بعضنا سذج.. وبعضهم فاسدون
بعض العاملين في المجال الإعلامي يعلمون جيدا أن هناك نسبة، قد تكون كبيرة أو قليلة، من الذين يتبعون الأجهزة الأمنية المختلفة، وأنهم وصلوا إلي مراكزهم هذه بفضل تعاملهم مع هذه الأجهزة، وبعضنا يعلم كذلك أن هناك نسبة مماثلة أو هي نفسها من غير الشرفاء الذين يستغلون وظيفتهم، كصحفي أو اعلامي، في التربح وفي ابتزاز المصادر، وهناك اتفاق بين أغلب الصحفيين والاعلاميين علي بعض الأسماء التي تتصدر المشهد الإعلامي، لكن أن يصل الحد إلي أن بعض أو أغلب المسئولين يتشككون في نية كل من يكتب ضدهم، هذا بالنسبة لي هو الجديد، حيث إنني لم أتخيل أبدا أن أحد المسئولين يبحث حول سيرة وأخلاق من ينتقده قبل أن يتصل به، لكنه حدث وقد تيقنت من هذا بنفسي، منذ أيام كتبت بعض السلبيات التي تخص جهات بعينها، اتصل بي بعض المسئولين من هذه الجهات، وأخبروني أنهم سألوا عني جيدا قبل أن يتصلوا بي، وأنهم تأكدوا من نظافة يدي وتاريخي، وأنني من الشخصيات الساذجة التي تكتب من أجل الوطن والمواطن.
وعرفوا أيضا أنني بعد خمس وعشرين سنة من العمل في الصحافة أسكن في شقة ايجار جديد لعدم قدرتي المالية علي استئجار أو تملك شقة، وصارحوني بما جمعوا عني من معلومات، وأبدوا ارتياحهم واطمئنانهم، ودهشت جدا لسؤالهم عن سيرتي ونواياي وتاريخي، وأوضحت لهم اندهاشي هذا: لماذا السؤال؟، قالوا لي: لكي نعرف كيف نتعامل معك، وفهمت ضمنا أنهم تأسفوا بشدة لتيقنهم أنني ساذج ومن الذين يحاربون طواحين الهواء، وفهمت أيضا أنهم كانوا يتمنون أن أكون علي غير ما عرفوا، لماذا؟، لكي يسهل عليهم إقناعي بعكس ما كتبت وتراجعي عنه، فقلت لبعضهم: القانون يعطيك الحق في الرد، وأنا وغيري ملزمون بنشر ردكم