بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الوفد تكشف حقيقة أسطورة «تورا بورا « المصرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فتحت عملية الاعتداء على رفح والشيخ زويد كثيراً من محاولات البحث عن الهوية الحقيقية لمُرتكبى الحادث الإجرامى ، وكيفية التصدى لهم وغيرهم من الخلايا المُسلحة ، وبغض النظر عن الاتفاق أو حتى الإختلاف على كونهم جماعات « تكفيرية جهادية « أو غير ذلك من تنوع ما أطلق عليهم مؤخراً من مُسميات ، وما تم رصده من خلايا مُسلحة بعضها فى قطاع غزة لها إمتدادات فى سيناء ، وأخرى لها أنصار داخل مناطق مُتعددة على أرض مصر ، وقد ذهبت آراء طرحت فرضيات إتسمت بعضها بالتهوين وأخرى بالتهويل فى مدى صعوبة القضاء على الجماعات المُسلحة نظراً للطبيعة القاسية لـ «جبل الحلال « والمناطق الصحراوية الوعرة .

« الوفد « تبحث عن الحقائق لكشف طبيعة أرض « شبه جزيرة سيناء « تلك المناطق التى تجرى مُقارنات حول مدى تشابهها مع أرض  أفغانستان التى فشلت القوات الروسية فى القضاء على الجماعات المُسلحة بأراضيها – وكذلك الصومال التى لم تنجح القوات الدولية مُتعددة الجنسيات المعروفة باسم اليونيفل الى جانب القوات الأمريكية فى القضاء على الجماعات المُسلحة بجبالها المُمتدة – وكذلك أيضاً القوات العسكرية اليمنية التى تعانى حتى اليوم فى القضاء على خلايا تنظيم القاعدة .
• العميد « حسين حمودة « الخبير فى مُكافحة الإرهاب الدولى : « ان طبيعة الأراضى الجبلية فى أفغانستان هى أكثر وعورة من أرض شبه جزيرة سيناء ، نظراً لأنها أكثر اتساعاً  وعمقا ويري أن ما يتردد عن ان  جبل الحلال  هو « تورا بورا « مصرية وصف يجانبه الصواب ، كما ان خبراء علوم الطبيعة والطبوغرافيا يشككون فى ان هذا الجبل يتسع للأعداد البشرية التى تنشرها وسائل الإعلام ، فى ان المسلحين الذين يختبئون بالجبل يصل عددهم الي خمسة آلاف مسلح ، والمُثير للدهشة وما يدعو أيضاً للتساؤلات هو لماذا لم يملك الجيش المصرى حتى الآن التقنيات العسكرية والتكنولوجية فى مجالات الاتصالات والرصد الجوى ؟! . . وكذلك عدم استخدامه للمنطادات التى تسهل عمليات التصوير الجوى بوضع الكاميرات المُتخصصة ووسائل الرصد بها ، وماذا حدث في قضية القمر الصناعي المصري المفقود « ايجبت سات 1» الذي  أضاع على مصر قدرتها فى مُراقبة وتصوير جيوب سيناء الجبلية ، ذلك القمر الذى فقد فى أغسطس 2010 ، وتردد ان الاستخبارات الإسرائيلية هى التى خططت لسرقته.
الخبير حسين حمودة يشك في أن الجيش المصرى لا يمتلك أجهزة تصوير ومسح جوى ويقول « : بداية اشك ان يكون الجيش المصرى قد رصد وقام بتصوير أماكن اختباء المُسلحين ، ولو كان ذلك قد حدث فلماذا يلتزم الصمت على الكوارث التى احلت بسيناء طوال السنوات الماضية ؟ . . ولاسيما منذ عام 2004 ، ألم يكن كافياً ما حدث من عمليات إرهابية فى تفجيرات طابا ودهب وشرم الشيخ منذ عام 2004 ؟ . . لقد تم تفجير خطوط  أنابيب الغاز حوالى 15 مرة ، وكثير من الاعتداءات على أقسام الشرطة فى العريش ورفح ، وتم رصد حملة الرايات السوداء ، فماذا ينتظر الجيش بعد كل ذلك؟
ويضيف « حمودة « هل يعرف احد نتائج (عملية نسر 1 ) وماذا كانت ثمارها ؟ ومن هم المسئولون عن التقصير فى تلك العملية ؟ يجب مساءلة المقصرين قبل ان تتكرر المأساة فى عملية نسر الحالية ، واذا لم يتم إجراء تحقيقات شفافة فإن الأمور ستزداد غموضاً ، وسيكون لذلك اثر سيئ على مصداقية المؤسسة العسكرية .
