بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

طبيب

عاودتها آلام القولون لكن هذه المرة لم يعد الألم يحتمل ،  ظلت ( أم فوزى) تتناول بعض من النعناع ربما هدأ من الوجع فهى بطبيعتها لاتشكو حتى لاتزعج أولادها وأحفادها ، لكن لا النعناع أو الكمون إستطاعا أن يحققا أدنى نتيجة ،  وبدأ الليل يزحف ، والمسن بطبيعته  يخشى الوحدة والمرض مما إضطرها

للإتصال بإبنتها التى تسكن على مقربة  فأتتها على عجل ، واقترحت إستدعاء الطبيب وليكن الدكتور(  ممدوح ) الذى تربطه بهم صلة قرابة ، دقائق إستسلمت فيها
(أم فوزى ) لإبرة مسكنة وراحت تغط فى نوم عميق ، وارتأى الدكتور(  ممدوح  ) أن زميله (عبد الفتاح والى ) أستاذ الجهاز الهضمى لايشق له غبار ، فترك له رسالة توصية كى يفعل اللازم مع قريبته ، فى الميعاد إستندت العجوز على ذراع الإبنة ، بعد التحية والسلام من أم فوزى  ورسالة صديقه ممدوح ، بدأ الدكتورعبد الفتاح سلسلة من الإجراءات
-  ألف سلامة عليك ياحاجه مطلوب منك أشعة بالصبغة ،  مركز أشعة الدكتورة ( منى )  بالدور الرابع فى نفس العمارة ، أما التحاليل فلا أثق إلا فى معمل الدكتور أيمن فى الدور السادس 
-        مبدئيا أنا عندى إيه يادكتور ؟
-        قبل الأشعة والتحاليل من الصعب الإجابة على سؤالك وخير انشاء الله
-        لكن يادكتور  ليس معى المبلغ الآن ، أيمكننى الإنتظار للغد ؟
-         يمكنك.... لكنى لست مسئولا إذا تفاقمت الحالة
-        أقلقتنى .... إلى هذا الحد هناك خطورة
-        الله أعلم
-   لدى فكرة .... هل يمكنك الإتصال بالمعمل والأشعة كى لاأضيع الوقت تعلمهما أننى من طرفك  فأدفع الآن جزء وعند استلام النتائج أكون قد جهزت باقى الحساب
-        آسف ربما لايوافقان
-        هل يمكننى أن أترك لك أساورى ؟
وافق الطبيب على الإقتراح وعندما بدأت فى نزرع أساورها التى لم تبدلها منذ زواجها بدا الألم واضحا ، فقام  بإحضار كيس بلاستيك شفاف وعاونها إسورة تلو الأخرى ،  فى دولاب غرفة الكشف أخفى ذهب ( أم فوزى) بين طيات الكتب ثم أغلقه بالمفتاح  ،  رفع سماعة الهاتف مرتين وتكلم بصوت خفيض ، ثم طمأنها ان المعمل والأشعة فى انتظارها الآن ، أجرت أم فوزى المطلوب منها على أمل إستلام النتائج فى اليوم التالى ، فى المساء حضر فوزى وزوجته وحفيداه بعدما نما إلى علمه الوعكة التى تعرضت لها أمه
-        خير ياماما ....آسف تأخرت عليك الطرق مزدحمة والجو نار
-        ليه يابنى كلفت نفسك وجيت من آخر الدنيا
-        سلامتك ( ياتيته )
-        الدكتور طمنك ؟
-   طلب منى أشعة وتحاليل ،  وتعرضت لحرج شديد لم أعمل حسابى جيدا  لكنى تركت له الغوايش
-        الغوايش الذهب الأربعة اللى كانوا فى إيدك ؟
-        إسمه ايه الدكتور ده ؟
-   ليه يابنى ؟ مكنش معايا اللى يكفىّ ، ده ابن حلال خايف عليّه وكان مستعجل على النتايج علشان يطمنى
-        إسمه ايه ؟
-        عبد الفتاح والى
-        العيادة فين ؟
-         فى برج ( الكوثر ) خلف الجامعة
نصف ساعة وكان فوزى فى العيادة المكتظة بالمرضى والمرافقين طلب مقابلة الدكتور فأجابه الممرض
لن يمكنك الآن.... إنتظر حتى ينتهى من جميع الكشوفات تعليمات الدكتور واضحة وصريحة ، لفت نظر فوزى صورتين لاتخطئهما العين للطبيب مع ثوار التحرير بالبالطو الأبيض رافعا شارة النصر والعلم بيمينه ، وأخرى يحتضن فيها الدكتور( أحمد حرارة ) الذى أهدى مصر نور عينيه  وأصبح رمزا للفداء 
ظهرت علامات الضيق والتوتر على وجه فوزى الذى إرتفع صوته وامتدت يده ممسكا بمقبض الباب فمنعه الممرض بالقوة وكادا يشتبكا بالأيدى ، تعالت الدهشة وجه المرضى ، وأمام إصرار فوزى فتح الطبيب بابه ليستعلم عن الأمر
-        إنت عبد الفتاح ....هات الغوايش يالص
-   من هول الصدمة حاول أن يهدئ من روعه فأدخله غرفة الكشف وفوزى مستمرا فى الصراخ ...
-        .ياظالم ....ربنا هيعمل ايه تانى هى دى أخلاق الميدان ؟
-   من فضلك إخفض صوتك لاداعى للفضايح ، ثم قام بفتح الدولاب لتمتد يدا فوزى تنتزعا ذهب أمه ، خرج مسرعا تاركا الباب مفتوحا وظل يلعن أطباء هذا الزمان فاستوقفه أحد المارة عند نزوله مسرعا ، بعد حوار قصير علم فوزى  أن طبيبة الأشعة حرم الدكتور عبد الفتاح ، وأن الدكتور أيمن إبنه البكر