مصر تحترق
تكالبت قوى الشر لحرقها، خمسة حرائق ضخمة فى عشرة أيام، خمسة حرائق لتقضى على أصول البلاد، خمسة حرائق تحرق القلوب قبل الأبدان، مرة سيجارة وأخرى بماس والفاعل المعلوم المجهول، حرائق تمس السلام والاطمئان وقد أهم فى حرقها الأصدقاء قبل الأعداء،
حرقت القاهرة فى أيام ماضية، وتحرق مصر فى أيام حاضرة، سوف تحرق فى أيام قادمة كأنها تقول مصر ليست ولادة كما تخيلنا فقد عز الرجال المخلصين لوطنهم وتحاصرنا اليوم أشباح تريد ابتلاع السلطة والجاه وإن خسرت الرهان فالخراب فى الانتظار، مصر يحرقها أولادها تحت ستار السياسة والأديان، كالأطفال يلهون بعيدان الكبريت فتحترق الأيادى والأبدان، ولتذهب مصر إلى الجحيم، ومؤسسة عسكرية ما تبقى من الأمان يعتدى عليها، تقذف بالحجارة وألفاظ الهوان وهى حائرة بين الاستقواء والاستحواذ أو توصيل البلاد إلى بر الأمان.
ليت أمى كانت أمريكية وليست من أقاصى الصعيد فأهاجر إلى بلاد العم سام وأترك مصر التى عشقتها إلى من سيسقيها الذل والهوان، ويأخذها من شعرها إلى الجهل والخرافات تحت ستار الأديان، هل هناك عاقل بيننا يقول قولة حق أن ما يجرى اليوم بين الفرقاء هو العبث بمصير البلاد، وإن ظنوا يوماً أنهم كسبوا الرهان فهذا من الأوهام، فالشعب المطحون قد مل الكلام وظهرت له حقائق الإقدام فهم ليسوا من مصر إنهم هكسوس آخر الزمان إن تخطيطهم لتصبح مصر ولاية وهم عليها أولياء وأصبحت السياسة تعبر عن حسابات
مازلت أعيش على أمل أن تحكم فيه مصر بحاكم من أبنائها الأصلاء وأمامى رجال ثورة 19، وقد نفوا إلى أقاصى البلاد وسجنوا وشردوا وهم يهتفون الله أكبر والعزة لمصر حرة من تجارة وتجار الأديان والأوهام.
---
عضو الهيئة العليا