بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

المثقفون يطالبون بدستور جديد


بغض النظر عن رأي‮ ‬أغلبية الشعب المصري‮ ‬بالموافقة أو الاعتراض علي‮ ‬التعديلات الدستورية إلا أن ما حدث‮ ‬يعد بداية حقيقية لبناء وطن ديمقراطي مدني،‮ ‬فثورة‮ ‬25‮ ‬يناير والتي قادها شباب لا‮ ‬يملكون مالاً‮ ‬أو سلاحاً‮ ‬أو قلماً‮ ‬وإنما‮ ‬يملكون حساً‮ ‬وطنياً‮ ‬وحباً‮ ‬لبلد أعزها الرحمن،‮ ‬فالشباب تصدروا ثورة وغيروا نظاماً‮ ‬حاقداً‮ ‬علي‮ ‬الديمقراطية وجانحاً‮ ‬عن تحقيق حقوق الإنسان والمساواة ورافضاً‮ ‬للعدالة،‮ ‬فعلها الشباب بالقدر الذي لم‮ ‬يفعلها المثقفون والتي‮ ‬من المفترض أن‮ ‬يكونوا في‮ ‬طليعة الأمم وقادة أي‮ ‬ثورات وأساس أي تغيير‮.. ‬لماذا صمت المثقفون في‮ ‬أيام الثورة وهل سيطول الصمت أم نحن بحاجة إلي‮ ‬مثقف جديد‮ ‬يعلي من شأن الوطن العزيز ويحقق آمال المصريين في‮ ‬الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة‮.‬
يقول الدكتور حامد طاهر،‮ ‬المثقف البارز‮: ‬لقد شاركت في‮ ‬الاستفتاء وقلت‮ »‬لا‮« ‬لتعديل الدستور،‮ ‬وذلك للأسباب الآتية،‮ ‬فإنني‮ ‬مع موافقتي علي‮ ‬كل التعديلات التي‮ ‬أجريت إلا أنها مع ذلك ليست كافية وكان من المفترض بعد نجاح ثورة‮ ‬يناير المتكاملة الأركان،‮ ‬أن‮ ‬يتم إعداد أولاً‮ ‬وقبل كل شيء لوضع دستور جديد،
‮ ‬والتخلي‮ ‬تماماً‮ ‬من هذا الدستور المليء بالثغرات والذي‮ ‬يضع في‮ ‬يد رئيس الجمهورية أكثر من خمسين سلطة تجعله فرعوناً‮ ‬جديداً‮!.. ‬كذلك هناك أشياء في‮ ‬الدستور القديم وهي‮ ‬نسبة‮ ‬50٪‮ ‬من العمال والفلاحين،‮ ‬فأنا أرفض التعديلات في‮ ‬الدستور القديم واتمني‮ ‬وضع دستور جديد‮ ‬يناسب المرحلة الجديدة التي‮ ‬تمر بها مصر الجديدة‮.. ‬ثم بعد ذلك نبدأ في‮ ‬الإعداد لانتخابات مجلس الشعب‮ »‬أما مجلس الشوري‮ ‬فليس له داع في بلادنا علي‮ ‬الإطلاق لأنه عديم الفاعلية‮« ‬فلابد في انتخاب رئيس الجمهورية القادم وفقاً‮ ‬لدستور‮ ‬يضعه الشعب في‮ ‬ظل ثورة جديدة‮.
‬ويضيف د‮. ‬طاهر‮: ‬وقد‮ ‬يقال بأن المجلس العسكري‮ ‬الأعلي‮ ‬يريد أن‮ ‬يسلم السلطة سريعاً‮ ‬لذلك كان تعديل مواد في‮ ‬الدستور القديم،‮ ‬وأنا أقول لماذا لا تسلموا السلطة سريعاً‮ ‬لمجلس رئاسي‮ ‬مكون من مدنيين وهو الذي‮ ‬يقوم بوضع دستور جديد والإشراف علي‮ ‬انتخاب رئيس الجمهورية وانتخابات مجلس الشعب ويعود جيشنا المحترم للدفاع عن حدود مصر‮.‬
والدكتور عاطف العراقي الفيلسوف النبيل،‮ ‬قال‮: ‬لقد ذهبت لأداء واجبي الانتخابي‮ ‬لأنني‮ ‬مواطن مصري‮ ‬اعتز بمصريتي ووطني‮ ‬واستطيع أن أقول إنني لم أوافق علي‮ ‬التعديلات الدستورية التي‮ ‬تم الاقتراع عليها،‮ ‬صحيح أنني‮ ‬أقدر كل التقدير لثورة الشباب وكيف ضحوا بالنفس والمال وسقط منهم المئات شهداء وتعرضوا للرصاص الحي‮ ‬وكأننا نحارب دولة معتدية،‮ ‬وأستطيع القول بأن التعديلات التي‮ ‬تم الإعلان عنها لا تمثل مطالب الشباب،‮
‬فطالما وجدت ثورة اقتعلت حكم فاسد ظل ثلاثين عاماً‮ ‬فلابد أن توجد تعديلات شاملة وجوهرية بحيث‮ ‬يتغير الدستور تماماً،‮ ‬لأنه دستور تم وضعه من قبل حركة‮ ‬1952‭.‬‮. ‬ويضيف‮: ‬بالفعل لقد ظلمنا عصر الملكية وظلمنا أعظم رؤساء مصر وهو مصطفي‮ ‬النحاس باشا الحاكم الديمقراطي،‮ ‬فبعد حكم مصطفي‮ ‬النحاس وحتي‮ ‬الآن لم تعش مصر في‮ ‬ديمقراطية فمصر في‮ ‬ظل ثورة شبابها الهمام‮ ‬يجب أن تكون دولة ديمقراطية مدنية‮.. ‬فمصر كانت قبل حركة‮ ‬1952‮ ‬مزدهرة في‮ ‬آدابها وعلومها وفنونها،‮ ‬ولذلك لكي‮ ‬تعود مصر إلي‮ ‬صفات هذا العصر وأفضل،‮ ‬فلابد من تغيير الدستور حتي‮ ‬يتفق مع الأهداف التي‮ ‬سعي‮ ‬إليها شباب مصر،‮ ‬فلابد من وضع دستور بالقدر الذي‮ ‬يرضي أرواح الشهداء الذين رحلوا عن دنيانا‮.‬
ويقول د‮. ‬شوقي جلال مقرر

