بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مجدي‮ ‬أيوب محافظ بدرجة ديكتاتور



سنوات مضت علي‮ ‬حصول اللواء مجدي‮ ‬أيوب علي‮ ‬توليه المسئولية محافظا لقنا،‮ ‬واللواء أيوب شخصية‮ ‬غريبة للغاية تتملكه روح ديكتاتور متعجرف‮.. ‬ يعتبر النقد الموجه لسياساته نقدا موجها لشخصه ومن هنا تكون ردود أفعاله العنيفة تجاه منتقديه وبالعكس فإنه‮ ‬يستحسن النفاق كثيرا والدليل أنه نصب الكثيرين المعروفين بفسادهم في‮ ‬مناصب لمجرد أنهم امتدحوه‮! ‬وإذا كان حتي‮ ‬الآن لم تظهر علي‮ »‬أيوب‮« ‬أي‮ ‬قضايا فساد أوسرقة للمال العام إلا أنه لا‮ ‬يبتعد كثيرا عن دائرة الشبهات لأنه وبحسب معلومات كان‮ ‬يساند الفساد بطريقة‮ »‬لا أري‮.. ‬لا أسمع‮.. ‬لا أتكلم‮« ‬فضلا عن ضلوعه في‮ ‬إهدار المال العام في‮ ‬عدة مشروعات وكان‮ ‬يستخدم إجراءات عقابية تعسفية ضد صغار الموظفين للتغطية علي‮ ‬تستره علي‮ ‬الفاسدين وليبدو بمظهر الرجل القوي‮ ‬الذي‮ ‬يتصدي‮ ‬للفساد الإداري‮ ‬رغم أنه ليس كذلك‮!‬
النظام البائد في‮ ‬مصر أدخل مجدي‮ ‬أيوب ـ رجل الإطفاء السابق ـ الي‮ ‬المختبر لتجري‮ ‬عليه التجربة كأول محافظ قبطي‮ ‬وهو بلا خبرات في‮ ‬نظام الحكم المحلي‮ ‬ووسط مخاوف من الفشل التقليدي‮ ‬للتجارب الأولية،‮ ‬وفضلا عن هواجس الترقب الطائفي‮ ‬الذي‮ ‬تطارده في‮ ‬تعاملاته اليومية مع الجمهور الذي‮ ‬وجد حواجز في‮ ‬التعامل معه لإصراره علي‮ ‬الظهور بالشكل التقليدي‮ ‬البيروقراطي‮ ‬للمسئولين التنفيذيين في‮ ‬مصر‮.‬
كما أنه جعل كل قراراته ذات مرجعية أمنية لتكون مباحث أمن الدولة هي‮ ‬التي‮ ‬تحكم قنا من مقرها المجاور لمديرية الأمن وتنامي‮ ‬في‮ ‬عهده نفوذ بعض القيادات الأمنية وتضخمت ثروات بعضهم بشكل مريب‮.‬
وحاول‮ »‬أيوب‮« ‬اتباع سياسة معاكسة لسياسة سلفه‮ »‬عادل لبيب‮« ‬في‮ ‬البداية جرب سياسة الاحتواء مع الفئات التي‮ ‬تضررت من سياسات سلفه لكسب مساحات من القبول له في‮ ‬الشارع وبالأخص الباعة الجائلين الذين منحهم حرية افتراش شوارع المدينة لفترات مؤقتة تمهيدا لإقامة مجمعات تجارية لهم،‮ ‬وكان إهداؤه الموافقة علي‮ ‬إنشاء كلية الطب بقنا من المسكنات الإعلامية القوية المفعول التي‮ ‬هدأت الرأي‮ ‬العام الثائر ضده،‮ ‬وأيقظت النعرات القبلية من جديد وصارت الزعامات القبلية هي‮ ‬المسيطرة علي‮ ‬مجريات الأمور،‮ ‬وتنامي‮ ‬معها نفوذ نواب الوطني‮ ‬الذين وصفه أحدهم وهو عبدالرحيم الغول بأنه‮ »‬في‮ ‬أخلاق السيد المسيح عليه السلام‮« ‬وربما‮ ‬يكفي‮ ‬ذلك الوصف لمعرفة مدي‮ ‬ترحيب نواب الوطني‮ ‬ووصالهم بالمحافظ الذي‮ ‬تشابهت خصاله وخصال الأنبياء‮!‬
