بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

فرنسا عينها على الاتحاد من أجل المتوسط

يرى وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه أن إعادة تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط "ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى"، لكن خبراء يقولون: إن ذلك صعب في غياب محاورين في الجنوب وتعبئة حقيقية في الشمال.

ففي ظل الانقلاب في المشهد السياسي في كل من تونس ومصر وليبيا، واحتمال انتقال عدوى الثورات الى دول اخرى في المنطقة، اعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد ان "اعادة تأسيس" الاتحاد يتصدر أهدافه.

وأطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في يوليو 2008، الاتحاد من أجل المتوسط الذي ضم نحو أربعين دولة في عضويته، منها تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على المتوسط إضافة الى الدول الـ27 التي يتكون منها الاتحاد الأوروبي.

غير أن انسداد الافق أمام عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي كان الاتحاد ملتزما بدعمها، أدت الى إصابته بالشلل.

كما ان تركيا ودول أوروبا الشمالية لم تستثمر جهودا كبيرة في هذا الاتحاد بينما كان أكبر طموحات تونس والمغرب يتمثل في التقارب مع الاتحاد الاوروبي.

ومطلع 2011، سقط نظاما الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك اللذين كانا من أركان الاتحاد من أجل المتوسط في الجنوب.

لكن الان جوبيه ونيكولا ساركوزي ما زالا يأملان في اقناع نظرائهما في بروكسل الجمعة بضرور إعادة تأسيس الاتحاد.

وقال هنري غينو مستشار الرئيس الفرنسي: إنه ينبغي "تعزيز البعد السياسي" للاتحاد من اجل المتوسط.

وقال جوبيه: ان من مهام الاتحاد تعزيز "تنمية تتيح لمواطني الجنوب ان يعيشوا في بلادهم وان يجدوا فيها السلام والحرية والعمل والازردهار".

واشار بوضوح الى المخاطر الناجمة عن الهجرة الجماعية في حال اضطراب الاوضاع في هذه الدول جنوب المتوسط.

لكن الامر قد ينتهي، في ظل غياب الطروحات الملموسة، بمجرد تعزيز سياسة الاتحاد الاوروبي تجاه جيرانه من دول جنوب المتوسط.

فخلال زيارة الى باريس الخميس، اكتفى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالحديث عن ضرورة التنسيق بين هذه السياسة المعززة والاتحاد من

أجل المتوسط.

أما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، فقد تحدثت عن "تقديم الدعم الاقتصادي على المدى المتوسط والبعيد ودعم التنمية في المنطقة".

وقالت اليزابيث غيغو الوزيرة الفرنسية السابقة لشئون الاتحاد الاوروبي: ان الاتحاد من أجل المتوسط كان فكرة جيدة لكنها "فقدت مصداقيتها".

وتحدثت عن "فشل سياسي" لنيكولا ساركوزي في هذا المجال.

وأضافت غيغو ذات الميول الاشتراكية: ان "الان جوبيه، الذي يحيط بالموضوع تماما، فهم ما ينبغي فعله: ابتكار شيء جديد".

وتابعت: "على الاتحاد الأوروبي ان يشعر بمسئولية تجاه الجنوب لأنها الطريقة الوحيدة التي من شأنها وضع حد للهجرة غير الشرعية".

أما خليفتها في الوزارة الان لاماسور ذو التوجهات المحافظة، فيشير الى عدم وجود "محاورين" من الجهة الاخرى. ويقول: "طالما أن الامور لم تستقر بعد، فلا بد من التريث في اتخاذ القرارات".

من جهة اخرى، يشير ديدييه بيون من معهد الابحاث الدولية والاستراتيجية الى ان الاتحاد من اجل المتوسط وقع في خطأ يصعب الخروج منه، وهو عدم التوصل الى حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

ويقول: إن "الادارة المشتركة للتحديات المتعلقة بالهجرة" من دول أفريقيا جنوب الصحراء قد تشكل مشروعا مهما.

ويخلص الى القول: "اذا كانت إحدى أفكار الاتحاد من أجل المتوسط هي مساعدة شركائنا في الجنوب على حل هذه المشاكل، فذلك سيكون فكرة ممتازة".