بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

ساعات قليلة و تنطق جهيزة

ساعات قليلة و تنطق جهيزة بالخبر اليقين ، و جهيزة  هنا  هي أعلي و أهم و أحسم لجنة  في تاريخ  مصر الحديث ،  و هي اللجنة العليا للانتخابات  الرئاسية في مصر ، و لا مراء في  هذا   ، فلقد  أفرد الاعلان الدستوري   الصادر  عن  المجلس الاعلي للقوات المسلحة  لهذة لهيئة الادارية

وظيفيا مكانا  علويا ، و جعلها في أعلي عليين ، فلا معقب لقرارها ، و لا طاعن  في فصلها ، و لا مشكك في تقييمها  و تقديرها، فما  تنبئ به   يرسم لحد  كبير الخارطة  السياسية  المصيرية  لمصر ، و يعين جهد  الجاهدين ، و  فقه  المتفيقهين – و ما أكثرهم  في مصر – علي فك  الشفرات ، و فتح  المغاليق ، و سبر أغوار الحقائق الخافية عن  عموم  الناس في مصر، و يسلط الضوء علي  الحقائق الدامغة الكاشفة  المانعة ، للشخصيات  المصرية  التي تاق  الكثر  من  المصريين  في تأهلهم لسدة  الحكم ، و تولي كرسي الرئاسة  في أكبر و أقدم    دولة  في منطقة الشرق الوسط  قاطبة .

و اذا كان  ما من أحد  يستطيع  أن يجزم بأي قرار ستتخذه  اللجنة  الموقرة  بعد ساعات قليلة ، الا أن المعترك  السياسي حامي الوطيس ، و المشهد التنافسي الذي استحوذ علي سائر العواطف و  الاحاسيس ، أصبح الاهتمام  الاول و الرئيس ، لسائر  المصريين  من  دون  تحزب أو تسييس .
جلي أن  المشهد  السياسي في مصر شهد  في الايام الاخيرة  مفاجئات خرجت  عن  المعتاد ،  و  حيرت البلاد  و  العباد،  فمن حل للجمعية  التأسيسية ، الي اقصاء  مبدئي لعديد  من  المرشحين  للرئاسة ،الي   تهديد  ووعيد  من المجلس العسكري الي كافة القوي السياسية بضرورة  التوحد و  التالف و التكاتف ، الي اذعان غير مسبوق من  هذه  القوي المسماة  بالاحزاب   السياسية لذلك التهديد  .

بيد  أن  الامر يستدعي النظر و  التدبر و  الاهتمام  ،  و لا يجب المرور  عليه  مرور  الكرام ، الا اننا  و  بحكم  التخصص سنقصر تنقيبنا علي المعادن القانونية النفيسة في هذا  الاناء المصري الملئان بالدروس   و  العبر .

فقد صدم الشعب  المصري بأسره بأحد المرشحين  للرئاسة ،  الذي دفع  بمؤامرة صهيونية  أمريكية تحاك  ضده  حتي لا يطبق شرع  الله  في عباد  الله ،  و أعلن  الجهاد ان  أزاحته  القوي  الشيطانية  الباغية  عن  طريقه  المعبد سلفا  وفق زعمه  للرئاسة .، و شكك دفاعه  في الوثائق

الرسمية  الامريكية ، التي تثبت أمريكية  والدته  المتوفاة  ، ليس فقط  بموجب جوازات  السفر  المختلفة ، بل أيضا  بموجب  شهادة  الجنسية الامريكية ، و شهادة كشوف الاخبين الامريكين .

أما المرشح الاخر المقصي حتي مساء الثلاثاء ، فلم يكتف  بالملفات  المصيرية الفاشلة  التي كانت  في عهدته ،و العيان  لا يحتاج الي بيان ، فأبي الا  و أن يقامر بمصائر المصريين ، و يغامر مغامرة  المتهورين  الفاشلين ، فأصر أن يحارب بدماء المصريين ، و أثر أن يحشر صورته  في مشهد الفاشلين المنبوذين ، بعد  أن فشلت عصبته في توفير التوكيلات  المطلوبة  ، و  تحضير المستندات  المرغوبة .


أما  المرشحين  الاخرين الشهيرين  المبعدين ، فغفلا عن  حساب  الايام  و الشهور  و السنين ، فدفع الاثنين بأن  العفو  العسكري الشامل الصادر سلفا عن المجلس  الاعلي للقوات  المسلحة راد  للاعتبار ، ويمنحهما  الشرف و  العزة  و الفخار ، و تجاهلا   التشريعات  المصرية و القوانين التي تستلزم  مرور  ست سنين ، علي قضاء عقوبة الحكم  المهين ، الصادر من قضاء المرائين .

فاذا  كانت المصائب  لا تأتي فرادي ، و أن معظم  النار  من  مستصغر  الشرر ، فالامر الذي لا  مرية  فيه ، أن  جموع المصريين تتطلع  الي الله  عز  و  جل ، أن يكشف  الغمة ،  و يحفظ  الامة ، و أن يكون  لهذا  الليل البهيم  من أخر .

و  ختاما ، يجب أن نعي أمرا  مهما و هو : أن  الحق يعلو  و  لا يعلي عليه ، فالحق مكين و  الباطل مضطرب عثور . 

----

بقلم- دكتور /أيمن سلامة

أستاذ     القانون   الدولي   العام