لجنة الترجمة بالمجلس الأعلي للثقافة والمفكر الوطني‮ ‬ذهبت لصناديق الاقتراع في‮ ‬يوم الاستفتاء لكي‮ ‬أقول‮ »‬لا‮« ‬وذلك لأن الدستور سقط بالفعل ولم‮ ‬يعد مقبولاً‮ ‬جملة وتفصيلاً‮ ‬منح سلطات لرئيس الدولة سلطة مطلقة،‮ ‬فالدستور القديم أي‮ ‬دستور قبل ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير جعل الحكم استبدادياً‮ ‬فاسداً‮ ‬وإيمانياً‮ ‬بأن مصر في‮ ‬حاجة إلي‮ ‬دستور جديد مثل دستور‮ ‬1954‮ ‬أو دستور‮ ‬1923‮ ‬مع إضافة بعض التعديلات التي‮ ‬تناسب العصر وتطوره لتنقل مصر إلي‮ ‬المجتمعات الحديثة‮.‬
وأقول كلمة قالها ابني‮ ‬المهندس خالد‮: »‬بأن الدساتير لا‮ ‬يكتبها فقهاء القانون،‮ ‬ولكن تكتب الدساتير بناءً‮ ‬لتجربة ثورة شعبية‮«‬،‮ ‬فالثورة لا‮ ‬يطلق عليها ثورة دون أن تلغي دستوراً‮ ‬قديماً‮ ‬وتضع دستوراً‮ ‬جديداً‮ ‬يستند إلي مبادئ الثورة،‮ ‬والتي‮ ‬أسقطت شرعية نظام سياسي‮ ‬سابق،‮ ‬فالدستور هو اتفاق شعبي‮ ‬علي‮ ‬مبادئ‮ »‬المواطنة‮« ‬والحكم في‮ ‬ضوء هذا التعريف‮ ‬يحدد ملامح دستورنا المأمول،‮ ‬لقد عشت علي‮ ‬مبادئ المواطنة خلال ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬نريد دستوراً‮ ‬يجمع الشعب المصري‮ ‬نحو هدف مشترك‮.‬
أما الناقد الكبير د‮. ‬صلاح فضل،‮ ‬ففرض الإعلان عن موافقته أو رفضه للتعديلات الدستورية،‮ ‬قائلاً‮: ‬هذا بيني وبين ضميري فالمهم لقد ذهبت ليوم الاستفتاء وأدليت بصوتي‮ ‬لأول مرة منذ‮ ‬1952‮ ‬ولأول مرة في‮ ‬حياتي،‮ ‬وهذا مؤشر دال علي‮ ‬التحول الديمقراطي‮ ‬الذي كنا نتمناه ومهما كانت نتيجة الاستفتاء بقبول أو رفض التعديلات فالقبول له مميزاته وعيوبه والرفض له أيضاً‮ ‬ميزاته وعيوبه،‮ ‬مهما كان رأيي والذي احتفظ به لنفسي،‮ ‬فأنا متقبل النتيجة التي‮ ‬يتفق عليها أغلبية المصريين وأستطيع أن أؤكد بأن الشعب المصري‮ ‬بدأ أول تجربة في السباحة نحو الديمقراطية والسباحة لا‮ ‬يمكن تعلمها إلا خلال مقاومة الماء والنجاة من الغرق،‮
‬ومهما كانت الأخطار التي‮ ‬يتعرض لها في‮ ‬التدريب فالممارسة هي السبيل الحقيقي‮ ‬للتغلب علي‮ ‬الغرق والوصول إلي‮ ‬بر النجاة الحقيقي‮.. ‬وأضاف د‮. ‬صلاح فضل أما ما‮ ‬يشاع بأن الاستفتاء هو اختبار لقوة التيار الديني،‮ ‬فهذا الرأي‮ ‬غير صحيح فليس معني‮ ‬الموافقة علي‮ ‬التعديلات التسليم بأن مصر دولة دينية،‮ ‬فأعتقد أن كل المصريين مهما كانت توجهاتهم‮ ‬يصرون علي‮ ‬أن تكون مصر دولة مدنية فمصر عبر تاريخها الطويل لم تعرف الدولة الدينية ولا‮ ‬يمكن تعليق مستقبلها علي‮ ‬هذه الفرضية‮.‬