بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مكامير الفحم تغتال أطفال القليوبية‮ ‬

مأساة حقيقية‮ ‬يعيشها الآلاف من ابناء‮ ‬قري بنها والقناطر خاصة الواقعة علي طرق خط‮ ‬12،‮ ‬فرائحة نواتج حرق الفحم وكمره‮ ‬تسببت في اصابة المئات بالامراض الصدرية وامراض العيون ورغم ان مشاهد جبال الاخشاب الجاهزة للحرق وشكائر الفحم الجاهز للبيع ظاهرة وبشكل علني‮ ‬الا انه‮ ‬لم‮ ‬يجرؤ مسئول واحد علي ازالتها ورفع المعاناة عن‮ ‬هؤلاء المواطنين البسطاء‮ ‬الذين تعودوا علي رائحة الدخان وعلي تنفس‮ ‬غازات ثاني اكسيد الكربون‮ .‬ وكشف تقرير صادر عن مركز المعلومات بمحافظة القليوبية عن وجود‮ ‬166‮ ‬مكمورة فحم نباتي‮ ‬في‮ ‬قري‮ ‬ومدن المحافظة،‮ ‬منها‮ ‬124‮ ‬في‮ ‬طوخ و27‮ ‬في‮ ‬شبين القناطر و5‮ ‬في‮ ‬بنها و3‮ ‬في‮ ‬الخانكة و3‮ ‬في‮ ‬حي‮ ‬شرق شبرا الخيمة و2‮ ‬في‮ ‬كفر شكر،‮ ‬وتعمل هذه المكامير بطريقة بدائية‮ ‬ينتج عنها تلوث الهواء بأكسيد الكربون الضار علي‮ ‬صحة الإنسان‮.‬

يقول سعيد عفيفي احد سكان منطقة المكامير إن قرية أجهور وحدها بها أكثر من‮ ‬100‮ ‬مكمورة،‮ ‬وهي‮ ‬أكبر قري‮ ‬مركز طوخ من حيث عدد السكان والتلوث البيئي‮ ‬الناتج عن هذه المكامير التي‮ ‬تنتشر داخل الكتلة السكنية رغم صدور قرارات بإزالتها منذ عام‮ ‬93‮ ‬وإعطاء أصحابها أكثر من مهلة للتطوير أو الغلق‮.‬

‮ ‬ويضيف قائلاً‮: ‬إن معظم أطفال أجهور مصابون بحساسية الصدر بسبب التلوث الناتج عن هذه المكامير،‮ ‬وطالب بسرعة إيجاد أماكن بعيدة عن الكتل السكنية لنقل هذه المكامير إليها،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬أنها أصبحت مصدر دخل لعدد كبير من المواطنين،‮ ‬ومن الصعوبة‮ ‬غلقها‮.‬

ويشير عبد المجيد جوده طلب عضو مجلس محلي القليوبية،‮ ‬إلي‮ ‬أن خط‮ ‬12‮ ‬من بنها حتي‮ ‬القناطر الخيرية‮ ‬يوجد عليه ما‮ ‬يزيد علي‮ ‬150‮ ‬مكمورة فحم نباتي،‮ ‬حيث تعمل ليلاً‮ ‬حتي‮ ‬لا‮ ‬يتم تحرير محاضر لأصحابها،‮ ‬بينما تتكون السحب السوداء علي‮ ‬طول الطريق فيصعب الرؤية ليلاً،‮ ‬كما تصيب هذه الأدخنة السامة الأهالي‮ ‬بالربو والحساسية الصدرية،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلي‮ ‬أن المجلس المحلي‮ ‬ناقش هذه المشكلة مراراً‮ ‬وأن جميع القرارات التي‮ ‬توصل إليها حبيسة الأدراج‮.‬

