تركيا وايران تتنافسان على زعامة الفن
هل إغراق شاشات الفضائيات المصرية بالدراما التركية يشبه تماماً إغراق السوق المصري الشعبي بالبضائع الصينية، وإذا كانت الأخيرة تأتي إلي الباب من خلال الباعة الصينيين الذين يطرقونه يومياً
في المناطق الشعبية، فقد نجحت الدراما التركية أن تدخل البيت المصري عبر عشرات الفضائيات الخاصة التي تتسابق فيما بينها بعرض «ليلي - وسيلا - والزهرة البيضاء - والأوراق المتساقطة - وحريم السلطان» وغيرها من المسلسلات التركية، التي تأخذ وجدان المشاهد بالصورة الجميلة للمكان وسحره وسرعة الإيقاع وطريقة الحكي الذي يشدك إلي نهاية الحلقات وعبر الصوت واللهجة السورية وهو بالتأكيد إغراق مقصود وله أهداف، ليس فقط نشر الثقافة التركية فقط وهي لا تناسبنا في الكثير منها في التقاليد والعادات، لكن المقصود الترويج السياحي والجمال والإبهار الذي يكسو جبال وشوارع تركيا في معظم المشاهد، والمقصود أيضاً الريادة الدرامية بعد أن نجحت تركيا بالدراما في اقتحام السوق الخليجي من قبل وتسللت إلي وجدان المشاهد العربي عبر الدبلجة السورية القريبة من اللهجة العربية في الشام والخليج، وأنتجت تركيا وبعدها سوريا دراما الإبهار خاصة التاريخي الذي يتطلب مقومات وإمكانيات في المكان وفنية وبشرية أيضاً.
وبالمناسبة مصر تمتلك مقومات أكبر وأهم من تركيا وسوريا لكن نحن تعودنا علي التقشف في الميزانية بما يخدم الشكل الدرامي والصورة وركزنا علي ميزانية النجم، وفي النهاية نحصد عملاً درامياً فقيراً 90٪ من مشاهده تتم بين أربعة جدران، بينما هم يستخدمون الشوارع والجبال والفنادق والمطاعم وكل شيء يعكس جمال ومقومات بلدهم، وإذا كانت تركيا تسيدت المنطقة بدراما المنظر والصورة وسوريا بمسلسلات الإبهار التاريخي، ففي التاريخ إيران التي تثير الجدل في المنطقة كل عام بمسلسل «عقائدي» بعد أن نجحت في التسلل لمصر والعالم العربي بمسلسل «يوسف الصديق» تعود من جديد بفرقعة درامية أخري من خلال مسلسل «محمد رسول الله» رغم الرفض القاطع من كل الجهات الإسلامية وجبهة العلماء في العالم الإسلامي لتجسيد شخصية الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، لكن ستنفذ إيران ما تريد ويتسلل العمل للفضائيات المصرية وتخطف إيران الأنظار بعمل مرفوض دينياً، كما تم رفض تجسيد شخصية يوسف الصديق من قبل ومازلنا نحن في مصر نقف بين أسدين يتناحران علي فرض السيادة والريادة والنفوذ الإعلامي، ونحن