بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

رجال الشرطة .. فين؟!


حالة الرعب التي‮ ‬تسود الآن والانفلات الأمني‮ ‬تقتضي‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ »‬الشرطة والشعب‮ ‬يداً‮ ‬واحدة‮« ‬في‮ ‬مواجهة البلطيجة‮.. ‬وأعداء الوطن الحقيقيون الذين‮ ‬يروعون المواطنين وينشرون الفوضي‮ ‬في‮ ‬ربوع مصر ويسرقون الفرصة بالثورة وسقوط رموز الفساد،‮ ‬ويعطلون مسيرة الاصلاح‮. ‬فلا‮ ‬يكان‮ ‬يخلو شارع من شجار وكل من‮ ‬يهوي‮ »‬المخالفات‮ ‬يرتكبها ويساعد علي‮ ‬ذلك‮ ‬غياب رجال الشرطة عن مواقع كثيرة‮. ‬المواطنون‮ »‬يصرخون‮« ‬من الانفلات وسطوة اعمال البلطجة والشجارات التي‮ ‬تتحول إلي‮ ‬معارك دامية وتخلف قتلي‮ ‬ومصابين‮. ‬أعمال‮ »‬التوقيف‮« ‬التي‮ ‬تتم في‮ ‬وضع النهار من قبل الخارجين علي‮ ‬القانون والسرقات بالإكراه‮ ‬وإشهار الاسلحة في‮ ‬وجه المواطن الأعزل‮ ... ‬بل وتعدد الشكاوي‮ ‬من عمليات سرقات للمنازل‮ .. ‬كلها أمور تقتضي‮ ‬بعودة الشرطة بأمر عاجل وفاعل في‮ ‬شوارع مصر،‮ ‬لحماية المواطنين واطفالهم الذين امتنع الكثيرون منهم عن الذهاب إلي‮ ‬المدارس،‮ ‬والشعب‮ ‬يريد أيضا عودة الانضباط والنظام والسيولة المرورية،‮ ‬بعدما أصبحت المخالفات وسير عكس الطريق صورة متكررة ومفزعة علي‮ ‬الطرق السريعة والداخلية،‮ ‬كل ماهو محظور استباحته فئة تستحق الملاحقة والعقاب والسؤال الآن‮ .. ‬كيف‮ ‬يعود الأمن للشارع المصري‮. ‬وما سر استمرار‮ ‬غياب رجال الشرطة في‮ ‬كثير من المناطق التي‮ ‬يصرخ اهلها من سيطرة البلطجية واعمال العنف؟

 

وإذا كنا نريد فتح‮ »‬صحفة جديدة‮« ‬في‮ ‬العلاقة بين الشرطة والمواطنين‮ . ‬فلماذا لا‮ ‬يكون‮ »‬حماية المواطن وامنه‮« ‬الآن‮ .. ‬فرصة لرجال الشرطة للتصالح مع الشعب‮!‬

حالة الانفلات الأمني‮ ‬التي‮ ‬حدثت في‮ ‬مصر عقب انسحاب الأمن ووزارة الداخلية بعد‮ ‬يوم الغضب‮ ‬28‮ ‬يناير الماضي‮ ‬في‮ ‬أعقاب ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير هزت المجتمع ومازالت أصداؤها تنشر الرغب بين المواطنين بعد أن تأكد للجميع أن الفوضي‮ ‬اصبحت هي‮ ‬القانون السائد الآن وتحولت بعض اللجان الشعبية التي‮ ‬تكونت لحماية البلاد إلي‮ ‬بؤر للبلطجة والعنف وفرض الإتاوات علي‮ ‬المواطنين‮ .. ‬وانتشار اعمال العنف وعدم الاكتراث بأي‮ ‬قوانين وخير دليل علي‮ ‬ذلك حالة الفوضي‮ ‬العارمة في‮ ‬المرور وتحدي‮ ‬الجميع لكل اللوائح والقوانين وتحديهم أيضا حتي‮ ‬بعض رجال المرور الذين بدأوا تولي‮ ‬أعمالهم في‮ ‬بعض الشوارع والميادين‮. ‬

مفردات الفوضي‮ ‬والإنهيار الأمني‮ ‬في‮ ‬الشارع المصري‮ ‬لا تحتاج لجهد كبير لرصدها بل عليك ان تسير في‮ ‬شوارع وطرقات مصر لترصد بعينك تلك الحالة مشاجرات هنا وهناك بلطجة بدءت معالمها تظهر في‮ ‬تعامل سائقي‮ ‬الميكروباص والتبل عين لهم للمواطنين التي‮ ‬كانت موجودة ولكنها زادت بشكل اصبح‮ ‬يهدد أمن هؤلاء المواطنين وفوضي‮ ‬السيارات في‮ ‬الشوارع والسير عكسي‮ ‬الإتجاه والاحتكاك برجال المرور‮. ‬

 

زادت السرقات والنهب في‮ ‬الشوارع،‮ ‬علي‮ ‬مدي‮ ‬الأيام القليلة الماضية شهدت الكثير من المناطق أعمال عنف وبلطجة في‮ ‬المطرية حيث قام مسجلون خطر باطلاق الأعيرة النارية مما أثار الرعب في‮ ‬نفوس المواطنين الذين لجأوا للقوات المسلحة وفي‮ ‬السيدة زينب نشبت العديد من المشاجرات والمعارك بالاسلحة النارية بمنطقة الكبش وزينهم مما اسفر عن مقتل‮ ‬4‮ ‬اشخاص‮. ‬كما أثار بعض البلطجية الرعب في‮ ‬نفوس تلاميذ كانوا‮ ‬يستقلون أتوبيس المدرسة وتم تهديد السائق لولا تدخل كثير من المواطنين في‮ ‬ميدان الجيزة‮.‬

