كم يساوى الحبل ؟
خبرة مفاده أن أحد المواطنين الكويتيين عرض عشرين مليون دولار حتى يتمكن من شراء حبل أعد مشنقة أنهت حياة صدام حسين ، ويحاول أن يتفاوض مع مقتدى الصدر الزعيم الشيعى بالعراق فالحبل بحوزته ، وقد يتساءل العديد ولماذا يتكبد هذا المبلغ حتى لو كان من الأثرياء والعشرين
مليون لاتعنى بالنسبة له إلا القليل ، لكن لغة العقل والحكمة تقول أن هذا التصرف ينبئ عن سفه والملايين فى العالم جوعى والأوبئة والأعاصير والحروب والضحايا من الأبرياء كثر والمشردون من الفقر لايحصون ، فلتوجه الأموال الوجهة الصحيحة لإنقاذ الأطفال والمرضى ويحصد هو الثواب العظيم والدعاء له بمزيد من الخير الوفير ، لكن هناك مغزى أيضا من الإقدام على تلك الخطوة رغم إختلافنا معه ، فالسكين الذى مزق الكويتيين والجراح الغائرة مازالت تدمى أفئدتهم كلما عادوا بالذاكرة إلى العام الأسود حينما إستيقظوا على ضياع الوطن واحتلاله من الشقيق والجار بدلا من أن يكون عونا وسندا عند الشدائد ، عام 1990 مازلنا ندفع ثمنه حتى الآن حروبا وإرهابا وقواعد عسكرية فى المنطقة العربية ومحو دولة ذات شأن تاريخ وحضارة علم وثقافة إستطاع صدام بفعلته النكراء وصلفه وتجبره أن يجر المنطقة كلها إلى الوراء عندما أعلن أن الكويت المحافظة التاسعة عشر ، وجيشت الجيوش من 38 دولة لتردعه وتجره على أعقابه ليعود خائب الرجاء وقبل أن يكمل عامه الأول فى الغزو الفاشل عادت الأرض الى أصحابها ، لكن الشر المتغلغل فى نفس صدام حسين المريض بجنون العظمة أى ألا يترك المدينة إلا بعد حرق آبار النفط السبعمائه ليترك جمرة النار متقدة فى الأرواح وقد تكبدت الكويت فى إطفائها خسائر لاتعد أو تحصى ، تلوثت البيئة وعانى الأبرياء وإلى الآن إنتشار السرطان بشكل ملحوظ ، دفن صدام الأسرى فى مقابر جماعية كشفت عنها حرب الخليج الثانية وكانت الكويت تأمل عودتهم ولو بعد حين وكان من بينهم سيدات أيضا قضى عليهم
جميعا ، عندما أعطى اوامره باقتحمام المدينة سرقت الطائرات من المطارات وكل ماطالته أياديهم كأعتى اللصوص ولم تسلم المستشفيات وحضانات الرضع والصغار الذين ألقوا بهم وطرحوهم أرضا لتنقل الأجهزة من فورها إلى بغداد ، ولأن الدناءة والنخوة زالت عنه من زمن أغتصبت النساء وعذبت وقتل العديد من الأبرياء
وهرب السكان من ديارهم وتفرقوا فى بلاد الله ، وكان السؤال المطروح لماذا ؟ لماذا لم يستمع لصوت العقل والنصيحة المخلصة (عد أدراجك الحرب تدق طبولها ) إن دخلت أمريكا فلن تخرج للأبد سيتقاسمون النفط
تلك حفرة ومخطط سيغرقنا جميعا إلا انه صم آذانه
لن ننتهى إذا عددنا مساوئه فلا نتعجب الآن حينما يدفع المواطن الكويتى الملايين فى حبل أنقذ الإنسانية من شيطان وأعاد للكويت الإستقلال من جديد ولنلتمس له بعض العذر ( من يده فى الماء ليس كمن يده فى النار)