أنت قبطى سألتك ....صوتك لمن ؟؟
سؤال يتردد بين جموع الناس ، كلما اقترب موعد الإنتخابات الرئاسية ، لكن الإجابة ودون أدنى تفكير ، صوتنا للمرشح الذى يعرف قدر مصر ، وقدرها ومكانتها اللائقة ، فى دولة مدنية ، دين الأغلبية فيها الإسلام ، هكذا تعايش القرآن والإنجيل أربعة عشر قرنا ، يجمعهما نيل وعبور وميدان
المرشحون يجوبون الكنائس فى المحافظات ، يتسابقون للتهنئة بعيد القيامة المجيد ، تسطر أجنداتهم ( المحبة والطمأنينة ) ، ووجوب العيش المشترك فلن تمس حقوق الأقباط ، وذلك من أجل دعم الكنيسة ، والحصول على الأصوات القبطية وهى ليست بالقليلة ، وقد تغير كثيرا من النتائج
وبما إن ثورة يناير العظيمة ، غيرت كل المفاهيم وكسرت حاجز الخوف للمصريين ، فتلك الثورة كسرت حاجز الصمت بالنسبة للأقباط ، الذين ظلوا لسنوات وسنوات تحت قبة الكاتدرائية ، محتمين بالبابا شنوده وأسوار الكنائس يشكون مرار التمييز ، والى من سيحتكمون ورأس النظام يسعى جاهدا للتفريق
كم ساروا (جنب الحيط ) خاصة بعد حادثى نجع حمادى ، والقديسين بالأسكندرية والذى أشعل النار فى كل الأفئدة الشريفة
وقامت الثورة ..... وقالت الكنيسة كلمتها ، لن ننزل الميدان ولنكتفى بالصلاة والصوم من أجل الخير ، لا ننكر أهمية التقرب الى الله فى الأزمات
لكننا جزء من هذا الوطن والخنوع والسكون جبن وضعف ، وكيف ينزل الشباب المسلم من أجل التغيير دماؤهم تسيل ، لنحصد الغرس من أرواح الشهداء ونحن فى البيوت كالجبناء ؟؟؟
رفض الشباب الإنصياع ، وكانوا فى الميدان يطالبون برحيل النظام وسقوطه ، نظام حجب الحقائق ، تسبب فى شق الصف المصري ، نظام تخضبت يداه من هول الفتن الطائفية المفتعلة ، ليلهينا عن التزوير والغش
وارتفع التحرير بالهتاف : (مسلم مسيحى إيد واحدة )
كانوا مقتنعون بأنه لايضيع حق وراءه مطالب ، تساءلوا إلى متى التقوقع داخل الأسوار الكنسية ، الى متى سنذرف الدمع ونوقد الشموع تضرعا لله ينقذنا من الجبروت والظلم ، الى متى نستثنى من المشاركة فى الحياة السياسية ، أنا مسيحى مصرى لست مواطن درجة ثانية ، على واجب التضحية من أجل الوطن
أنتمى لمصر ، أحبها بل أعشقها ، لن أرحل ولن أهاجر ولن أرضى عنها بديلا
لكن الإندفاع نحو تغيير هوية مصر المعتدلة الوسطية الى هوية دينية ، تسعى لدولة الخلافة ، تطبق
ولذلك يصبح من الصعب أن يتم التأثير على الأقباط من أجل مرشح بعينه ، بعدما خرجوا من عباءة الكنيسة وأصبح لهم رأى ودور وفكر وتأثير ، ومهما حاول المرشحون استمالتهم الى كفة كل منهم ، فالقبطى أصبح أكثر وعيا وإدراكا يفهم مايحاك ، من معه ومن ضده ، من يستميله الى كفته صدقا أو رياء
لن يعطى صوته إلا لمن يثق فى قدرته على الإحتواء ، من يؤمن بالمواطنة كفعل وليس شعار يردده
ولو لم يرحل قداسة البابا شنوده ، لم يكن ليتبدل رأى الأقباط الآن فلكل رأيه وحريته فى التعبير ، وحريته فى ممارسة حقه الدستورى بعدما أصبح لصوته معنى ووزن
وعندما يخرج أحدهم ليعلن أن الكنيسة مع المرشح الليبرالى أو الناصرى أو الإسلامى المستنير ، فهذه إجتهادات لاتعدو كونها إستنتاجات ، لكن الواقع ينبئ أن الأقباط قد تحرروا عمليا من استبداد النظام السابق الذى كان يتعمد إقصائهم والتمعن فى إذلالهم ،
تحرروا من الإستقواء بحصن الكاتدرائية حينما كانت تحدد لهم الخطوات ففقدوا كثيرا من احترام الذات
القبطى مصري يرفع الشعار (مصر للجميع ) ، صوتى من قناعاتى أن هذا أو ذاك المرشح سوف يلغى من القاموس عبارة ( عنصرى الأمة )