ومصر ليست أقل من العدو الصهيونى الذى يُبادر بسُرعة إجراء التحقيقات وقد فعل ذلك فى أعقاب حرب اكتوبر 1973 للوقوف على مدى تقصير قادة الجيش الإسرائيلى وأسباب الهزيمة ، وهو ما عُرف فى حينه بـ « لجنة أجرانات « وكذلك فى أعقاب حرب 2006 التى اتهم فيها آنذاك ايهود أولمرت بالتقصير بسبب اخفاق اسرائيل فى تلك الحرب ، وقضى على تاريخه السياسى لهذا السبب .
كما أنه صدر مؤخراً كتاب فى إسرائيل باسم « الدُب ضد العقرب» الذى يتناول الدروس المُستفادة من فشل جيش اسرائيل فى حرب الرصاص المصبوب عامى 2008 و2009   قام بكتابته العقيد احتياط بجيش الاحتلال الإسرائيلي « شلومو جوردن « الذي تضمن انتقادات لاذعة وفضح مزاعم قادة جيش اسرائيل .
ويستطرد « حمودة « اليس حرياً بجيشنا ان يجرى تحقيقات لنعرف ماهية الدروس المُستفادة من عملية الاعتداء مؤخراً  على نقطة رفح وما قبلها ؟ . .  ، ويتساءل كيف تم ضرب 6 من أفراد الشرطة المصرية قيل ان ذلك تم عن طريق الخطأ من نيران صديقة ! .
ويواصل الخبير في  مكافحة الارهاب: طبيعة جبال أفغانستان مُختلفة عن سيناء ، فجبال أفغانستان بها كهوف طبيعية مُتسعة ، من المُمكن ان يعيش فيها آلاف المُسلحين بمُعداتهم وأسلحتهم ، وكان هذا ومازال وراء سبب إخفاق قوات التحالف الدولي فى مُكافحة والقضاء على المُسلحين ، وهنا يجب الحذر والتنبيه من مغبة عمليات التضليل والخداع والشائعات ، التى تروجها الجماعات التكفيرية الإرهابية لصرف نظر القوات العسكرية المصرية عن الأماكن الحقيقية الأخرى التى يختبئون فيها ، وليس من المعقول ان يتسع جبل الحلال للأعداد التى يُعلن عنها وتصل الى خمسة  آلاف مُسلح  ، وأخشى ان تنجح عمليات التضليل ، بسبب المعلومات الغائبة عن قوات مصر المُسلحة .
ويُضيف : « مساحة شبه جزيرة سيناء تبلغ 56 الف كيلومتر مربع ، وهى تعادل مساحة دولة اليابان ، والجيش يحتاج الى مُدة استعدادات وتخطيط لا تقل عن ستة اشهر لكى يجدد ملف المعلومات ويستكمل النواقص الفنية الخاصة بطبيعة الأرض فى سيناء ، تواكبها عمليات مُنظمة لمكافحة البؤر الإرهابية ، وبذلك سيتمكن من القضاء الفعلى على كافة الجماعات المسلحة ، شريطة استخدام الأساليب الواردة :
• تقسيم شبه جزيرة سيناء الى قطاعات وتبدأ الأولوية لمسح المناطق التى يُشتبه فى وجود جماعات مُسلحة بها ، بإستخدام أجهزة الرصد الجوية المتطورة ، وهذه التكنولوجيا أصبحت مُتاحة لكل جيوش العالم .
• الإقتحام الرأسى وليس الأفقى ، وذلك عن طريق الإنزال الجوى لقوات خاصة من أفراد الصاعقة ، الذى تسبقه عمليات إستطلاع

ومسح وتصوير للمناطق المتوقع إستخدامها من طرف المُسلحين .
• كما يُمكن الإستعانة بفصائل تقفى الأثر الموجودة لدى قوات حرس الحدود ، كما انه توجد عناصر من بين بدو سيناء لديها خبرات فى « قص الأثر « التى تمكنهم من تقفي الاثر وتحديدا اثار أقدام الهاربين ، وهى موهبة يملكونها فى التعرف على المسار والطريق الذى تسلكه السيارات والدواب فى الصحراء ، وللأسف الشديد تقوم فرقة قصاصي الاثر ، احد وحدات المخابرات الإسرائيلية « الموساد « بالإستعانة بعشرات من قصاصي الاثر العرب من بدو صحراء النقب في عمليات تقفي الاثر والبحث عن المطلوبين ، وغالباً تنجح فى القبض على الجناة .
