بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

سيارات بلا صاحب تثير الذعر بين المواطنين

بوابة الوفد الإلكترونية

سيارات بلا صاحب تتخذ من الشوارع مقراً دائماً تحل ضيفاً ثقيلاً فجأة على السكان.. لا يعرفون كيف ومتى ومن أين أتت؟.. لكنها بمرور الزمن تصبح من معالم الشارع وتتراكم عليها الأتربة وتتوالى عليها السنون فيتخذها الكلاب والقطط وأحياناً الثعابين مرتعاً ينتشرون منه إلى كل مكان ويهاجمون السكان.. ويتخذها الخارجون على القانون مأوى ومركزاً لممارسة كل أنواع المخالفات.. فتصبح قنابل موقوتة فى الشوارع، أما الكارثة الأكبر أن بعض تلك السيارات تستخدم فى العمليات الإرهابية التى يقوم بها أعداء الوطن.. خاصة أن كثيراً منها بدون لوحات معدنية وغير معروفة لدى سكان أى منطقة تتواجد بها.

هذه السيارات التى تمثل لوناً من ألوان الفوضى فى الشوارع لم يسلم منها حى أو منطقة.. المدهش أنك عندما تسأل.. لا تجد إجابة.. ولا يقوم أحد بالإبلاغ عنها.. ولا يتحرك المسئولون لرفعها.. حتى يضطر صاحبها للسؤال عنها!

فى شوارع المحروسة، تجد العديد من السيارات التى لا صاحب لها، تعد هدايا مجانية للجماعات الإرهابية، لاستهداف قوات الأمن، وإرهاب المواطنين، قنابل موقوته تنتظر الانفجار بين الحين والآخر، حالة من الرعب يعيشون فيها الأهالى بسبب تواجدها دون معرفة مصدرها أو صاحبها.

وتعد تلك السيارات فرصة ذهبية، لأى جماعة إرهابية تريد تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وغيرهم من تجار المخدرات والمتعاطين للسموم، تكون تلك السيارات ملاذاً لهم من نظرات المارة وأعين قوات الأمن، فضلاً عن بعض الشباب يستغلون تلك السيارات للممارسة الرذيلة بها فى أوقات متأخرة من الليل.

وإذا رصدنا تاريخ العمليات الإرهابية الفترة الماضية، نجد تفخيخ السيارات المتروكة فى الشوارع أبرزها، وكان آخرها بتاريخ 24 مارس العام الماضي، انفجار سيارة مفخخة فى شارع المعسكر الرومانى بمنطقة رشدى وسط الإسكندرية، ما تسبب فى استشهاد شخص وإصابة 4 من أفراد الشرطة.

ومن قبلها حادث تفجير القنصلية الإيطالية فى 11 يوليو 2015، عندما نفذت الجماعات الإرهابية عملية فى قلب القاهرة بتفجير سيارة مفخخة بنصف طن متفجرات أمام القنصلية الإيطالية فى القاهرة، ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة 9 آخرين.

وعملية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات فى 29 يونيو 2015، بعد استهداف موكبه باستخدام سيارة مفخخة مسروقة.

وفى 24 يناير 2014، استخدمت الجماعات الإرهابية سيارة نصف نقل مفخخة لتفجير مديرية أمن القاهرة، وأسفرت عن وفاة  4 أشخاص وإصابة 76 آخر، بالإضافة إلى تفجير مديرية أمن الدقهلية ليلة 24 ديسمبر 2013، قتل فيه 16 من رجال الشرطة وقيادات مديرية الأمن، وأصيب نحو 150 آخر، وعملية تفجير مديرية أمن جنوب سيناء يوم 7 أكتوبر 2013، عندما استهدف الإرهابيون مبنى المديرية بواسطة سيارة مفخخة، ما أسفر عن تدمير المبنى بالكامل ومقتل ثلاثة من ضباط الشرطة.

وبحسب دراسة أجرتها الدكتورة عزة كريم، بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فإن السيارات المتروكة فى الطرق أو عند محطات البنزين أو المقرات الدبلوماسية، هى سلاح فى يد البلطجية

والإرهابيين لترويع وقتل المصريين، فى ظل تباطؤ المسئولين بالأحياء، مطالبة بالانتباه لهذه المشكلة ومواجهتها بوسائل الحماية والأمان المجتمعى والسلامة على الطريق.

وأشارت الدراسة إلى وجود ما يقرب من 7 آلاف سيارة خردة تنتشر فى شوارع القاهرة والجيزة، يستغلها الخارجون على القانون فى الأعمال المنافية للآداب وتعاطى المخدرات.

 

الأهالى: «عايشين فى رعب والعربيات بلا صاحب»

جولة ميدانية أجرتها «الوفد»، فى الشوارع بالمناطق الشعبية ببولاق الدكرور، وبعض المناطق الراقية كالمهندسين، ورصدت العديد من السيارات التى اعتلتها تلال الأتربة، بعضها قديم وبعضها حديث تعرض للتلف من طول مدة وجودها بالشارع مرتعاً لكل ألوان المخالفات.

«مش عارفين العربيات دى تبع مين».. هكذا قال أحمد جمال الدين، بقال، إن السيارات القديمة ملأت الشوارع، وأمام منزله سيارة لا يعلم من هو صاحبها، وكثيراً ما سأل الأهالى عن صاحب السيارة ولم يعلموا عنها شيئاً.

وأضاف أن الأهالى كلما يشاهدون على شاشة التليفزيون حادث تفجير سيارة مفخخة كانت متواجدة أمام مبنى سكنى أو جهة حكومية ما، يزيد الشعور بالخوف من تلك السيارات المتواجدة أمام منازلهم.

من جانبه قال يسرى طالب، قهوجى: إن بولاق الدكرور بها عشرات السيارات القديمة، لا نعلم لها صاحب، وتثير مخاوف السكان من إمكانية استغلالها.

وأشار إلى أن خطورة السيارات القديمة أمام المنازل لا تتوقف على حد التفجير فقط، بل هى منبع للزواحف القاتلة، وتابع: «كثيراً ما تخرج من السيارات ثعابين وعقارب وخلافه، كذلك الفئران والقطط وتثير الرعب خاصة على الأطفال».

ومن بولاق الدكرور إلى المهندسين، وجدنا أكثر من سيارة متواجدة لا يعلم المارة وأصحاب المحلات من هو صاحبها، فمع بداية شارع جامعة الدول العربية وجدنا سيارة اختفت معالمها من تراكم الأتربة، وبسؤال فايز النجار، بائع تسالى، قال: «والله معرف عنها حاجة وسألنا عنها كثيراً ولم يفيدنا أحد بمعلومة».

وتابع: «كل لما بنشيل عربية من هنا.. ميعديش أسبوع إلا لما بنلاقى عربية تانية وثالثة بدالها»!