وفشل أيوب كمحافظ لقنا‮ ‬يمكن قراءته في‮ ‬عدة أمور أولها‮: ‬الكم الكبير للمظاهرات الفئوية التي‮ ‬خرجت تطالب بحقوقها إبان سقوط النظام بعد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وهو ما‮ ‬يشير الي‮ ‬أن تلك الفئات كانت مجبرة علي‮ ‬الصمت علي‮ ‬حقوقها المهدرة بالقبضة الأمنية التي‮ ‬استخدمها أيوب لقمع تلك المطالب وعندما هوت وجدت تلك الفئات فرصتها للمطالبة بحقوقها بل والمطالبة بإقالته حتي‮ ‬من طلاب الثانوي‮ ‬العام والمسلمين والأقباط واختياراته المريبة لمعاونيه ولوكلاء الوزارات المشكوك في‮ ‬ذمتهم المالية أو الذين‮ ‬يتعاملون بطرق سافرة مع المواطنين وأقربها السكرتيرالعام السابق الذي‮ ‬اتهم في‮ ‬قضايا تسهيل الاستيلاء علي‮ ‬أراضي‮ ‬أملاك الدولة،
‮ ‬واهتمامه بالدوران في‮ ‬فلك النظام المخلوع واسترضائه علي‮ ‬حساب الجميع ومنها قيامه بإعادة نصف مليون جنيه في‮ ‬لوزارة المالية سنويا كفائض ميزانية لاسترضاء السلطة للإبقاء عليه في‮ ‬منصبه رغم أن تلك الأموال من حق موظفي‮ ‬الديوان العام كمكافآت وأجر إضافي‮ ‬بالإضافة الي‮ ‬تدني‮ ‬وانهيار الخدمات الأساسية وعدم إتمام مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي،‮ ‬وارتفاع نسبة البطالة جراء عدم إقامة مشاريع استثمارية وصناعية وفشله في‮ ‬وضع قنا علي‮ ‬الخريطة السياحية رغم ما بها من ثروات حضارية وغيرها لتشهد قنا في‮ ‬عصره انهيارا كبيرا في‮ ‬المرافق الأساسية.
‬واكتفي‮ ‬أيوب بإطلاق أخبار لوسائل إعلام الدولة‮ »‬الصحف القومية‮« ‬تتحدث عن مشاريع ضخمة في‮ ‬كل المرافق وكانت كلها‮ ‬غير حقيقية وهو ما‮ ‬يؤكده الواقع في‮ ‬المحافظة،وتعامل المحافظ مع صناديق الخدمات وكأنها إرث خاص‮ ‬يهبها لمن‮ ‬يشاء فحسب مصادر فإن صناديق الخدمات التي‮ ‬كانت تدخلها عوائد ضخمة شهريا من عدة مصادر منها‮ ‬10‮ ‬آلاف جنيه علي‮ ‬كل ترخيص سيارة،‮ ‬تم إهدار مبالغ‮ ‬ضخمة منها في‮ ‬تجديد الحزب الوطني‮ ‬بقيمة‮

‬300‮ ‬ألف جنيه،‮ ‬والمجلس الشعبي‮ ‬المحلي‮ ‬للمحافظة بقيمة‮ ‬750‮ ‬ألف جنيه وشراء سيارتين من نوعية‮ »‬بسات‮« ‬بقيمة‮ ‬231‮ ‬ألف جنيه لرئيس المجلس الشعبي‮ ‬المحلي‮ ‬للمحافظة بالشيك رقم‮ ‬1814805‮ ‬وأخري‮ »‬جراند شيروكي‮« ‬بقيمة‮ ‬341‮ ‬ألف جنيه بالشيك رقم‮ ‬1814827‮ ‬وهي‮ ‬غير موجودة بقنا وترددت أنباء أن نجل المحافظ‮ ‬يستولي‮ ‬عليها بالقاهرة ومارس أيوب السفه الحكومي‮ ‬بشكل مبالغ‮ ‬فيه وأهدر