بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

بالمستندات: الفساد بقطاع التجارة

تؤكد المستندات التي‮ ‬حصلنا عليها أن هناك قيادات في‮ ‬وزارة التجارة والصناعة خلال فترة الوزير رشيد قد سعوا في‮ ‬الوزارة فساداً‮ ‬ومفسدين لبعضهم البعض مستغلين اهتمام الوزير وقيادات الوزارة بالسفر والترحال لمقابلة الملوك وشيوخ وأمراء الخليج‮.. ‬علي‮ ‬حساب الأمور الداخلية للوزارة ومن النماذج التي‮ ‬سعت في‮ ‬الوزارة فسادا في‮ ‬عهد الوزير الأسبق طارق عطية رئيس قطاع الشئون المالية والاقتصادية والملقب‮ »‬بالامبراطور‮«‬،‮ ‬وأدهم نديم المدير التنفيذي‮ ‬لمركز تحديث الصناعة والممنوع من السفر حاليا بقرار من النائب العام ونسوق بين الحين والآخر نماذج من فسادهما الذي‮ ‬يبدو أنه‮ ‬يتشابه إلي‮ ‬حد كبير مع خيوط العنكبوت لا تدري‮ ‬من أين‮ ‬يبدأ وعند أي‮ ‬نقطة‮ ‬ينتهي‮.. ‬ماذا فعل هذان الاثنان في‮ ‬الفصل الجديد من مسلسل الفساد الكبير في‮ ‬وزارة التجارة والصناعة‮.. ‬نبدأ بترزي‮ ‬القوانين والمناقصات والمكافآت والحوافز وإبرام العقود بالوزارة رئيس قطاع الشئون المالية والاقتصادية الملقب بالامبراطور طارق عطية‮ .. ‬قام طارق عطية في‮ ‬يوم الاثنين الموافق‮ ‬2008‭/‬12‭/‬1‮ ‬بإبرام عقد مؤقت مع شاب حاصل علي‮ ‬ثانوية عامة عام‮ ‬1993‮ ‬ويدعي‮ ‬ياسر‮ ‬يحيي‮ ‬محمد الشريف وتاريخ ميلاده من واقع العقد‮ ‬1976‭/‬3‭/‬1‮ ‬وتم بمقتضي‮ ‬هذا العقد تعيين هذا الشاب الحاصل علي‮ ‬ثانوية عامة في‮ ‬وظيفة مدير تنفيذي‮ ‬لمراكز تكنولوجيا الأثاث براتب شهري‮ ‬9‮ ‬آلاف جنيه في‮ ‬مشهد أقل ما‮ ‬يوصف به أنه‮ »‬مسخرة‮«.. ‬هذا الشاب الحاصل علي‮ ‬الثانوية العامة أوكل له طارق عطية عدة أعمال في‮ ‬العقد وكل عمل لوحده في‮ ‬حاجة إلي‮ ‬خبير محنك لتنفيذه‮. ‬كانت المهمة الأولي‮ ‬للشاب إعداد خطة عمل مراكز تكنولوجيا الأثاث،‮ ‬والمهمة الثانية‮ (‬من واقع العقد‮) ‬هي‮ ‬متابعة الأعمال اللازمة لتأهيل المقر المؤقت لمركز تكنولوجيا الأثاث بالعاشر من رمضان،‮ ‬والمهمة الثالثة هي‮ ‬الإشراف علي‮ ‬إعداد‮ ‬18‮ ‬دورة تدريبية علي‮ ‬الدهانات والتنجيد والأويما،‮ ‬والمهمة الرابعة هي‮ ‬الإشراف علي‮ ‬عمل بحث عن أنواع وماهية واستخدامات الخشب البلاستيك،‮ ‬والمهمة الخامسة للشاب الطيب حامل الثانوية العامة والتي‮ ‬أوكلها له طارق عطية هي‮ ‬الإشراف علي‮ ‬عمل دراسة جدوي‮ ‬لإنشاء مصنع‮ »‬MDF‮«‬،‮ ‬وكانت المهمة السادسة هي‮ ‬إعداد ملف اجتماع لجنة تسيير المركز،‮ ‬والمهمة السابعة هي‮ ‬الإشراف علي‮ ‬إعداد ورشة عمل،‮ ‬أما المهمة الثامنة فكانت التسويق لخدمات المركز‮. ‬وجاء في‮ ‬البندين الرابع والخامس للعقد الموقع بين الشاب ورئيس قطاع الشئون المالية والاقتصادية أن مدة العقد تبدأ من‮ ‬2008‭/‬12‭/‬1‮ ‬ونتهي‮ ‬في‮ ‬2009‭/‬6‭/‬30،‮ ‬ويتعهد الطرق الأول بأن‮ ‬يؤدي‮ ‬إلي‮ ‬الطرف الثاني‮ ‬راتباً‮ ‬شهرياً‮ ‬شاملاً‮ ‬جميع المزايا المالية وقدره تسعة آلاف وسبعمائية وتسعة عشر جنيهاً‮ ‬وثلاثة وأربعون قرشاً‮ ‬لاغير ويستحقه كل شهر بعد مباشرة أعمال الوظيفة وذلك وفقاً‮ ‬لتقرير الإنجاز الشهري‮ ‬ولا‮ ‬يستحق أي‮ ‬مكافأة أخري‮ ‬دون سواها إلا بعد موافقة السلطة المختصة علي‮ ‬أن‮ ‬يتحمل الطرف الثاني‮ (‬الشاب‮) ‬جميع الضرائب والتمغات،‮ ‬ويتحمل الطرف الأول قيمة أقساط التأمينات المقررة لصالح الأول قيمة أقساط التأمينات المقررة لصالح الطرف الثاني‮!! ‬تصوروا معي‮ ‬شاباً‮ ‬حاصلاً‮ ‬علي‮ ‬ثانوية عامة‮ ‬يعينه رئيس

