بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

إكرام المعلم ضربه

نفهم أن الإنفلات الأمنى بات يهدد كافة مناحى الحياة ، مازال العنف والتراشق بالكلمات واستخدام الأسلحة بكل أنواعها عنوان المرحلة ، رغم ماتقدمه الشرطة من جهود حثيثة فهى لاتتدخر وسعا فى العمل على استتباب الأمن

، وتفقد كل يوم مزيدا من الشهداء الذين راحوا غدرا على يد أرباب السوابق من البلطجية والمجرمين ، ناهيك عن تطاول البعض على الضباط والأفراد بتوجيه السباب والشتائم التى تحط من قدرهم ، مستغلين مايتحلى به جهاز الشرطة من ضبط النفس ، لاننكر أيضا أن هناك من يسعى للفوضى ليظل الإرتباك هو سيد الموقف ، والمتأمل فى المشهد المصرى يصاب بأذى نفسى عميق ، قمنا بثورة بيضاء أسقطنا فيها ثلاثة عقود من الحكم المستبد ثورة أبهرت العالم لكننا الآن نقوم بثورة على أنفسنا ، ننتقم من الوطن بكل الطرق والوسائل ( الثورة كسرت حاجز الخوف ) تلك العبارة التى باتت تتردد بين المصريين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم لكننا كسرنا أيضا حاجز الإحترام والتوقير ، فلم نعد نفرق بين الحرية والتطاول على الرموز ، الكل يمتطى حصانا جامحا دون لجام يطلق العنان لأهوائه ويطلب من الجميع أن يتبعه حتى لو لم يكن على صواب ، المرضى يطاولون على الأطباء ، المرؤوسين على الرؤساء بل يتم إحتجازهم لحين تنفيذ مطالبهم ، أما المعلمون حينما يضربون من تلاميذهم فنحن فى خطر والمنظومة التعليمية تصبح فى خبر كان ، الطلاب فى كافة مراحل تعليمهم يتطاولون ببجاحة يحسدون عليها ، يتطاولون بالضرب على معلميهم ، يطعنونهم فى صروح العلم ، يستقوون بأولياء الأمور لتأديب معلميهم وتلقينهم الدروس حتى ينصاعوا للأولاد ويأخذونهم على كفوف الراحة ، إنقلبت الآية وصار المعلم يعمل ألف حساب للطلاب ، يخشى بطشهم وتنكيل أهلهم ، يطلب يد العون والإنقاذ من البلطجية بعد سرقة متعلقاته الشخصية وكيف

يتم التحرش بالمعلمات تحت تهديد السلاح  ، ونتذكر طالبات المنيا اللاتى قمت بضرب معلمتهن ونزع خمارها بعد طرحها أرضا فى ساحة المدرسة على مرأى من الطالبات والمعلمات ، وعندما قامت المدرسة بفصلهن أضربن عن الطعام ووقفت إلى جوارهن أسرهن رغم الجرم المشهود  ، ألان يضرب المعلمون عن التدريس صارخين مطالبين بحمياتهم من طلاب الإجرام والشغب   فى السابق كان للمعلم مكانة ترقى لمكانة الأب فى البيت مكانة تصل إلى حد التقديس ، إذا لمحناه فى الطريق صدفة كنا نخفض عيوننا إحتراما وتبجيلا ، لم نتذكر أننا رفعنا يوما صوتنا فى وجه أى منهم  ، ونفهم أن عقاب المدرس دائما فهو من أجل مصلحة الطالب ، وكان ولى الأمر يقدر دوره ولايسعه إلا تقديم الشكر والإمتنان عرفانا لما يقدمه المعلم من تربية ودين وخلق قويم ثم علم وطموح وقدوة ، لاننكر أن إهتزاز صورة المعلم سببها الدروس الخصوصية التى أفقدت المعلمه إحترامه حينما يدق الباب إنتظارا لمظروف آخر الشهر ، فقد توقيره حينما أشعل السيجارة لتلميذه ودخن معه فتلاشت الحواجز وانهارت القيم ، أيضا مايقدمه الفن الهابط حينما يجسد شخصية المدرس بصورة مهلهلة ويصبح مادة للسخرية والتندر
فكيف يصبح المعلم رسولا ؟