بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

حظوظ المرشحين الرئاسيين

من المؤسف حقيقة فى مصر ، أن الهواجس أو الأمانى الزائفة أو الأهواء ، واحدة منها أو اثنتين أو ثلاثتها مجتمعة ، أصبحت حاكمة ليس فقط فى تحليلات الأفراد ، بل والمراكز التى مفترض فيها أن تنهض بالدراسات الاستراتيجية والسياسية والاجتماعية ، ورصد الشارع المصرى واتجاهاته العامة والنوعية!

غابت معايير الأداء عامة ، والتفكر والتدبر ومن ثم التدقيق بصفة خاصة!
غابت الإدارة العلمية التى تبدأ بإدارة الفكر والتفكير والفكرة!

لا أزعم سهولة الوصول إلى التعرف المسبق من الآن ، على من سيعتلى المنصب المصرى الرفيع بإذن الله ، وخاصة بعد أن غاب عن السباق الرئاسى ، مرشحان بثقل المرشح الرئيس للإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر ، والمرشح الوحيد المرتبط بجزء مقدر من التيار السلفى فى مصر ، الشيخ الدكتور حازم أبو إسماعيل ، الذى كنت آخذ على أنصاره عدم تلقيبه بالدكتور.

ولكن يؤلمنى أن أجد تحليلات بل استقصاءات غائبة عن عمق الشارع المصرى وجنباته المؤثرة ، فتصدر لنا من مكاتبها ، عبر عيناتها الضيقة أو دوائر علاقاتها الاجتماعية المحدودة التنوع ، أو عبر «الفبركة» الساذجة ، نتائج استقصاءاتها ، التى تثير سخرية الشارع المصرى.
هكذا فعلوا قبل استفتاء مارس ، ثم لم يتعلموا فعادوا قبل الانتخابات البرلمانية ، فخسروا تماماً مصدقيتهم كمهنيين ، وهاهم قد بدأوا الآن للمرة الثالثة ، ونحن ليس فقط لا نصدقهم ، بل نشفق على غبائهم ، لأننا نراهم يحدثوننا ونتعجب أو نضحك على «الجدية» البادية عليهم ، عند إعلانهم لنتائج استقصاءاتهم أو تحليلاتهم السياسية!

صدقونى حين أقول لكم مرة أخرى ، أنه يصعب علىَّ الآن ، التكهن بشخصية الرئيس القادم ، وخاصة بعد أن خرج مرشحان رئيسان من السباق ، كنت أتوقع أن يخوضا جولة الإعادة.
كما يصعب علىَّ ذلك التكهن أيضاً ، وخاصة أن الغالبية العظمى من الشعب الآن ، لم تحدد اختيارها بعد أن خرج هذان المرشحان وقد كان لهما أنصارٌ وحظوظٌ مقدرة كذلك ، أقول أن الغالبية العظمى من الشعب بمن فيها الكتلة التصويتية الأكبر وهى الإسلامية لم تحدد اختياراتها ، بعد هذا التغيير الدراماتيكى الذى حدث فى خريطة المرشحين منذ أن أعلن قبل أسبوعين عن موضوع الجنسية ، ثم عن موضوع العفو الذى لم ينله أحد ضحايا مبارك ، من هنا فخلاصة ما عندى الآن وبإيجاز هو:ـ

ـ1ـ الدكتور محمد مرسى والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ، سيحصدا معاً ، ما كان سيذهب للشاطر ولأبى إسماعيل من «أنصار التيار الإسلامى» ، والشارع المصرى يسخر ممن يقول أن السيد عمرو موسى سيحصد جزء من التصويت الذى كان سيذهب لأبى

إسماعيل ، بينما فى الحقيقة يمكننا القول باطمئنان وببديهية ، أن عمرو موسى قد استعاد الأصوات المصرية على قلتها ، الذى سلبها منه عمر سليمان لمدة أسبوع.

ـ2ـ حظوظ مرسى فى الدخول إلى جولة الإعادة ، تتوقف على نوع الحملة الانتخابية وعمود خطابها الدعائى ، واتفاق الإخوان والسلفيين ، ولا يمكن الاطمئنان ، لعنصرٍ واحد منفرد ، دون الثلاثة مجتمعين.

ـ3ـ متى يمكن لمرشح غير إسلامى ، أن يدخل جولة الإعادة؟
أتوقع أن يحصل مرسى وأبو الفتوح معاً على 65% على الأقل من الأصوات فى الجولة الأولى ، وأكرر «على الأقل» بإذن الله.
إذا تقاسما هذه النسبة بالتساوى ، دخلا معاً جولة الإعادة.
أما إذا حصل أحدهما على أكثر من 50% ، فلا جولة إعادة على الإطلاق ، وانتهى السباق ، هذه بديهية بالتأكيد.
أما إذا حصد أحدهما على ما يزيد عن 45% ، والآخر على 20% أو أقل ، واستطاع التيار العلمانى أن يتكتل بيمينه ويساره ، ليعطى لأحد المرشحين غير الإسلاميين 20% من أصوات أتباعهم وعامة الناس «الطيبين» ، وهو كله أمر ليس باليسير ، لكنه محتمل ، وإذا حدث فسيدخل مرشحهم الإعادة ، مع مرشحٍ إسلامىٍ ، ويخرج الإسلامى الآخر خارج السباق.

هذا ما عندى حتى الآن ، ومن يقدم غيره ، لا يتسم عندى بالحرفية على الأقل ، هكذا ظنى.
قدمته بحياد ، ولكن قدمته أيضاً من الضفة الإسلامية التى أنتمى إليها ، لذلك امتنعت عن تفنيد حظوظ المرشحين غير الإسلاميين وصراعاتهم فيما بينهم ، حتى لا أروج لأحدهم لدى الناس «الطيبين» ، أو أن أمنحهم فكرة ، وأعترف بذلك احتراماً لذاتى ، وللقارئ الذى أحترم عقله كذلك ، وإن اختلفت معه فى التوجه.
محسـن صـلاح عبدالرحمن
[email protected]