بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

السباق الإعلامى والإنتخابات الرئاسية

مع بدء سباق إنتخابات رئاسة الجمهورية بدأ السباق الإعلامى حول هذه الإنتخابات ، وقد بدا التنافس الإعلامى قوياً ، وبدت الجهود واضحة فى محاولة للإستحواذ على إهتمام الجمهور و الحصول على نصيب وافر من كعكة الإعلانات وتحقيق تفوق مهنى على المنافسين .

وقد حرصت أغلب المحطات التلفزيونية المصرية  على تقديم أفضل ما جادت به أذهان فرق إعدادها ومستشاريها من حيث الشكل والمضمون ، فالأمر ليس سهلاً ، فالمادة الأساسية لهذا التنافس واحدة لدى جميع المحطات ، وهى " مرشحى الرئاسة " ، لذا فكان البحث عن الشكل الأفضل والأكثر جاذبية ، والمضمون الأكثر إفادة للجمهور ، وبما يسمح بتقديم صورة كاملة عن كل مرشح وبرنامجه وتصوراته ورؤيته حول الموضوعات المطروحة .
وحتى الآن تتقدم شبكة " سى بى سى " فى برنامجها الخاص بسباق الرئاسة ، وبدا الجهد واضحاً ، ومحاولات الإبداع ظاهرة ، وجودة الإعداد وحرفية التقديم واضحة ، إضافة إلى التميز  بتقديم جزء تحليلى لما قدمه كل مرشح من خلال مجموعة من الإعلاميين والسياسيين .
أما شبكة " النهار " فقد دخلت فى شراكة برامجية مع قناة " فرنسا 24 " ، وهى تجربة جيدة من حيث الشراكة المصرية الغربية فى هذا المجال ، وهى محاولة جيدة لتقديم رؤية مختلفة .
أما شبكة الحياة فدخلت فى  شراكة مع قناة " بى بى سى " ولكن كانت بدايتها متأخرة عن منافسيها ، وكذلك البرنامج يتم تقديمه مسجلاً ،  والتجربة جيدة من حيث المبدأ ، والشراكة فى حد ذاتها ثمرة جيدة لتعاون مفيد ، ويبقى تأخير البداية عن بقية المنافسين ، وتقديم البرنامج مسجلاً وليس على الهواء ، أمراً له مبرره عند أصحاب البرنامج وإدارة الشبكة .
بينما بدأت شبكة " أون تى فى " الإعلان عن برامج مناظرات الرئاسة ، وهى فى هذا تأخذ منحىً مختلفاً ، يحقق تميزاً عن الآخرين ، من خلال تلك المناظرات التى لم تقدمها الشبكات الأخرى  .
أما التلفزيون المصرى فيقدم برنامجاً من خلال شركة " صوت القاهرة " ، هذا البرنامج مختلف تماماً عما تقدمه قنوات الإعلام الخاص ، ولكن هذا الإختلاف لايعنى التميز ، بل قد يشير إلى العكس ، فالبرنامج يعده ويقدمه شخص واحد وهو الأستاذ " طارق حبيب " ، ومع كل تقديرنا لهذا الإعلامى ، إلا أن البرنامج يعد " أفقر " البرامج الخاصة بالرئاسة شكلاً ومضموناً ، حيث يفتقد إلى الفكر المتنوع والرؤى المختلفة والحوار الثرى ، كما أن الشكل الذى إعتمده البرنامج يعد شكلاً تقليدياً ولايسمح للمشاهد بتقييم كل مرشح من خلال رؤية متكاملة لما يقدمه كل مرشح ، كما يفتقد لعوامل

جذب المشاهدين  .
ولعلنا نتساءل هل قدم الأستاذ " طارق حبيب " البرنامج بإعلاناته لشركة صوت القاهرة ، وهو ما يجنب التلفزيون أية خسائر مادية ، ومن ثم فلا إعتراض من التلفزيون على شكل البرنامج ، أم أن الشركة هى التى كلفت مقدم البرنامج بإعداده وتقديمه ، وهنا نسأل عن أسباب إختيار هذا الشكل البرامجى  " العادى جدا " ، وهل حقق البرنامج عوائداً مادية من الإعلانات ؟
وعند مشاهدة البرنامج نتساءل لماذا  لم يتم الإستعانه بمجموعة من الصحفيين والإعلاميين وتكوين فريق إعداد على مستوى عال يحقق الثراء المطلوب فى الحوار ، ولماذا لم يتم الإستعانة بأى من مذيعى قنوات التلفزيون أو حتى الإذاعة للمشاركة فى تقديم هذا البرنامج بما يحقق الجودة المطلوبة  ؟
وهل كان لقيادات إتحاد الإذاعة والتلفزيون ووزارة الإعلام رأى فى هذا البرنامج ، أم أنهم لايتدخلون فى مثل هذه الأمور ؟
إن هذه النوعية من البرامج لم نشهد لها مثيل من قبل ، فتلك أول إنتخابات رئاسية حقيقية تشهدها البلاد ، فكان الأولى أن يكون الإهتمام أكبر من مسئولى الإعلام المصرى الحكومى على أعلى مستوى ، وأقصد الوزير ورئيس الإتحاد ، فأهمية الحدث تستلزم إهتمام المسئولين ، وإن كانوا تدخلوا وتابعوا بالفعل ، فلماذا خرج البرنامج بهذا الشكل التقليدى ؟
إن ما يقدمه التلفزيون الحكومى  من برامج المرشحين وفقا للقواعد التى حددتها اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة ، يأتى ضمن دوره الوطنى ، ولايُعلى مرتبته فى أى تنافس فى هذا السباق  ، أما البرنامج الذى دخل به التلفزيون الحكومى دائرة التنافس مع بقية القنوات ، فهو لم يحقق له المستوى المنشود .
لقد خرج التلفزيون الحكومى من هذا السباق الإعلامى وهذه المنافسة الشديدة بين الشاشات المصرية ، دون تحقيق جذب جماهيرى أوعائدات مالية.