بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

«مِنْ فَضَائِلِ شَهْرِ رَمَضَانَ»(3)

بوابة الوفد الإلكترونية

شَهْرُ رَمَضَانَ خَصَّهُ اللهُ بِفَضَائِلَ كَثِيرَةٍ، مِنْهَا:

* إنَّهُ شَهْرُ الْقُرْآنِ أَنْزَلَ اللهُفِيهِ كِتَابَهُ الْمَجِيدَ -هُدًى لِلنَّاسِ وَشِفَاءً لِلْمُؤْمِنِينَ، يَهْدِى لِلَّتِى هِيَ أَقْوَمُ، وَيُبَيِّنُ سُبُلَ الرَّشَادِ-.

فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَنْزَلَهُ اللهُ إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ فِى سَمَاءِ الدُّنْيَا دَفْعَةً وَاحِدَةً فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ بَدَأَ نُزُولَهُ عَلَى نَبِيِّنَا- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَذَلِكَ، فَقَالَ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» «البقرة: 185».

* وَمِنْ فَضَائِلِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أَنَّ اللهَ جَعَلَ فِيهِ تَصْفِيدَ الشَّيَاطِينِ، وَإِغْلَاقَ أَبْوَابِ النِّيرَانِ، وَفَتْحَ أَبْوَابِ الْجِنَانِ.

فَفِى شَهْرِ رَمَضَانَ يَقِلُّ الشَّرُّ فِى الْأَرْضِ؛ حَيْثُ تُصَفَّدُ وَتُشَدُّ مَرَدَةُ الْجِنِّ بِالسَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ وَالْأَصْفَادِ، فَلَا يَخْلُصُونَ إِلَى إِفْسَادِ النَّاسِ كَمَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِى غَيْرِهِ؛ لِاشْتِغَالِ الْمُسْلِمِينَ بِالصِّيَامِ الَّذِى فِيهِ قَمْعُ الشَّهَوَاتِ، وَلِاشْتِغَالِهِمْ بِالْقُرْآنِ وَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ.

وَالْعِبَادَاتُ تُهَذِّبُ النُّفُوسَ وَتُزَكِّيهَا، قَالَ رَبُّنَا -جَلَّتْ قُدْرَتُهُ-: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» «البقرة: 183».

فَكَأَنَّ اللهَ كَتَبَ الصِّيَامَ عَلَيْنَا وَعَلَى مَنْ قَبْلَنَا؛ لِكَيْ نَتَحَصَّلَ مِنْ وَرَاءِ الصِّيَامِ عَلَى التَّقْوَى، فَلِذَلِكَ تُغْلَقُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ -يَعْنِى أَبْوَابَ الْجَنَّاتِ-؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ كَثِيرٌ، وَالْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ وَفِيرَةٌ .

قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ -وَفِى رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ-: فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ،

وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ». وَهَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.

* وَفِى رَمَضَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَأَكْرَمُ زَمَانٍ عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- هُوَ الشَّهْرُ الَّذِى أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ الْقُرْآنَ.

وَهَذَا الزَّمَانُ الَّذِى أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ الْقُرْآنَ يَجِبُ أَنْ يُخَصَّ بِعَمَلٍ زَائِدٍ؛ لِأَنَّ الرَّسُولَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَدَبَ إِلَى إِحْيَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَدَلَّ عَلَى الثَّوَابِ الْعَظِيمِ الَّذِى يَتَحَصَّلُ عَلَيْهِ مَنْ يُحْيِى لَيْلَةَ الْقَدْرِ.

وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ فِيهَا تِلْكَ النِّعْمَةُ الْعَظِيمَةُ، وَالْمِنَّةُ الْجَلِيلَةُ الَّتِى لَمْ تُؤْتَ الْبَشَرِيَّةُ قَبْلَ نَبِيِّنَا- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهَا، وَهِيَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ.

فَهَذِهِ مُنَاسَبَةٌ مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ الَّتِى جَعَلَ اللهُ فِيهَا مِنَ الْفَضْلِ مَا هُوَ مَعْلُومٌ وَمِنَ الْخَيْرِ مَا هُوَ مَشْهُورٌ مَشْهُودٌ؛ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةُ الَّتِى كَرَّمَهَا اللهُ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ ظَرْفًا لِنُزُولِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِيهَا، فَشَرَّفَهَا اللهُ بِهَذِهِ الْفَرِيضَةِ، وَجَعَلَ هَذَا الشَّهْرَ مُبَارَكًا أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ.

وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ أَجمَعِينَ.