مبالغ‮ ‬طائلة في‮ ‬الاحتفال بعيد قنا القومي‮ ‬سنويا في‮ ‬استضافة شخصيات عامة وإعلاميين من المقربين له ومنهم نبيل لوقا بباوي‮ ‬وجمال أسعد وأبرز مظاهر ذلك السفه استئجار عائمة سياحية وتخصيصها لفندق‮ »‬بسمة‮« ‬السياحي‮ ‬المملوك للمحافظة لإقامة هؤلاء وكان‮ ‬يجني‮ ‬المحافظ من وراء ذلك السفه‮ »‬التطبيل‮« ‬له ولإنجازاته في‮ ‬وسائل الإعلام المملوكة للدولة وكذلك الأمر بشراء مساحات إعلانية في‮ ‬الصحف القومية للتمجيد في‮ ‬إنجازاته الوهمية ومنح مراسلي‮ ‬تلك الصحف في‮ ‬المحافظة امتيازات ممثلة في‮ ‬عقود بالتربية والتعليم ووظائف وغيرها‮.. ‬لأنه‮ ‬يعتبر أن الصحف المعارضة والمستقلة معادية له،‮ ‬وكانت آخر مظاهر إسراف أيوب وإهداره لأموال المحافظة إنفاقه مبلغ‮ ‬355‮ ‬ألف جنيه في‮ »‬دروع‮« ‬تذكارية نقشت عليها صورة أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق وذلك لتوزيعها علي‮ ‬مجلس المحافظين الذي‮ ‬كان سيعقد في‮ ‬قنا أثناء الثورة وتم إلغاؤه‮.‬
ويواجه أيوب بحسب مصادر اتهامها بتسهيل الاستيلاء علي‮ ‬أملاك الدولة وتقدر تلك المساحات بنحو‮ ‬1050‮ ‬فدانا بقرية‮ »‬الكعامات‮« ‬بمركز أبوتشت لصالح أبوالوفا رشوان السكرتير الشخصي‮ ‬السابق للرئيس المخلوع ومنقذه من الاغتيال في‮ ‬أديس أبابا بأثيوبيا،‮ ‬وأوردت تلك المصادر أن تلك المساحة كانت مخصصة كمزرعة خشبية وبركة أكسدة لمشروع الصرف الصحي‮ ‬بالمركز،‮ ‬وأنه تم استبدالها بأرض مجاورة لتنفيذ المرحلة الأولي‮ ‬للمشروع وعند تنفيذ المرحلة الثانية قامت الوحدة المحلية لمركز ومدينة أبوتشت باستصدار قرار إزالة لصغار مستصلحي‮ ‬الأراضي‮ ‬هناك مما دعاهم لتحريك دعاوي‮ ‬قضائية،‮ ‬كما‮ ‬يواجه المحافظ اتهامات من حركة محامين ضد الفساد بإهداره مليون جنيه في‮ ‬تجديد قاعة المحافظة رغم أنها ليست في‮ ‬حاجة لذلك وتعطيل مشروعات ذات نفع عام،‮ ‬وإلحاق الضرر بصغار مستصلحي‮ ‬الأراضي‮ ‬الصحراوية.
‬وتصرفه في‮ ‬أراض‮ ‬غير مملوكة لجهة عمله وهو جملة ما تم توجيهه له من اتهامات في‮ ‬المحكمة الشعبية التي‮ ‬عقدت لمحاكمته في‮ ‬قنا من محامين ضدالفساد وتورط أيوب في‮ ‬إهدار المال العام باستكماله إنشاء مجمع تجاري‮ ‬بقيمة مليون و300‮ ‬ألف جنيه بمجمع مواقف قنا وضع حجر أساسه في‮ ‬عهد سلفه عادل لبيب وهو مشروع أثبت فشله وكذلك الأمر في‮ ‬إنشاء مدينة قنا الجديدة التي‮ ‬ثبت أنها مقامة علي‮ ‬مخر للسيول ويلاحق محافظ قنا في‮ ‬الأيام المقبلة بعدة دعاوي‮ ‬قضائية في‮ ‬عدد من قضايا التستر علي‮ ‬الفساد‮.‬