فضلا عن الفوضي‮ ‬التي‮ ‬يثيرها سائقو الميكروباص والتوك توك‮. ‬اصبحت السلوكيات والتعاملات مفرداتها البلطجة التي‮ ‬لم تعد مقصورة علي‮ ‬المشبوهين من معتادي‮ ‬الإجرام ومحترفي‮ ‬الجريمة بل اصبحت من سمات كثير من أفراد الشعب وأصحاب الاراضي‮ ‬والعقارات‮. ‬

للأسف لم‮ ‬يعد للقانون سلطة في‮ ‬ظل هذه الظروف ولم‮ ‬يعد أيضا للأمن مكان ويبدو أن المواطن اصبح ليس أمامه حل إلا أن‮ ‬يأخذ حقه‮ ‬بذراعه امام سطوة وبلطجة الفئات التي‮

‬يتعامل معها‮. ‬وحالة الانفلات اصبحت من معالم حياتنا‮ ‬يمارسها سائقو الميكروباص ضد الزبائن‮ ‬يفرضون الآن الأجرة التي‮ ‬يقررونها هم وخاصة في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬امتنع فيه سائقو النقل العام عن العمل لمدة‮ ‬10‮ ‬أيام كاملة اصبح المواطنون ضحية ولقمة سهلة لسائقي‮ ‬الميكروباص‮ ‬يفرضون عليهم ما‮ ‬يشاءون من أجرة ومن معاملة سيئة ومن‮ ‬يعترض من الزبائن لا‮ ‬يجد إلا سيلاً‮ ‬من الشتائم والإهانة،‮ ‬والسائقون انفسهم ضحايا لنوع آخر من البلطجة‮ ‬يفرضها عليهم مجموعة من‮ »‬فتوات الشوارع‮« ‬والبلطجية والمسجلين خطر الذين‮ ‬يفرضون‮ »‬الكارتة‮« ‬عليهم طول الطريق‮ .. ‬وبعد الغياب الأمني‮ ‬زادت بلطجة الميكروباص واصبحت صورة صارخة في‮ ‬الشارع لا‮ ‬يستطيع أحد ردعها‮. ‬

وبالأمس القريب اقتحمت مجموعة من البلطجية إحدي‮ ‬المدارس الخاصة بمصر الجديدة وروعوا الطلبة بها ولولا تصدي‮ ‬بعض مدرسي‮ ‬الألعاب وأمن المدرسة لهم وإدخالهم للأولاد داخل الفصول لحدثت مهزلة راح ضحيتها أولادنا وأطفالنا الصغار ولعل هذه الواقعة تزامنت مع مخاوف الآباء والأمهات من عودة المدارس والدراسة في‮ ‬ظل هذا الانفلات الأمني‮ ‬وعدم عودة الأمن بكامل طاقته إلي‮ ‬الشوارع المصرية الأمر جد خطير وأمن أولادنا الآن اصبح مهدداً‮ .. ‬أولياء الأمور الحريصون علي‮ ‬ذهاب أولادهم إلي‮ ‬المدارس‮ ‬يرفضون ركوب أولادهم لأتوبيسات مدارسهم ويقومون بتوصيل أولادهم بسيارتهم الخاصة‮.‬

السرقات والنهب وترويع الآمنين في‮ ‬منازلهم ايضا أكدا لكثير من سكان شبرا الخيمة بالقليوبية ومدينة السلام ودار السلام بالقاهرة وخاصة الأماكن العشوائية في‮ ‬حدائق القبة حيث قام أحد المواطنين الذين‮ ‬يقومون بتربية الكلاب لحراستهم ببتر ساق صاحب كافتريا لاعتراضه علي‮ ‬ترك الأول للكلاب التي‮ ‬تروغ‮ ‬الآمنين في‮ ‬المنطقة‮.‬

وفي‮ ‬الخليفة قام بلطجيان باقتحام شقة وأتلفا جميع محتوياتها انتقاما من صاحبها ومستغلين الانفلات الأمني‮ ‬الآن وتأكدهم من عدم محاسبتهم‮.‬

وفي‮ ‬الإسكندرية أثارت مجموعة من البلطجية حالة الذعر بين المواطنين وفرضوا الإتاوات المالية علي‮ ‬اصحاب المحلات التجارية والمقاهي‮ ‬والشوارع الرئيسية في‮ ‬وضح النهار تحت تهديد السنج والسيوف والكلاب الشرسة وقاموا بتحطيم المقاهي‮ ‬والمحلات التي‮ ‬رفضت دفع الإتاوة‮.‬

وفي‮ ‬القليوبية وتحديدا في‮ ‬شبرا الخيمة استأجر مالك أحد العقارات البلطجية للتعامل مع المستأجرين فطعنوا احدهم بمطواة واصابوا آخرين في‮ ‬مشاجرة استخدمت فيها الأسلحة البيضاء بسبب الخلاف علي‮ ‬دفع قيمة فاتورة المياه‮. ‬كما تتعرض الآثار لأعمال سرقة بشكل كبير كما حدث في‮ ‬منطقة الأهرامات حيث قام مسلحون بالسطو علي‮ ‬مخزنين للآثار‮.‬