بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أسئلة ووصايا إلي الشبان والصبايا (3 - 3)

لم أكن أنتظر إجابات عن أول عشرة أسئلة طرحتها ونشرت فعلاً هنا، وفي موقعي، إلا أن الردود التي جاءتني تلقائياً جعلتني أفرح وأتعلم، وتصورت أنها مجرد عينة - غير ممثلة طبعاً - تعيد إلينا الثقة أكثر فأكثر بهؤلاء الشبان والصبايا، فقررت نشرها كما هي، مع ردّي القصير احتراماً، كما قررت أن أواصل طرح بعض ما أثارته هذه الأسئلة والوصايا وبدايات الردود قبل أن أواصل الوصايا والأسئة الأخري، خوفاً من زحمة الأسئلة علي حساب فرصة الاستيعاب والاحتشاد.

 

وهذه هي الدفعة الأولي:

السؤال الأول: هل وصلك مما حدث، معني لما هو "وطن" غير ما تسمعه في الأغاني الوطنية، ومباريات كرة القدم، وحصص التربية القومية، وخطب الساسة؟

أ. هالة

... نعم وصلني أن مصر وطننا نحن المصريين كلنا، وصلني إحساس بالمسئولية طوال الوقت عن وطني.

د. يحيي:

الإحساس بالمسئولية هو الذي يعطي للثورة جسداً، وللمستقبل معالم تبدأ من »الآن«.

د. أحمد أبوالوفا

.. لم يكن أبداً أي مما ذُكر في السؤال يمثل لي وطناً من قبل، فالوطن عندي قبل 25 يناير هو نفسه الوطن بعده فيما أحسه، الوطن لي هو الناس، لن أكون مبالغاً إن ذكرت أن »وطني هو المصريين« أتذكر جداً رحلتي الأولي خارج البلاد وكيف أني عانيت كثيراً لمجرد أني لا أجد حولي مصريين »بعدد كافي«.

د. يحيي:

هذا صحيح، ورائع، ولكن تذكر أن للطين رائحة الناس أحياناً، كتبت يوماً 1982 في قصيدة لم تنشر، ما يلي:

.....

.....

(2)

لمَّا تمايل جمعُهم مكبَّراً، مهللاً،

في حب أرضنا الوطن،

أفرغت وعيي في خبايا حكمتي،

فأذبت نفسي هاتفاً:

»يحيا الوطن«.

فأطلَّ من بين الضلوع،

ابن الحلال العابث المتحفز:

ومضي يُلعب بالحواجب ساخراً

»لكلِّ من ولدته أمُّه وطن،

مثل الوطن!!

يا أرض ربّي قد وسعت الناس والسباع والطيور والحجارة،

لكنني أرنو لشبر واحد: أنا.

يضم عظمي يحتوي رحماً.

***

السؤال الثاني: هل بدأت تحذر أكثر فأكثر من التسليم للكلمة المطبوعة، مهما كانت مطبوعة علي ورق مصقول، أو صادرة من دار نشر مشهورة أو مسجلة في صحيفة، خصوصاً قومية؟

د. أحمد أبوالوفا

... أنا أحذرها منذ أن تعلمت القراءة

د. يحيي:

هذا جيد وإن كان أبكَر مما ينبغي!! كيف التقطت ذلك طفلاً؟!!

د. إيمان سمير

... أكيد بس متضايقة من فقدان الثقة.

د. يحيي:

مراجعة المنشور ونقده غير فقدان الثقة فيه، الحذر واجب، والاستمرار ضروري.

***

السؤال الثالث: هل وصلت معني »الوعي الجمعي«، و»الحس الجماعي«؟ وكيفية تخليق الوعي البشري الجديد عبر التواصل بالتكنولوجيا الأحدث؟ (هنا - ثم عبر العالم إن شاء الله!!)؟

د. أحمد أبوالوفا

... كنت أشعر به جداً طوال الأعوام القليلة الماضية دون أن أسميه، إلا أني أحتاج لبعض الوقت كي أوافق أو أعترض أو حتي أسكت عن تلك التسمية.

د. يحيي:

خذ راحتك يا رجل، ما فائدة التسميات؟! هذه مجرد معالم المحاولة الجادة لبناء الوعي، ربنا يكرمك.

د. إيمان سمير

... إننا نجتمع كده، دي كانت أحلي حاجة حتي من غير تكنولوجيا كان فيه هذا الحس والوعي.

د. يحيي:

التكنولوجيا (الفيس بوك) كانت »للتحضير«، أما إبداع الوعي الجمعي فكان »في التحرير«.

***

السؤال الرابع: هل عرفت كيف يجمعنا الصدق معاً: من كل ملة ودين؟

د. أحمد أبوالوفا

... لي تجربة مع 14 فرداً من جنسيتين ودينين وظروف اجتماعية غاية في الاختلاف، لم يجمعنا سوي الصدق في حب نوع الموسيقي الذي نقدمه، كم أحب أولئك الأشخاص، ما حدث في 25 يناير ما هو إلا أن زاد عدد أولئك الـ 14 فرداً إلي ملايين.

