عماد الدين أديب يكتب:أزمة الربيع العربي
ما هي الثورة؟
الثورة منذ عهد تعريف سقراط وأرسطو في اليونان القديمة هي إحلال نظام جديد بواسطة الجماهير لنظام قديم يعتقد من يثور عليه أنه مستبد وظالم وفاسد.
ويتحدث «مونتسكيو» من كبار فلاسفة ومنظري السياسة الفرنسيين أن الثورة لا تتحقق إلا وفق استكمال ثلاثة شروط:
1 ـ إسقاط النظام القديم ومؤسساته.
2 ـ عمل عقد جديد ينظم علاقة الحاكم بالمحكوم من خلال وثيقة هي الدستور.
3 ـ الشعب مصدر السلطات الثلاث وهي السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وضرورة الفصل الكامل بينها.
دون هذه المبادئ أو محاولة العبث بها، فإن الثورة أو الفعل الثوري يصبح معرضا للإجهاض أو الفشل أو يمكن الانقلاب عليه.
إلا أن الشرط الأساسي لنجاح هذا المشروع الثوري يكمن بالدرجة الأولى في الوعي السياسي والثقافي للشعب الذي يخرج إلى الشارع رافعا شعار الثورة.
ثورة بلا شعب واع بالأهداف، ومحلل عميق لطبيعة الواقع الذي تتصدى له، هي مشروع ثورة مضادة لنفسها!
ولا يمكن تفسير التعسر الذي تواجهه ثورات الربيع العربي الآن في تونس وليبيا واليمن إلا أنه جزء من هذه الأزمة.
التفسير الأسهل لأزمة ثورات الربيع العربي أن هناك مؤامرات من النظم القديمة تريد الانقضاض عليها.
يتعين علينا بشجاعة مواجهة النفس أن نسأل ما دخل النظام القديم في الترويع الذي تقوم به القوى الظلامية في تونس من أجل تخويف المواطن التونسي ومنعه من ممارسة حرية التعبير وتهديد أسلوب الحياة المعتدلة التي كان
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط