامل له كل معالم الدين دون أهدافه، دين له حواريه وجيوشه.. قال الأب: مالك واثق من نفسك هكذا، إنهم يساعدوننا حتي نصبح أحراراً مثلهم.. قال الشاب: وهل هم أحرار يا أبي؟ ألم تسمع عن ما يقوله الشرفاء منهم والمبدعون فيما يجري ليس فقط عندهم وإنما عبر العالم؟ إنهم يفرضون علينا ما يسمونه حرية فرضاً.. قال الأب: الحرية لا تُـفرض فرضاً؟.. قال الشاب: هاأنت أخيرا توافقني؟ هم يفرضون حرية التبعية تحت شعارات الديمقراطية، قال الأب: لا.. لا.. إسمح لي، أنا مالي أنا بكل هذا؟ أنت سوف تفسد مخي بتخريفك هذا، دعني أكمل ما بيدي؟.. قال الشاب: وماذا بيدك تريد أن تكمله.. قال الأب: حساب البقال والدروس الخصوصية لأخوتك الصغار.. قال الشاب: عندك حق، ربنا معك.. قال أبوه: ربنا يسد ما علينا.
- 2 -
قال الشاب لأخته: لماذا كف أبي عن التفكير هكذا؟.. قالت أخته: ماذا تقول؟ إنه يفكر في مستقبلنا ليل نهار، وهو لا يكف عن العمل ليوفر احتياجاتنا الضرورية.. قال: إنه لا يعرف من هو محمد إقبال؟ قالت: ولا أنا كنت أعرفه حتي أعطيتني كتابه «رسالة الخلود»، فعرفت إسلامي الحقيقي كما يقدمه هذا الفيلسوف الشاعر الجميل، قال: إذن صدّقت انه فيلسوف وشاعر وجميل.. قالت: طبعاً، ولكن قل لي هل هو شيعي أم صوفي، إنه يتحدث عن جلال الدين الرومي كأنه نبي.. قال: يا خسارة هل هان عليك الإسلام إلي هذا الحد، تصنفين المسلمين كما يصنفوننا هم ليفرقوا بيننا، هو مسلم رائع وخلاص، وكأنهم لم يكفهم أن يفرقوا بين الأديان فراحوا يفرقون بين المذاهب.. قالت: عندك حق لكن معني ذلك أنهم يعرفون حقيقة ديننا أكثر منا.. قال: ولهذا يخافونه ويشوهونه.. قالت: كيف ذلك؟.. قال: هم يجندون أسوأ وأغبي من فينا ليتكلم باسمه، ثم يتصنعون أنهم يهاجمون هؤلاء الشواذ الذين هم صنيعتهم، قالت: الذنب ليس ذنبهم ولكنه ذنب من ينخدع فيهم.. قال: هذا صحيح، ولهذا فأنا خائف من هذا الحكم الجديد وهو يعلق لافتة الإسلام، ولا يفهم حقيقة المعركة.. قالت: وهل تعرف أنت حقيقة الإسلام؟.. قال: أليس هو الدين الذي غير العالم يوماً؟.. فمن حقنا أن نحلم بما يمكن أن يحققه لنا هذا الدين لننقذ العالم الحالي، قالت: يبدو أنك قد جننت، ننقذ ماذا ونحن لا نعرف كيف نعلم طالبا في الاعدادية القراءة والكتابة؟.. قال: أليس عندك خبر أننا الآن نحكم حكماً إسلامياً.. قالت: بل إخوانياً.. قال: أليس اسمهم الإخوان المسلمون؟.. قالت: اشبع باسمهم واذهب واسأل أي واحد فيهم عن محمد إقبال أو حتي عن «الخواجاية» التي أعطيتني كتابها مع كتاب إقبال.. قال: من تلك؟.. قالت: تلك الألمانية التي اسمها ماري، قال: آنا ماري شيمل، قالت: هي بعينها، لقد عرفتُ الإسلام منها أجمل وأقرب من كل ما يقوله حكامنا المسلمون الجدد، قال: ألم تقولي حالا الإخوان، وليس المسلمون، قالت: يا خبرك أسود، أنا لم أقل هذا، أعني أنهم ليسوا هم الذين يمثلون الإسلام الذي نتحدث عنه، الذي يمكن أن يساهم في إنقاذ العالم، قال: ما دام ربنا موجود فهناك
www.rakhawy.org