قطاع في‮ ‬وظيفة مدير تنفيذي‮ ‬يشرف علي‮ ‬دراسات جدوي‮ ‬وأبحاث دقيقة وخدمات تسويقية‮.. ‬الشاب ليس ذنبه أنه ذهب إلي‮ ‬وزارة التجارة ليبحث عن فرصة عمل ولا نستطيع أن نلومه وإنما كل اللوم أولاً‮ ‬للوزير السابق الذي‮ ‬كان‮ ‬يفوض طارق عطية في‮ ‬العديد والعديد من الأمور المالية المهمة وغيرها وأطلقه‮ ‬يفعل في‮ ‬الوزارة كيفما شاء،‮ ‬أما طارق عطية نفسه فإنني‮ ‬أطالب النائب العام وجميع الأجهزة الرقابية بأن‮ ‬يتم فحص كافة الملفات التي‮ ‬كان‮ ‬يمسكها هذا الرجل الداهية الذي‮ ‬كان لا‮ ‬يتواري خجلاً‮ ‬في‮ ‬أن‮ ‬يفعل ما‮ ‬يشاء بالوزارة في‮ ‬أي‮ ‬مكان وزمان‮!‬

وبقي‮ ‬أن نشير في‮ ‬هذه النقطة إلي‮ ‬العقد الذي‮ ‬أبرمه عطية مع‮ ‬يحيي‮ ‬أحمد شفيق خريج الفنون التطبيقية دفعة‮ ‬1990‮ ‬وكان راتبه‮ ‬يصل إلي‮ ‬12‮ ‬ألف جنيه شهرياً‮.‬

أما عقد لمياء محمد مهدي‮ ‬أحمد قرني‮ ‬الحاصلة علي‮ ‬بكالوريوس فنون جميلة فكان‮ ‬ينص علي‮ ‬أن راتبها الشهري‮ ‬هو‮ ‬1843‮ ‬جنيها خلاف العلاوات الخاصة والعلاوات الاجتماعية ومنحة عيد العمال‮.. ‬من بين الأوجه الأخري‮ ‬للفساد في‮ ‬وزارة التجارة والصناعة‮ ‬يحكي‮ ‬أنه في‮ ‬2009‭/‬9‭/‬1‮ ‬قام بنك تنمية الصادرات فرع القاهرة‮ ‬10‮ ‬طلعت حرب برج ايڤرجرين بصرف شيك رقم‮ ‬01765503‮ ‬إلي‮ ‬مركز تحديث الصناعة وكانت قيمته مليوناً‮ ‬و300‮ ‬ألف جنيه وحمل الشيك توقيع محمد قناوي‮ ‬وكيل الحسابات ورفعت محمود عبدالجليل مدير عام الشئون المالية وتم صرف الشيك دون علم وزارة التجارة وبتعليمات من طارق عطية رئيس قطاع الشئون المالية والاقتصادية وإلي‮ ‬الآن لا‮ ‬يدري‮ ‬أحد ماذا فعل أدهم نديم المدير التنفيذي‮ ‬لمركز تحديث الصناعة وطارق عطية بهذا المبلغ؟ هل تم إنفاقها علي‮ ‬القضية المتعلقة بمركز أساس دمياط والمبني‮ ‬المخالف للمواصفات الذي‮ ‬انفق عليه أدهم نديم‮ ‬7‮ ‬ملايين جنيه وثمنه لا‮ ‬يتعدي‮ ‬750‮ ‬ألف جنيه علماً‮ ‬بأن الأرض تم توفيرها للمركز ببلاش‮.. ‬إلي‮ ‬هذه اللحظة لا أحد‮ ‬يعلم شيئاً‮ ‬عن مصير هذا المليون والـ‮ ‬300‮ ‬ألف جنيه ويبدو أن القطة أكلته‮!!!‬