بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

ساركوزي: مصالحنا بليبيا في خطر

ساركوزي

دخل الرئيس الفرنسى ، نيكولا ساركوزى فى سباق مع الزمن من أجل إقناع المجتمع الدولى بضرورة سرعة إقامة منطقة حظر جوى فوق ليبيا بهدف منع القوات الموالية للعقيد الليبى ، معمر القذافى من التقدم باتجاه بنغازى معقل المناهضين لحكمه بعد تساقط العديد من المدن الشرقية الغنية بالنفط فى أيدى القوات الحكومية الموالية له.

ويخشى الرئيس ساركوزى فى واقع الأمر من اتهامه بالتسرع فى الاعتراف بمعارضى العقيد القذافى ومن ثم تعريض المصالح الإقتصادية الفرنسية المتعددة فى ليبيا للخطر فى حال تمكن العقيد القذافى من إعادة إحكام سيطرته على جميع الأراضى الليبية.

وكان الرئيس ساركوزى قد فاجأ العالم أجمع لا سيما شركاءه الأوروبيين بالاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا كممثل شرعى ووحيد للشعب الليبى فى محاولة ظاهرة لاستعادة الثقة فى الدبلوماسية الفرنسية من خلال الانحياز إلى الثورات الشعبية العربية بعد أن اتهمت السياسة الخارجية الفرنسية بالفشل فى قراءة الواقع و استباق الأحداث بعد التأييد الصارخ الذى أبدته فرنسا للنظامين المصرى و التونسى السابقين فى وقت كان فيه نظام حسنى مبارك و زين العابدين بن على يترنحان تحت وطأة السخط الشعبى .

وكانت السياسة الخارجية للرئيس ساركوزى قد تعرضت لهجوم عنيف داخل فرنسا بعد أن أمضى رئيس وزرائه ، فرنسوا فيون إجازة رأس السنة الميلادية فى مصر على نفقة حسنى مبارك وهو نفس الخطأ الذى ارتكبته وزيرة خارجيته

المقالة ، ميشال أليو مارى عندما أمضت نفس الإجازة فى تونس بدعوة من رجل أعمال مقرب من بن على .

و يأمل الرئيس ساركوزى فى الحصول على تأييد قوى لخطته لفرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا من وزراء خارجية مجموعة الثمانى المجتمعين حاليا فى باريس غير أن المعلومات القادمة من هناك تشير إلى فشل فرنسا فى الحصول على تأييد هذا التكتل الدولى العملاق كخطوة مهمة لاستصدار قرار من مجلس الأمن لفرض منطقة الحظر الجوى لحماية السكان المدنيين من قصف قوات العقيد معمر القذافى .

ويشعر الرئيس ساركوزى مع ذلك بقدر من التفاؤل حيال إمكانية نجاح جهوده بمساعدة بريطانيا فى مجلس الأمن لصالح فرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا بعد تأييد الجامعة العربية لإقامة هذه المنطقة حفاظا على حياة السكان المدنيين الليبيين وبعد أن أعاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما التأكيد على أن العقيد القذافى فقد شرعيته .