بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تايم: مواقفنا من القذافي غير أخلاقية

يواجه الغرب مأزقا حادا إزاء الموقف في ليبيا في ضوء الاتهامات الموجهة له بأنه أضفى قدرا من الشرعية على نظام العقيد معمر القذافي . ويعكس كم المقالات والتحليلات التي تحاول تفسير هذا الموقف واعتباره موقفا حتميا لا فكاك منه ، في عالم مفتوح لا بد فيه من الانفتاح على كافة الأنظمة أيا كانت طبيعتها.

وفي ذلك السياق كتب روميش راتينسار في مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا تحت عنوان "التعامل مع الديكتاتوريين.. لقائي مع معمر" سرد فيه مجموعة من خواطره وأرائه بشأن نظام حكم القذافي على ضوء مقابلة أجراها معه في نيويورك خلال زيارة الرئيس الليبي للولايات المتحدة للمشاركة في أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ نحو العام ونصف العام.

وبعد أن استعرض جانبا من الأجواء التي مهدت للقاء في خيمة القذافي بمقر البعثة الليبية والحماية النسائية التي ينفرد بها القذافي والتعليمات التي وجهت له واقتصرت على واحدة فقط وهي الحرص على مخاطبة القذافي بعبارة "الأخ الزعيم" ، قال الكاتب: لقد جاء القذافي إلى نيويورك في هذا الخريف لكي يقنع العالم بأنه تغير.. فقد تخلى عن برنامجه للتسلح النووي كما أنه أدان الإرهاب و تعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة . وفي المقابل رفعت واشنطن العقوبات عن نظامه وبدأ تدفق الأموال الغربية إلى ليبيا كما زارت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك طرابلس.

أضاف الكاتب: من جانبه فإن القذافي لم يكن تغير فيما يتعلق بسياساته تجاه شعبه.. فقد واصل دمويته وشعوره بجنون العظمة وتأكيده على أنه الزعيم الذي يسعى لتحقيق المساواة بين أفراد شعبه، بينما كان يسمح لأبنائه وحاشيته بنهب ملايين الدولارات من حصيلة نفط البلاد. واشار الكاتب إلى أن نموذج القذافي على هذا الأساس يسلط الضوء على مشكلة أساسية تواجه صانعي السياسة الخارجية للولايات المتحدة وهي هل يجب التفاوض مع الديكتاتوريين؟

وقال الكاتب: إن قرار الغرب التعامل مع القذافي بكل المعايير تحول إلى صفقة كارثية! فبدلا من أن ينتهي به ذلك إلى بدء

إصلاحات داخلية أو تحسين وضع حقوق الإنسان فإن الزعيم الليبي استغل الشرعية التي حظي بها من قبل الغرب في التغطية على قمعه لمعارضيه وفي سرقة المزيد من ثروة بلاده.

واضاف مهما كان التعاون الذي اسسته الولايات المتحدة مع طرابلس فالموقف الذي وصلت إليه الأوضاع حاليا من الصعب إصلاحه. وأشار الكاتب إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الغرب مثل هذا الموقف مستدعيا مواقف أخرى من التاريخ الحديث لاستمالة زعماء ديكتاتوريين.

واضاف غير أن ذلك لا يعني أنه ليس هناك مجال للدبلوماسية مشيرا إلى أن إبرام اتفاقات أعمال مع أنظمة قمعية ربما يتناقض مع قيمنا الأخلاقية ولكن ذلك قد يكون الطريق الوحيد لتحقيق أهدافنا الإستراتيجية الكبرى. فاتفاقية دايتون تركت ميلوسفيتش على رأس السلطة في كوسوفو ولكنها أنهت حربا دموية أنقذت آلاف الأرواح من مسلمي البوسنة.

وقال الكاتب : "نحن ربما ننبذ طالبان ولكننا نجد أنه من الاساسي الدخول معها في مفاوضات بحثا عن مخرج من أفغانستان". واختتم بقوله: إن الصراع على السلطة في ليبيا الجاري حاليا يضع أخطارا حقيقية على استقرار الشرق الأوسط. ويضيف: إن الغباء الأكبر ليس هو في الدخول في علاقات مع نظام على شاكلة نظام القذافي ولكن في الاعتقاد أن استمرار حكم الطغاة مثله يمكن أن يمثل نوعا من الاستقرار على المدى الطويل.