د. يحيي:

ربنا يزيد ويبارك، ونستمر

د. إيمان سمير

... لما نحط كل تعصب وغباء علي جنب نعرف نتجمع بجد.

د. يحيي:

هذا صحيح، وجميل.

***

السؤال الخامس: كيف تشعر أنك محترم في بلد محترم، (برجاء ذكر بعض الأفعال اليومية الصغيرة)؟

د. أحمد أبوالوفا

... أن أبتسم في وجه الذين لا أعرفهم ويبتسموا لي بصدق، أن أجد في مذياع سيارتي موسيقي جيدة تعبر عني، أن يؤلمني ضميري عند إلقاء عقب سيجارتي علي الأرض، ألا أخاف من الارتباط الحقيقي بشريك في حياتي، أن أمارس عملي بحب دون خوف من أن أول الشهر لن أجد ما يكفيني حتي أول الشهر القادم، ألا أحاول التبرير لضابط المرور عند ارتكابي مخالفة لتأكدي أن القانون ليس

به استثناءات »تم توقيفي 7 مرات ولم أدفع مخالفاتي أبداً، يبدو أني جيد التبرير« أن أسمع تعليقات متعجبة ممن حولي علي قضايا الفساد ولا أسمع »عادي يا عم.. ما هي بلدهم«... إلخ.

د. يحيي:

لقد أخذت السؤال يا بوحميد بجدية رائعة، تحتاج وقفة طويلة لمناقشتها احتراماً وشكراً.

د. إيمان سمير

... لما أعرف أعبر عن رأيي في أي حاجة دون خوف، لما نلم الزبالة ونبطل نرميها في الأرض.

د. يحيي:

شكراً، ولنا دعوة.

***

السؤال السادس: إذا كنت لا تحترم نفسك بمعني الحب والعزة، فكيف تطلب من آخر أن يحترمك؟

د. أحمد أبوالوفا

... أنا أحترمها جداً جداً جداً

د. يحيي:

ياه!!، يا بختك!، واحدة واحدة لو سمحت يابو حميد، واحدة واحدة.

د. إيمان سمير

... ما ينفعش

د. يحيي:

إذن؟

***

السؤال السابع: هل يمكن أن تجرب أن تبدأ أنت باحترام غيرك، بالاعتراف به، وليس فقط بالاستماع إليه؟

د. أحمد أبوالوفا

... حاولت ونجحت وفشلت وسأحاول طالما بقيت.

د. يحيي:

هذا هو الطريق، لا تتوقف أبداً لا عن المحاولة، ولا عن المراجعة.

د. إيمان سمير

... صعب، بس ممكن لو جينا علي نفسنا شوية.

د. يحيي:

ما هو ضروري.. هو ضروري

***

السؤال الثامن: ما علاقة الاحترام بكل من: (1) السياسة؟ (2) العدل؟ (3) الوقت؟ (4) الآخر؟ (5) الحب؟

د. أحمد أبوالوفا

... نفس علاقته بالحياة والعمل والصداقة.

د. يحيي:

تعليق مركز جاد أيضاً، وجميل جداً.

د. إيمان سمير

... كلام كبير مش هاعرف أقول إيه، دي حاجة تتعاش أكثر ما تتكتب

د. يحيي:

فعلاً، لقد ترددت طويلاً أن أكتبها، ويبدو أن السؤال قد أغني الكثيرين عن الإجابة، بصراحة بدأت أطمئن أكثر فأكثر لهذا المنهج.

***

السؤال التاسع: هل وصلك أن الخوف من الفعل هو أكبر بكثير من الخوف من نتائج الفعل؟

د. أحمد أبوالوفا

... نعم جداً جداً.

د. يحيي:

هذا مهم، الحمد لله.

د. ناهد خيري

... وصلني أن خوفي هو مما سيفضحه الفعل من حقائق.. خوفي من المستور.

د. يحيي:

وهو خوف مشروع.

د. إيمان سمير

... مش عارفة.

د. يحيي:

ولا أنا، لست متأكداً.

***

السؤال العاشر: هل يمكن أن ترتب أولويات مطالبك - تنازلياً - بعد الذي حدث من بين: (أ) المطالب الفئوية، (ب) المطالب الشخصية، (ج) المطالب الوطنية، (د) المطالب القومية.

أ. هالة:

... ترتيبي هكذا: المطالب الوطنية، المطالب الفئوية، المطالب الشخصية، المطالب القومية.

د. يحيي:

أشكرك، أنا أصدقك جداً، لم تكن الإجابات مطلوبة، لكن تفضلك بالإجابة فتحت لي أفقاً جديداً.

د. أحمد أبو الوفا

... رتبتها كما يلي: 1 - المطالب الوطنية، 2 - المطالب الشخصية، 3 - المطالب الفئوية، 4 - المطالب القومية.

د. يحيي:

صدق آخر.

د. إيمان سمير

... مش عارفة الفرق بين الوطنية والقومية بصراحة بس ممكن أحطهم في الأول بعد كده الشخصية وفي الآخر الفئوية.

د. يحيي:

الوطن: مصر، القومية: العالم العربي، وأنت صادقة وواضحة في ترتيبك، برغم تصورك عدم معرفة الفرق.

www.rakhawy.org