• وضع نقاط مُراقبة عسكرية مُتنقلة ، على ان يتم عمل التمويهات اللازمة لنقاط  مماثلة تبادلية بعيدة عن الأماكن الأصلية للمناطق التى سيتم اقتحامها.
ويجب توضيح ان حرب القوات العسكرية النظامية مع العصابات المُسلحة غير متوازنة ، وعادة لاتنتصر الجيوش على العصابات فى الجبال والأحراش ، ولمزيد من التوضيح لابد من ان تعقب عمليات تطهير المناطق الجبلية غلق كل الجيوب واى كهوف ضماناً لعدم عودة المُسلحين إليها مرة أخرى .
وحول مدى حقيقة تهديد خطة «عوز» الإسرائيلية وهل تهدد أمن مصر وتعطل قوات الجيش المصرية عن استمرار المهام فى القضاء نهائياً على الخلايا المُسلحة فى سيناء يقول العميد «حسين حمودة «  : « اليوم أشبه بالبارحة فإسرائيل تستخدم كثيراً أساليب سيكولوجية للتأثير على الرأى العام المصرى بتخويفه ، وقد فعلت ذات الشيء فى الفترة التى أعقبت حرب 67 وحتى قبل حرب اكتوبر التى انتصرت فيها مصر ، بأن خط بارليف من المستحيل اقتحامه وانه سد منيع وما شابه ذلك ، وفى ذات الاطار كشفت مؤخراً مجلة الدفاع الإسرائيلية «يسرائيل ديفينس» عن خطة عسكرية ينفذها الجيش الإسرائيلي على سبيل الاحتراز لأي مواجهة عسكرية مع الجيش المصرى ، واضافت بان دخول  عدد كبير من الدبابات المصرية لمنطقة شمال سيناء ، بدون اتفاق مسبق مع إسرائيل ، يُعتبر بداية فى اتجاه طريق لحدوث صدام عسكرى مع مصر ، وهذا يُفسر أموراً كثيرة أهمها ان اسرائيل تخشى من تنامى تواجد قوات عسكرية فى سيناء ربما تكشف عمليات تريد اسرائيل بقاءها خفية على مصر ، وأعتقد ان مصر يقظة لمثل تلك الألاعيب وغيرها ، حتى انه حينما عرضت امريكا مساعدة الجيش المصرى فى سيناء رفضت قيادة  القوات المسلحة اى مُساعدة تدفع لقدوم عناصر بشرية أجنبية فى سيناء ، فقط رحبت مصر بالدعم السياسى وأعربت عن قدرتها فى حماية أراضينا .
ويؤكد الدكتور « عبد الغنى الشماع « استاذ علوم الجولوجيا بمعهد بحوث البترول ان : « جبل الحلال وجبل لبنى من الجبال الرسوبية وطبيعتها غير مُعقدة بالمرة ، حيث لا توجد بها تجاويف أو كهوف ، وهى لا تختلف كثيراً عن جبال الصعيد التى يهرب إليها المطاريد أو جبال المقطم ، وكثيراً ما يذهب الجيولوجيين الى جبل الحلال فى عمليات بحثية ، وذلك سيراً على الأقدام ، إذن تستطيع القوات العسكرية إقتحامها ، كما ان الهاربين المسلحين يفعلون ذات الشئ ، فالقول انها مثل « تورا بورا « فى أفغانستان أمر غير حقيقى ، كما ان الجيش المصرى تمكن ابان حرب اكتوبر من اقتحام خط بارليف ، وأماكن اكثر صعوبة من جبل الحلال  بكثير ، وهذا الجبل توجد له صور بهيئة المساحة الجيولوجية موضح بها مخرات السيول ، وهذا يقود لسؤال مهم لماذا التقصير وطيلة المدة فى القضاء على المُسلحين ؟ . . وهل من الصعب تثبيت كاميرات تصوير على الجبال اسوة بما فعل حزب الله فى لبنان ؟ ، كما ان اسرائيل  أيضاً تراقب حدود مصر بسصفة مستمرة « . 
ويستطرد الدكتور « الشماع « : « من الناحية الفنية عملية رصد المسلحين فى شبه سيناء ليست مستحيلة أو صعبة كما يزعم البعض ، وانا متأكد ان الكلية الفنية العسكرية تملك صوراً ومعلومات كافية عن سيناء ، وليس من الصواب تصوير العملية بما يشبه قصة أدهم الشرقاوى .