وأوضح‮ ‬احمد‮ ‬المسلمي عضو المجلس المحلي للمحافظة‮ ( ‬وفد‮) ‬أن مكامير الفحم تمثل مشكلة في‮ ‬غاية الخطورة علي‮ ‬المواطنين خاصة في‮ ‬الصيف نظراً‮ ‬لارتفاع درجة الحرارة،‮ ‬وكذلك ارتفاع نسبة الرطوبة في‮ ‬الجو مما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلي‮ ‬اختناق المواطنين واشار الي ان الحل‮ ‬يكمن في‮ ‬تخصيص أراض لها في‮ ‬صحراء الخانكة لنقلها إليها،‮ ‬مثلما حدث في‮ ‬مسابك شبرا الخيمة،‮ ‬فهذه المكامير كانت بالفعل خارج الكتلة السكنية ولكن المباني‮ ‬والعشوائيات زحفت إليها،‮ ‬فلابد من البحث عن حلول سريعة للحفاظ علي‮ ‬صحة المواطنين‮.‬

اما عصام‮ ‬غالي وكيل لجنة الامن بمحلي القليوبية‮ ‬فيقول‮: ‬تحولت مكامير الفحم إلي‮ ‬بؤر تلوث خطيرة حيث اصاب الدخان الأسود المتصاعد والانبعاثات الصادرة من

صناعة الفحم النباتي‮ ‬بالطرق العادية الآلاف من السكان بالأمراض الصدرية بسبب تصاعد‮ ‬غاز أول وثاني‮ ‬اكسيد الكربون وثالث اكسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين علي‮ ‬مرأي‮ ‬ومسمع جميع المسئولين‮. ‬ولا أحد‮ ‬يتحرك خوفا من تحالف الفاسدين مع اصحاب المصالح والبيزنس‮.‬

وأوضح ان كل دول العالم تقيم مصانع بمواصفات معينة لمكامير الفحم ولكننا مازلنا نتمسك بالطرق التقليدية القديمة ونرفض التطوير بكل اشكاله‮. ‬

وطالب محمود عبد العزيز‮ -‬المحامي-مدير مركز الحرية لحقوق الانسان بالقليوبية بضرورة اتخاذ اجراءات صارمة ضد اصحاب هذه المكامير التي‮ ‬تصدر عنها انبعاثات خطيرة تودي‮ ‬بحياة الكثيرين وتصيب البعض الآخر بالأمراض مشيرا إلي‮ ‬ان الاهالي قاموا بارسال العديد من الشكاوي‮ ‬للمسئولين دون جدوي‮ ‬لأن كل التصريحات التي‮ ‬صدرت حبر علي‮ ‬ورق لم‮ ‬ينفذ منها أي‮ ‬شيء حيث اصدر م.ماجد جورج وزير البيئة قرارا بوقف العمل بتلك المكامير ولم‮ ‬يتغير أي‮ ‬شيء‮ .‬

وأضاف ان اصحاب المكامير‮ ‬يضربون عرض الحائط بكافة القوانين بقرارات البيئة بإزالة هذه المكامير المحظورة ابنعاثاتها الملوثة‮.‬

ويؤكد الدكتور احمد‮ ‬يوسف‮ -‬ان تطوير مكامير الفحم باستخدام الأفران المطورة‮ ‬يؤدي‮ ‬إلي‮ ‬خفض الملوثات بنسبة أكثر من90٪‮.‬‭ ‬

وتساءل لماذا لم‮ ‬يتم تطوير مكامير محافظة القليوبية حتي‮ ‬الآن رغم الخطابات المتتالية التي‮ ‬ارسلتها وزارة البيئة للمحافظ المستشار عدلي‮ ‬حسين والمرفق بها المواصفات المعتمدة من الهيئة العامة المصرية للمواصفات والجودة،‮ ‬ويشير إلي‮ ‬أن محافظ القليوبية‮ .‬قد اعلن ان هناك تنسيقا مع وزارة البيئة والصندوق الاجتماعي‮ ‬لتمويل أصحاب المكامير العشوائية لتطوير أدائهم وشراء معدات وآلات حديثة بالاضافة إلي‮ ‬تخصيص قطعة أرض كبيرة لإنشاء مصانع فحم مطور بمدينة العبور لاتاحة فرص عمل لآلاف الشباب وإنتاج فحم خال من الشوائب ولتلافي‮ ‬الأضرار الناتجة من الانبعاثات ولكن كل هذه التصريحات لم تنفذ ومازال الاهالي‮ ‬يعيشون في كارثة بلا حل والبركة في البيزنس ولغة المصالح‮.