بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أبناء لم يسلموا من لدغ الآباء

ذاكر وراجع الدرس مرة ومرات  ، الدرس الذى إعتقد أنه لن يفهمه ، لم ييأس فأعاد قراءته  ، وحفظ عن ظهر قلب ماأملاه عليه ضميره ، ففى الإعادة إفادة ، وكان عليه ألا يخطئ ، وارتأى أن هذا الدرس النظرى يلزمه أيضا تدريب عملى

فكّر ........ ثم صاح وجدتها .....
سأستعين بأحد الحواة ، يكسبنى مهارة ،  فهو يملك خبرة طويلة  فى ترويض الثعابين  ، وليكن له مايريد من النقود ، عشرة ، عشرين ، مئة  ، ألف من الجنيهات ، الخير كثير والرزق وفير
كان أحد أمناء الشرطة بالسكك الحديدية  ببنى مزار ، قد اتهم بقتل فلذات أكبادة ثلاث وردات أكبرهن سبع سنوات ، أقدم على فعل الشياطين عندما قام بشراء ثلاث ثعابين من نوع ( الكوبرا ) السامة من سوق الجمعة واشترط أن تكون  كبيرة وطويلة  وقوية ، وكان له ماأراد
هرع الى الملائكة فى فراشهن ، يحلمن بالفراشات والحلوى ، تدفئن بعضهن البعض  من صقيع الوحدة والخوف ، بعدما لاذت أمهن بالفرار من قسوة الأب والمشكلات الحياتية ، ربما مشكلات أيضا قد لاتستدعى الإنفصال، لكن الكبرياء كان سيد الموقف  فلم يتنازل أحد الطرفين من أجل البنات ، عناد وقسوة وجحود  ، نعمة لم يدركها الإثنان ، وظللن بين نيران أب عديم القلب  وزوجته التى تكره وجودهن ، وأم على قيد الحياة فضلت ألا تحتضنهن ، الكل يذيقهن العذاب ، قد لاتفهمن لماذا يرتعدن خوفا فى الليل ، وحرمانا فى النهار
ترك الوحش الأفاعى تجهز على فلذات الأكباد  ، لتصرخن الواحدة تلو الأخرى فكتم أنفاسهن ثم أغلق الباب على الجثث الثلاث ، والى عمله ارتحل ، بعدما أحرق ثعبانا ، وهرب منه الآخران
أما دوافعه المجنونه فهو الشك فى نسبهن اليه ، فالأم لم تكن عذراء ، هكذا ادعى والسؤال
كان الطلاق من حقك لماذا تحملت أن تهان رجولتك ؟ وإذا كنت ترغب فى سترها بإرادتك لماذا تعرّيها الآن ؟  كنت تكرهها .....فكيف تنجب منها ثلاث مرات ؟ شككت فى سلوكها بعد سنوات طوال ، فلتتخلى عن البنات ولتتركهن لحال سبيلهن 
اتركهن للزمن سيكون أرحما عليهن ،  فالله الحق لن يترك محتاجا ، ربما تمتد

الأيادى البيضاء الرحيمة تحنو عليهن برفق بعدما تجردت من الأحاسيس نحو بناتك  
هذا الرجل الثعبان ، رفض جميع محامى مركز بنى مزار القيام بالدفاع عنه وحسنا فعلوا ، فكيف يدافعون عن مجرم محترف ، بحيلة رخيصة ومع سبق الإصرار  ، يخطط ثم ينفذ  أبشع مايرتكب بشر ،  ماتت الرحمة والمروءة ولم يعد من فصيلة الإنسان ،  أما الخوف من عقاب السماء فلم يعرف لقلبه طريقا فانتقم  ليضيف أسماءهن الى سجل الوفيات  ، ربما كبرن فصرن ناجحات نافعات ، حرمهن من نعمة الحياة ، الفتيات لم تمتن قضاء وقدرا ، لذا وجب عقابه العقاب الرادع لتهدأ قلوب الناس
أما فى سوريا التى مازالت تئن من سطوة الأسد وجبروته فى حق شعبه ، تجرد أب من أبوته  برمى أطفاله الأربعة فى نهر الفرات ليبتلعهم النهر فى لحظة ، ماتوا غرقى صبيان ووصبيتان ، ولم يحرك ساكنا انتقاما من أمهم بعد خلافات أسرية ، كثيرا ماتحدث
الكارثة فى الموقفين أن الجانى لم يعانى من مرض عقلى أو نفسى إذن مالدافع وراء  الجرائم البشعة فى حق الأبناء ؟
الإجابة أنه عندما  يتحول الإنسان فى لحظة الى وحش كاسر ؟
نعم عندما  يموت الضمير الذى يميز بين الإنسان والحيوان ، وبين إنسان وإنسان عندها يفعل مايريد دون أن يهتز له جفن ، دون ندم ، دون وازع من قيم أو أخلاق  ، موت الضمير هو موت العقل والوجدان ، والضمير ينبع من تعاليم الأديان