وداعًا جلال أمين.. حمل هموم وطنه في مؤلفاته.. وطالب بالعدالة الاجتماعية والاستقلال الاقتصادي
ودع الوسط الثقافي، واحدًا من أهم مفكريها وكتابها الأديب الكبير جلال أمين، الذي رحل عن عالمنا مساء الثلاثاء عن عمر يناهز 83 عاما، بعد حياة حافلة عمل خلالها على دراسة التغيرات الاجتماعية والثقافية في مصر.
لم تأتِ ثقافة الكاتب الكبير الراحل من فراغ، فقد ترعرع في أسرة ثقافية من الدرجة الأولى، فهو ابن الأديب أحمد أمين.
شغل الكاتب الكبير جلال أمين مناصب عدة، فكان أستاذا للاقتصاد بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
وللمفكر الاقتصادي والاجتماعي الراحل أكثر من 30 كتابا منها "ماذا حدث للمصريين؟..تطور المجتمع المصري في نصف قرن 1945-1995" و"محنة الاقتصاد والثقافة في مصر" و"الدولة الرخوة في مصر" و"التنوير الزائف" و"العولمة والتنمية العربية" و"المثقفون العرب وإسرائيل" و"شخصيات لها تاريخ".
نادي بالعدالة الاجتماعية والاستقلال الاقتصادي في كتاباته، التي طوعها لخدمة الوطن والشعب، فكان يؤمن أنه إذا تحققت العدالة والاستقلال الاقتصادي سينعم المجتمع بمعيشة سوية.
أثرى الأديب الراحل المكتبة العربية وعقول القراء المصريين والعرب بما احتوته مؤلفاته من مزج فريد بين التأريخ الاجتماعي والتحليل الاقتصادي والسياسي والفلسفة.
لم يكتفِ في مؤلفاته بتحليل الوضع الراهن لاقتصاد البلاد، وإنما كان يطرح أسبابها وربطها بالأوضاع الإقليمية والعالمية، كما كان يطرح حلولا لحل هذه الأزمات.
من أهم مؤلفاته، "وصف مصر في نهاية القرن العشرين" يقدم هذا الكتاب تصويرا بارعا لما آل إليه المجتمع في نهاية القرن العشرين، في الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام، وفي العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقة بين الطبقات، وبين الناس والحكومة، و"عولمة القهر : الولايات المتحدة والعرب والمسلمون قبل وبعد أحداث سبتمبر" يتناول الكتاب ما أسفرت عنه أحداث سبتمبر من زيادة حدة القهر وعلى الأخص للعرب والمسلمين وينتهي بخاتمة بعنوان ماذا بعد عولمة القهر"، و" عصر الجماهير الغفيرة" يتناول الكتاب جوانب من تطور المجتمع المصري خلال الخمسين سنة الأخيرة في مجالات : الصحافة، الاقتصاد، الثقافة، التليفزيون، السوبر ماركت والسياحة، الأزياء والحب، والعلاقة بين الدين
" خرافة التقدم والتأخر" الكتاب يثير شكوكا كثيرة في صحة الاعتقاد بفكرة التقدم والتخلف، وفيما إذا كان من الجائز وصف دول أو أمم بأنها متقدمة، وأخرى بأنها متخلفة أو متأخرة. و"مصر والمصريون في عهد مبارك " 1981 إلى 2008" يحلل وينتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية لمصر والمصريين في عهد الرئيس المخلوع مبارك.
"ماذا علمتني الحياة: سيرة ذاتية"، و" كشف الأقنعة عن نظريات التنمية الاقتصادية" ، و" شخصيات لها تاريخ" يتيح هذا الكتاب، الاقتراب الحميم من شخصيات شهيرة في التاريخ العربي والعالمي، عبر وجوهها المختلفة من أدبية وسياسية وفنية. و"رحيق العمر" وهو سيرة ذاتية أخرى له بخلاف ماذا علمتني الحياة. و" مصر والمصريون في عهد مبارك" الذي قدم فيه تحليل للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على مصر في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.. صدر بعد تنحى الأخير في ثورة 25 يناير. و" العرب ونكبة الكويت" .
في عام 2017، فاز أمين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب بمجال الدراسات الاقتصادية.