بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

نادية في دعوى حبس: زوجي أناني ومش بيصرف على أولاده

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استقرت لتريح جسدها النحيل على كرسي معدني رابض فى منتصف إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيري، المكتظة بنساء متشحات بالسواد وكأنهن في سرادق عزاء، تمتلئ أعينهن ببقايا دموع حارة على سنوات قضوها بين أحضان أزواج ظالمين أذاقوهن المرار والعذاب -حسبما يرين- ورجال يرسم الغضب قسمات وجوههم بسبب زوجات ناقصات عقل ودين -من وجهة نظرهم- خربن بيوتهن وجلسن على عروشها الخاوية وأبناء مطحونون بين مطرقة الأم وسندان الأب.

 

ترتدي عباءة مزينة بورود حمراء اللون أعلى منطقة الصدر، وتزين رأسها بحجاب حريري تطل منه شعيرات تظهر ما أصابها من شيب، توهم الناظرين بكبر عمرها الذي لا يزال في الثلاثينات، وتنتعل حذاء رثَّا، يفضح قدمين أرهقهما التنقل بين ساحات وأروقة المحاكم.

 

إنها "نادية" ذات الثلاثين ربيعًا، جاءت إلى المحكمة لحضور جلسة الحبس في دعوى متجمد النفقة التي أقامتها ضد زوجها الأربعينى بعدما امتنع عن تسديد نفقة طفليها الشهرية قائلة: "زوجي لديه ممتلكات ودخله الشهري يزيد على 50000 جنيه".

 

وبصوت يرتعش من الألم والحزن تابعت الزوجة الثلاثينية: "تزوجته منذ 17 عامًا بعد أن تملَّك حبه من قلبي فأعماني، وجعلني أتغاضى عن ظروفه، لم أضع في حسباني أو أشك للحظة أنه ربما يتركني أنا وطفليه ونحن في أمسِّ الحاجة إليه، لكن للأسف بعد كل ما فعلته من أجله أدار

ظهره لنا، ورحل بعدما حوَّلنى إلى امرأة بلا روح، تتمنى الموت في كل لحظة، ولا يرجعها عن الدعاء بالخلاص من هذه الحياة البائسة إلا صوت طفليها اللذين لا ذنب لهما سوى أنني أسأت اختيار أبيهما".

 

أضافت الزوجة : "أفقدني ثقتي بنفسي وبأنوثتي، وبسببه صرت أتنقل بين بيوت العباد سعيًا وراء بضعة جنيهات أسدَّ بها جوع الطفلين اللذين أسقطهما والدهما من حساباته، وأتحمَّل إهانة هذا وذل ذلك".

 

تابعت الزوجة: "حاولت كثيرًا أن أُذكِّره بحق الطفلين عليه، لعلَّ قلبَه يلين لهما، لكن دون جدوى، اكتشفت أن طبع الأنانية يسري في دمائه، وبعد أن ضِقت به ذرعًا ويئست من صلاح حاله لجأت إلى محكمة الأسرة طالبة إلزامه بالإنفاق على الطفلين وصدر حكم لصالحي، لكنه امتنع عن سداد تلك النفقة، وبات يتهرب منها، وها أنا أنتظر صدور حكم بحبسه في دعوى متجمد النفقة".